عملاق الصحافة يرشح «ثومة» للوزارة.. وأحمد رامى يصفعه على وجهه!

مصطفى أمين: عبد الوهاب حرمنى من الغناء و«حليم» كان سينتحر!

مصطفى أمين يروى الكثير من صندوق الذكريات
مصطفى أمين يروى الكثير من صندوق الذكريات

لا يحتاج عملاق الصحافة المصرية والعربية مصطفى أمين لتعريفٍ أو تقديمٍ ، فهو كما يقولون كان وما زال «أشهر من نار على علم» ، تتلمذ على يد أمير الصحافة محمد التابعى ، وأسس مع شقيقه على أمين «أخبار اليوم»  و«الأخبار» وصحفاً أخرى منذ أن كان تلميذاً بالمدرسة وتخرج على يديه نجوم فى الصحافة المصرية والعربية ، وسنتعرف عليه أكثر من خلال الحوار التليفزيونى الذى أجرته معه الأديبة الإعلامية الفلسطينية ليلى الأطرش للتليفزيون  القطرى بمكتبه بأخبار اليوم عام 1993 ونقتبس منه أهم ما جاء فيه. 

عشت فى بيت سعد زغلول ، فهل سهل لك ذلك فرص العمل بالصحافة ؟

أسرتى كانت ضد اشتغالى بالصحافة ، كان لديهم اعتقاد أن من كبريات المصائب أن يعمل أحد أفراد الأسرة بالصحافة ، لأن الصحفيين كانوا فى ذلك الوقت من ساقطى الشهادات العليا ، وكان فى كل جريدة صحفى كبير فقط ، والباقى «صحفيين صغيّرين» جداً، وكان يُلاحظ على الصحفى أن ملابسه غير لائقة ، تتعرف عليه فى أى اجتماع من ملابسه المتواضعة ، إلى أن تولى د. حافظ عفيفى رئاسة تحرير جريدة «السياسة»، فأتى لكل صحفى بريند كوت وسترات وسموكينج  فظهروا فى مظهر الوزراء!

ما هو تأثير قربك من الزعيم سعد زغلول على أفكارك؟

لما كان عمرى خمس سنين فتحت عينيّ على ثورة 19، شفت المعارك اللى بين المصريين والإنجليز أمام بيت سعد زغلول اللى هو «بيت الأمة»، وبدل ما أسمع الحواديت التى تقال للأطفال فى مثل سنى، شفت وسمعت حواديت وأحاديث الثورة!

دخلت السجن فى عصر الملك وفى عصر عبد الناصر.. فما الفارق ؟

فى العصر الملكى كان السجن نُزهة، كان يُقبض عليّ فى الصباح ويُفرج عنى فى المساء، واحُتجزت فى 1951حوالى 21 مرة وأفُرج عنى فى نفس اليوم ، إنما فى عهد عبد الناصر اتحبست 8 سنين ونص!

 لماذا درست العلوم السياسية فى أمريكا ولم تدرس الصحافة ؟ 

سافرت لأمريكا والتحقت بجامعة «جورج تاون» رغماً عني، أردت أن أدرس الصحافة، لكن والدى رفض واختار لى أكبر جامعة للعلوم السياسية فاخترت مواد أقرب للصحافة وحصلت فيها على درجة الماجستير.

 كذبت على أم كلثوم لتجرى حواراً معها .. فهل الغاية تُبرر الوسيلة ؟

أنا قلت لها إننى يتيم وبربى إخواتى السبعة ، وإذا لم أحصل منها على الحوار المُكلف به سيتم رفتى من الجريدة ، فتأثرت جداً وأعطتنى الحوار اللى كنت عايزة . 

لم تعترض على هدم فيلا أم كلثوم ، فكيف نحافظ على تراث هؤلاء العباقرة ؟ 

بإطلاق أسمائهم على الشوارع والميادين ، وعمل تماثيلٍ لهم مثل:  سيد درويش ، وعبد الوهاب، وأم كلثوم، وعبد الحليم حافظ ، مثلهم مثل الزعماء والسياسيين.

 لماذا صفعك الشاعر أحمد رامى على وجهك ؟

كان بيدرس لنا مادة الترجمة بالمدرسة ، وبسبب غلطة بسيطة صفعنى على وجهى !

وكيف عرفت محمد عبد الوهاب؟

كان بيدرس لنا موسيقى وأناشيد فى المدرسة الخديوية الثانوية، بدأ يختبرُ أصواتنا عشان يكون فرقة ، وقال لي: أنت لا تصلح أبداً للغناء ، الأستاذ أنقذ البلاد من صوتى اللى معجبوش !

وكيف عرفت عبد الحليم حافظ ؟ 

كان عمل حفلة فى الإسكندرية وغنى «صافينى مرة» والجماهير رفضته وأرادت أن تنزله من على المسرح، جالى المكتب وقال لى إنه بيفكر ينتحر! فقلت

له: أنت تنتحر لو لم تذكرك الناس، لكن لو الناس شتمتك أو مدحتك، فده نجاح!، فاقتنع ودى كانت بداية صداقتى به!

ومتى كتبت  له فيلم «معبودة الجماهير» ؟

عندما أعطانى الرئيس عبد الناصر إجازة من «أخبار اليوم»، ومُنعت من الخروج من البيت ، فقعدت وكتبت القصة !
سمعت أنك حاولت تمثل للمسرح !

دخلت جماعة التمثيل بالمدرسة من كثرة مشاهداتى لمسرحيات يوسف وهبى، ومثلت ! 

 قلت إن الرئيس عبد الناصر استشارك فى إدخال امرأة بالوزارة ؟

نعم ، طلب منى  أن أرشح له بعض أسماء عشر سيدات فرشحت «أمينة السعيد، وحكمت أبو زيد، وأم كلثوم وأخريات»، وأرسلت له الأسماء بالصور، وسألته عن سبب اختياره حكمت أبو زيد فقال: «لأنها غير جميلة» !

وهل كانت أم كلثوم ستنجح كوزيرةٍ للثقافة ؟

أعتقد ذلك ،لأنها فنانة مثقفة وذكية وتقرأ الشعر قديمه وحديثه وتحفظه، وتعلمت الفرنسية ، ونجحت كنقيبةٍ للموسيقيين ، ثقافتها واسعة وكان لها مكانة عربية ودولية. 

قيل إنها بعثت لك برسالة مع كبير الأطباء وأنت فى السجن ؟ 

استدعانى كبير الأطباء للعيادة ليفحصنى ، وأثناء ذلك مال على أذنى وقال: «أم كلثوم بتسلم عليك، وبتقول لك إنها بترسل لك بيتين فى أغنيتها الجديدة»، وعندما جاء موعد الحفل سمعت فى راديو السجن أم كلثوم بتُغنى «أعطنى حريتى أطلق يديّ.. إننى أعطيت ما استبقيت شيئا.. آه من قيدك آدمى معصمي» ، ففهمت الرسالة التى بعثت بها مع كبير أطباء السجن!

هل ستعيش الصحافة الورقية  أزمة فى ظل الفضائيات وثورة الاتصالات ؟

الصحافة الورقية لن تموت بما ستقدمه من تميزٍ فى المضمون ، وثورة الاتصالات ستكون فى خدمتها وتطوير أدواتها ، الجريدة ستُقرأ إليكترونيا وسيزيد توزيعها فى الفضاء، وستنتعش الصحافة الإليكترونية التى ستقدم محتوى مختلفاً ومتجدداً كل دقيقة ، عندما دخل التليفزيون مصر ارتفع توزيع «أخبار اليوم» ، مفيش وسيلة بتلغى غيرها ، المهم هو تقديم المحتوى الذى يهم الناس لأن الشعب من حقه أن يعرف. 

ما الفرق بين الصحفى فى زمانك والصحفيين الآن ؟

الفرق فى الاستعجال ، أنا قعدت 10 سنين أكتب من دون توقيع ، أو بتوقيع مستعار ، الصحفى اليوم مش مستعد ينتظر 10 أيام !

كل إنسان يضحك ويبكى.. فمتى بكيت بالدموع ؟ 

عندما توفيت أمي، ذهبت أنا وتوأمى على لندفنها وعدنا لآخر ساعة للاجتماع بـ «صاروخان» للتفكير فى كاريكاتير العدد ، لم يحتمل صاروخان الموقف فبكى وانفجرنا فى البكاء معه !

أنت تنادى بحرية الصحفى.. فكيف كنت تتحايل على الرقابة ؟ 

بدون حرية لا يستطيع الصحفى أن يعمل ويبدع ، ومع ذلك كنت أستغفل الرقيب كثيراً ، ففى أثناء الحرب العالمية الثانية علمت أن رئيس وزراء بريطانيا سيصل لمصر وكانت التعليمات تمنع النشر، فنشرت فى «أخبار اليوم» خبراً قصيراً قلت فيه: «ننتظر وصول شخصية عظيمة إلى مصر»، ووضعت صورة «السيجار» المميز به تشرشل، وفاتت على الرقيب، وعندما قامت ثورة 23 يوليو لم يكن الشعب يعرف من هو زعيم الثورة ، واعتقدوا أن محمد نجيب هو زعيم الثورة ، فنشرت فى «أخبار اليوم» أن زعيم الثورة هو جمال عبد الناصر، واعترضت الرقابة ، فعبد الناصر اتصل به وقال له: أُنشر الخبر!
من «حوار تليفزيونى» 1993