ونحن نحتفل بمرور ٨ سنوات على افتتاح قناة السويس الجديدة أهم وأسرع شريان مائى فى العالم يوم السادس من أغسطس عام ٢٠١٥ هذه الملحمة الوطنية التى ستبقى خالدة فى الذاكرة المصرية والتى حظيت فى افتتاحها بمشاركة دولية ودبلوماسية رفيعة المستوى أتذكر هذا الحشد الشعبى والإقبال غير المسبوق على شراء شهادات استثمار مشروع قناة السويس الجديدة الذى أطلق فكرته الرئيس عبد الفتاح السيسى بتكاليف بلغت ٦٠ مليار جنيه والمبهر أنه تم جمع هذا المبلغ الكبير خلال أسبوعين فقط واستطاع المصريون بإرادتهم وعزيمتهم التى يشهد بها التاريخ على مر العصور أن يحققوا هذا الحلم ويحولوا الفكرة إلى واقع نفذته السواعد المصرية خلال عام واحد.
قال الشعب البطل كلمته واشترك أكثر من ٤٣ ألف عامل فى حفر قناة السويس الجديدة التى تعد واحدا من أضخم المشروعات الوطنية فى القرن الحادى والعشرين التى أضافت للدخل القومى المصرى الملايين من النقد الأجنبى كما أتاحت فرص العمل للشباب وخلق مجتمعات عمرانية وصناعية جديدة على طول ضفتى القناة وهنا أذكر بعضا مما حققته القناة الجديدة زيادة فى حصيلة الإيرادات خلال السنوات التالية للافتتاح إلى أن وصلت إلى ٩ مليارات دولار وهو ضعف ما كان محققا فى بداية الافتتاح وزيادة عدد السفن العابرة للقناة إلى ١٣٥ ألف سفينة كما زادت الحمولات العابرة للقناة إلى ٨ مليارات و٥٠٠ مليون طن من البضائع سنويا كما ارتفعت قدرة القناة على استقبال السفن العملاقة ذات الغواطس الكبيرة بما ساهم فى رفع التصنيف العالمى للقناة ومكنها من مواجهة تحديات المنافسة مع الطرق العالمية البديلة كما نجحت إدارة القناة فى تقليل عدد ساعات عبور السفن إلى النصف من ٢٢ ساعة إلى ١١ ساعة.
إنه مشروع الإرادة السياسية والصمود والاصطفاف الوطنى قياسا بالظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى كانت تمر بها مصر عقب ثورة ٣٠ يونيو والمصاعب التى واجهتها والتحديات التى أحاط بها من كل جانب هو المشروع الحلم الذى لم يكن مجرد إنشاء مجرى سياحى جديد وإنما أصبح مشروعا لتنمية محور قناة السويس بالكامل وتعظيم دورة كمركز لوجيستى وصناعى وعمرانى واقتصادى عالمى .
