الجارديان: مازال السلام بعيد المنال بعد مرور عام ونصف على حرب أوكرانيا

أوكرانيا
أوكرانيا

أكد مقال نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن حلم تحقيق السلام في أوكرانيا ما زال بعيد المنال بعد مرور ما يقرب من عام ونصف العام على حرب طاحنة مع القوات الروسية.

وأشار كاتب المقال الباحث في شؤون الدفاع راجان مينون، إلى أنه من المؤسف حقا أن كلا من الطرفين يتوهم أن بإمكانه تحقيق النصر على الطرف الآخر على الرغم من أن كل الدلائل تشير إلى أن كلاهما أبعد ما يكون عن تحقيق ذلك الهدف.

ويلفت الكاتب، إلى أن هناك العديد من المبادرات التي طرحت من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا التي بدأت في أواخر فبراير من العام الماضي بعد قيام روسيا بشن عملية عسكرية خاصة هناك، مشيرا إلى أن تلك المبادرات مازالت تراوح مكانها ولم يتم تنفيذ أي منها حتى الآن.

ويوضح الكاتب، في هذا الصدد أن تلك المبادرات تشمل خطة السلام التي طرحتها الصين والتي تتضمن 12 نقطة من أجل إحلال السلام في أوكرانيا، فضلا عن خطة السلام التي طرحها قادة عدد من الدول الإفريقية خلال لقاءات لهم مع كل من رئيس أوكرانيا فلودومير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو الماضي وتتضمن 10 نقاط لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

ويضيف الكاتب، أن أحدث تلك المبادرات تتمثل في لقاء استضافته المملكة العربية السعودية يضم ممثلي 40 دولة من أجل إيجاد حل للأزمة الأوكرانية.

ويقول إن الحرب بين الطرفين تدخل شهرها الثامن عشر بعد عدة أيام في وقت أصبحت فيه أجزاء كبيرة من أوكرانيا مجرد ركام وحطام بينما تشير الإحصائيات أن تكلفة إعادة الإعمار تصل إلى مئات المليارات من الدولارات، إلا أن الخسارة الكبرى، تتمثل في تشريد ما يربو على 11 مليون من الشعب الأوكراني وهو ما يمثل حوالي ربع السكان، ناهيك عن حجم الدمار الذي خلفته الحرب والذي يصل إلى حد اللامعقول.

ويضيف المقال، أن الذين يدعون لتحقيق السلام في أوكرانيا يتحركون في هذا الخصوص مدفوعين باعتبارات أبعد من أوكرانيا نفسها حيث تنتابهم المخاوف أن يتسع نطاق الحرب لتصبح بين روسيا ودول حلف شمال الأطلنطي (الناتو) وقد يتفاقم الأمر وتتحول إلى حرب نووية.

ويتناول الكاتب، في هذا السياق جانب آخر من المخاوف وهو تداعيات الحرب على أزمات الغذاء في العالم ولاسيما بعد ما تسببت الحرب في حرمان الملايين في العديد من أرجاء العالم من الحصول على واردات الحبوب الأوكرانية وهو ما ينذر بمجاعة خاصة في الدول الأكثر فقرا من العالم.

ويضيف الكاتب، في ختام المقال أنه لا أحد ينكر حجم الجهود المبذولة من أجل تحقيق السلام في أوكرانيا، إلا أن العراقيل في هذا السبيل لا يمكن تخطيها أو تجاوزها إذ أن الوهم ما زال يسيطر على كل من الجانبين الروسي والأوكراني أن بإمكانه الانتصار في الحرب.

ومازال كل من الطرفين يحدوه الأمل أن بإمكانه حسم المعركة لصالحه في ساحة القتال على الرغم من عدم وجود أي دلائل تعزز هذا الأمل أو تشير إلى قرب تحقيقه.