"مخصماك وابعد عني أنا مش طايقاك".. كلمات وألحان نسمعها تتردد في كل مكان نذهب إليه من رجال ونساء وأطفال، فقد طغت أغنية الفنانة نوال "مخصماك" في كل الأفراح والمقاهي والشواطئ، وعلى الرغم من أنها تنتقد الرجال بشكل خاص وتوجه اللوم لهم في معاملاتهم السيئة للسيدات إلا أن نتيجتها جاءت على عكس التوقعات فأصبح الرجال هم من يرددونها ويرقصون على أنغامها، الأمر الذي لفت انتباه النساء حول سر حب الرجال لهذه الأغنية.
تحدثت "بوابة أخبار اليوم" إلى بعض آراء الرجال من محبي أغنية "مخصماك" ولماذا يحبونها على الرغم من الانتقادات الموجهة لهم في كلماتها؟، يقول "أحمد - ع" إنه من أشد المعجبين بها وبألحانها التي تعطي البهجة للمكان، وعلى الرغم من استغراب زوجته من حبه لها إلا أنه أصر على رأيه وأنه ينظر لكلمات الأغنية أنه نوع من الدلع على زوجها أو شريكها فلا يراها انتقادا.
وأضاف "محمود - أ" -شاب عشريني-، أن موسيقى الأغنية تعطي "باور" للرقص أو تحفز أثناء ممارسة التمارين الرياضية، أما كلماتها فلا علاقة له بها لأنها غير موجهة له.
ومن جانبه، قال "زين. ع" إن كلمات الأغنية لا تمت له بصلة فلماذا تثير غضبه؟ وهو فقط يندمج مع الموسيقى في سيارته أو مع أسرته لفترة من الوقت وتنتهي.
اقرأ أيضاً | للمقبلات على الحمل.. كيف تستعدين نفسياً؟
أما "محمد. ح" وهو في آخر الثلاثينيات من العمر ومتزوج، فقال نفس الإجابة التي اتفق عليها كل الرجال السابقون وهي الموسيقى اللافتة أما الكلمات فهي غير موجهة له فلماذا تزعجه.
وجاء رد خبير علم النفس والاجتماع في هذا السياق، الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن هناك نوع من الاضطراب النفسي يظهر عند الانتقاد وهو الاستنكار للحقائق والتقليل منها وكأن الشخص لم يقل شيئا، وهو نوع من الحيل الدفاعية اللاشعورية لكي يتكيف الشخص مع ذاته في ضوء سلوكياته غير المرغوبة، ومن هذه الحيل هي التعميم في الخطأ، أو إسقاط مشاعره الداخلية على من ينتقده، وعلى رأس هذه العيوب هو التجاهل والإنكار في سبيل مواجهة الضغوط والتي تصل إلى درجة الإغماء أي عدم الإحساس والشعور بالسلوكيات الخاطئة التي يفعلها الشخص.
وأوضح استشاري الصحة النفسية في تحليله لأغنية "مخصماك"، أنها جسدت هذه الحيل الدفاعية النفسية التي يلجأ لها الإنسان بصورة لا شعورية لمواجهة الضغوط والأزمات والتكيف مع ذاته ليبرر ويحلل أفعاله المرفوضة، مؤكدا أن تصرفات الرجال مع الأغنية تؤكد أنهم يتعاملون بسخرية واستنكار لكلماتها وكأنها لم تقل لهم شيئاً، لعدم الاعتراف بسلبياتهم.
وأضاف "هندي" أن كلمات الأغنية أعطت شعورا للرجال أن حبل الود مازال موصولا لذلك يتعامل بهذا الاستهزاء معها، أما إذا كانت أكثر حدة أو صرامة كان الوضع اختلف بعض الشيء ولم يندمجوا معها بهذه الصورة الملفتة.
