خبراء: يسبب أمراض القلب والرئة وقد يؤدي للوفاة

مرض جديد اسمه «التعفن في السرير»| الشباب يواجهون أخطر تحديات «التيك توك»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

من حين لآخر يستطيع تطبيق مقاطع الفيديو القصيرة «التيك توك» أن يجذب فئة كبيرة من الشباب والمراهقين ببعض التحديات التى توهمهم بأنهم قادرون على فعلها وتحقيق أعلى نسب مشاهدة من خلالها وما يترتب عليها من تحقيق ربح مادى.. وللأسف الشديد ينساق الكثير من الشباب وراء هذه الأوهام دون العلم بما تحدثه بهم من أضرار صحية ونفسية خطيرة.

ومن أحدث التحديات التى انتشرت مؤخرا، ظاهرة جديدة أطلق عليها النشطاء «التعفن فى السرير»، إذ يقوم العديد من الأشخاص بقضاء يوم كامل فى السرير بعيدا عن صخب الحياة، حيث يقضون وقتهم بمشاهدة التلفاز وتصفح الهاتف المحمول وتناول الطعام والشراب والانعزال التام عن كل ما يدور حولهم، وفى أيام قليلة اجتاحت الظاهرة مواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت «ترند» يستقطب عددا كبيرا ممن يبحثون عن “تعفن السرير”. الأمر الذى جعل الخبراء يحذرون من هذا الأمر مؤكدين على ما يحدثه من مشاكل لا حصر لها.

■ د. ياسر صادق

وتحدثت «آخرساعة» مع عدد من الخبراء والمختصين للوقوف على ما يحدثه هذا الشأن فى صحة الشباب وكيفية مواجهة ذلك، حيث يقول الدكتور ياسر صادق، أستاذ مساعد أمراض القلب بطب حلوان واستشارى أمراض القلب بمعهد القلب القومي، إن هذه الظاهرة من أكثر الأمور خطورة على الصحة العامة وعلى جميع أجهزة الجسم، وذلك لأن الخلود على السرير لفترة طويلة بدون بذل أى حركة أو مجهود يكون سببا فى حدوث ضعف لعضلة القلب والإصابة بجلطات القلب وكذلك جلطات الرئة التى تعد مرضا مميتا بنسبة 30 – 50%، علما بأن هذه الفترات لا تصل لأيام كما يعتقد البعض، وإنما لا تتعدى ال12 ساعة وتبدأ فى إصابة الجسم بالعديد من المضاعفات الصحية التى تتزايد نسبها مع زيادة الوقت.

◄ قرح الفراش
ويشير إلى أن خير دليل على ذلك يتمثل فى نصيحة الأطباء للمرضى الذين يخضعون لإجراء عمليات جراحية بأهمية المشى بعد الإفاقة بفترة قليلة حتى لا يصابوا بجلطات القدمين التى تنتقل إلى جلطات الشريان الرئوى، وفى أحيان كثيرة يحتاج المريض لأدوية سيولة لمنع الإصابة بهذه الجلطات إن لم يستطع الحركة، وعلى ذلك فإن الانسياق وراء هذه الظاهرة قد يؤدى للوفاة جراء المضاعفات السابق ذكرها.

ويضيف أنه من الأضرار الأخرى إصابة الجسم بالسمنة المفرطة وما يتبعها من مشاكل لاحقة، فضلا عن أن الشخص يكون أكثر عرضة للإصابة بتقرحات الفراش فى أماكن حساسة بالجسم علما بأن التئامها فيما بعد يكون صعبا ومؤلما جدا، لذا يجب على الإنسان ألا ينام أكثر من 6 – 8 ساعات متواصلة فى اليوم الواحد، كما يجب الحرص على المشى على الأقل لمدة ساعة يوميا فضلا عن الحركة المستمرة على مدار اليوم لمساعدة الجسم على النشاط وضخ وتجديد الدورة الدموية فى جميع الأعضاء والخلايا بالجسم.

◄ الأسباب
ومن جانبها، تحذر إيمان عبد العزيز، مدربة ومحاضرة واستشارية تربوية معتمدة، من تفاقم هذه الظاهرة وانتشارها بين الشباب لما لها من تأثير سلبى على الصحة النفسية، حيث إن هذه الظاهرة تضع الشاب فى عزلة اجتماعية تجعله يعيش داخل عالمه الافتراضي فقط.

وتوضح أن الشاب الذى ينجرف وراء هذه الظواهر يعود لعدة أسباب منها افتقاده للتواصل الاجتماعى فى محيط أسرته منذ الصغر وشعوره بأنه لا قيمة له وأن غيابه عن أسرته لوقت ما لا يشكل فارقا معهم، مما يجعله يشعر بالاغتراب الاجتماعى، وقد يكون السبب أيضا هو التحدى مع أصدقائه ويريد أن يحقق النجاح به، ومن الأسباب الأخرى أن يكون الشخص لديه بوادر اكتئاب فيستسلم لهذه الرغبة سريعا.

◄ الخطورة والعلاج
وتتمثل خطورة الأمر فى انعكاس فطرة الإنسان التى خُلق عليها وهى السعى والحركة المطلوبة لصحة الجسم والروح، وقد يصاب الشباب عند القيام بهذه العزلة باكتئاب شديد يجعله أكثر عرضة للإصابة بأمراض نفسية أخرى مثل انفصام الشخصية، ولعلاج ذلك يجب تضافر أكثر من عنصر للقضاء على شعور الوحدة والعودة مرة أخرى للحياة الطبيعية، وذلك من خلال قيام الأسرة بدورها نحو المراهق والتعامل معه بشكل أكثر إيجابية، كما يجب على وسائل الإعلام تسليط الضوء على مثل هذه الظواهر والتوعية بخطورتها، ومحاولة إيجاد المقربين له للتحدث معه وإنقاذه من هذه الحالة المدمرة.

■ الدكتور مصطفى البحيري

◄ مضاعفات أخرى
وفى السياق، ينصح الدكتور مصطفى البحيري، دكتوراه التغذية العلاجية وعلاج السمنة، من يجد فى نفسه هذه الظاهرة، بالبعد عن كل وسائل التواصل الاجتماعى، على الأقل لمدة 3 أسابيع، وإن استدعى الأمر أن يتوجه إلى مصحة للعلاج، ليعود للحياة الطبيعية تحت إِشراف طبيب متخصص، مشيرا إلى أنه من المضاعفات الأخرى التى قد تصيب الشخص الإصابة بالسمنة التى تؤثر بشكل كبير على صحته الجسدية والنفسية ويدخل فى دائرة مفرغة من العزلة المتزايدة والإحباط.