بعد التجديد والتطوير.. افتتاح مسجد السيدة نفيسة غداً | صور

مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير
مسجد السيدة نفيسة بعد التطوير

تفتتح غداً وزارة الأوقاف مسجد ومقام السيدة نفيسة، رضى الله تعالي عنها وأرضاها- بعد الانتهاء من كافة أعمال التطوير التي استمرت قرابة العام، شملت المسجد والمقام الشريف، ومحيط المسجد، وذلك ضمن خطة القيادة السياسية الشاملة لتطوير مساجد آل البيت والتي بدأت بمسجد ومقام الإمام الحسين رضى الله تعالى عنه وأرضاه، ومن أبرز المساجد التي شملها التطوير مسجد السيدة زينب ومسجد السيدة رقية ومسجد السيدة سكينة ومسجد السيدة حورية ببني سويف.

من هي السيدة نفيسة
هي السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ربيع الأول 145 هـ - رمضان 208 هـ)، من سيدات أهل البيت، اشتهرت رضى الله تعالى عنها بالعبادة والزهد، وهي صاحبة المسجد المشهور بالقاهرة (مسجد السيدة نفيسة).

اقرأ أيضا| نائب محافظ القاهرة تتابع اللمسات النهائية لأعمال تطوير ميدان السيدة نفيسة

سيرتها
ولدت السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب في مكة في 11 ربيع الأول 145 هـ، وأمها زينب بنت الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وقيل أن أمها أم ولد، وأن زينب أم إخوتها.
 انتقل بها والدها إلى المدينة المنورة وهي في الخامسة؛ فكانت تذهب إلى المسجد النبوي وتستمع إلى شيوخه، وتتلقى الحديث والفقه من علمائه، حتى لقبها الناس بلقب «نفيسة العلم» قبل أن تصل لسن الزواج.
تقدّم الكثيرون للزواج من نفيسة لدينها وعبادتها، إلى أن قبل أباها بتزويجها بإسحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وتم الزواج في رجب 161 هـ، فأنجبت له القاسم وأم كلثوم. 
وفي سنة 193 هـ، رحلت نفيسة مع أسرتها إلى مصر، مروا في طريقهم بقبر الخليل، وحين علم أهل مصر بقدومهم خرجوا لاستقبالهم في العريش، ووصلت السيدة نفيسة رضي الله تعالى عنها وأرضاها إلى القاهرة في 26 رمضان 193 هـ، ورحّب بها أهل مصر، وأقبلوا عليها يلتمسون منها العلم حتى كادوا يشغلونها عما اعتادت عليه من عبادات، فخرجت عليهم قائلة: «كنتُ قد اعتزمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي، وجمع زاد معادي، وقد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى»، ففزعوا لقولها، ورفضوا رحيلها، حتى تدخَّل والي مصر آنذاك السري بن الحكم وقال لها: «يا ابنة رسول الله، إني كفيل بإزالة ما تشكين منه»، فوهبها دارًا واسعة، وحدد يومين في الأسبوع يزورها الناس فيهما طلبًا للعلم والنصيحة، لتتفرغ هي للعبادة بقية الأسبوع. فرضيت وبقيت.

ولمَّا وفد الشافعي إلى مصر سنة 198 هـ، توثقت صلته بالسيدة نفيسة بنت الحسن، واعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط، وفي طريق عودته إلى داره، وكان يصلي بها التراويح في مسجدها في رمضان، وكلما ذهب إليها سألها الدعاء. وأوصى أن تصلي عليه السيدة نفيسة في جنازته، فمرت الجنازة بدارها حين وفاته عام 204 هـ، وصلّت عليه إنفاذًا لوصيته.

شخصيتها
عُرف عن السيدة نفيسة بنت الحسن ، زهدها وحسن عبادتها وعدلها، فيُروى أنها لما كانت بالمدينة كانت تمضي أكثر وقتها في المسجد النبوي تتعبد، وتروي زينب ابنة أخيها يحيى المتوج قائلة: «خدمتُ عمّتي السيدة نفيسة أربعينَ عامًا، فما رأيتها نامَت بلَيل، ولا أفطرت إلا العيدين وأيام التشريق، فقلت لها: أمَا ترفُقِين بنفسِك؟ فقالت: كيف أرفُق بنفسي وأمامي عَقَبات لا يقطَعُهُنّ إلا الفائزون؟ وكانت تقول: كانت عمتي تحفَظ القرآن وتفسِّره، وكانت تقرأ القرآنَ وتَبكي».


وقيل أنها حفرت قبرها الذي دُفنت فيه بيديها، وهو مقامها الشريف المعروف في مسجدها بالقاهرة، وكانت تنزل فيه وتصلي كثيرًا، وقرأت فيه المصحف مائة وتسعين مرة وهي تبكي بكاءً شديدًا، كما ذكروا أنها حجّت أكثر من ثلاثين حجة أكثرها ماشية، كانت فيها تتعلق بأستار الكعبة وتقول:
«إلهي و سيدي و مولاي متعني وفرحني برضاك عني، ولا تسبب لي سبباً يحجبك عني»، كما كانت شديدة في الحق لا تهاب الأمراء.

وفاتها
في رجب 208 هـ، أصاب السيدة نفيسة بنت الحسن المرض، وظل يشتد عليها حتى توفيت في مصر في رمضان سنة 208 هـ، فبكاها أهل مصر، وحزنوا لموتها حزنًا شديدًا، وكان يوم دفنها مشهودًا، ازدحم فيه الناس لتشييعها.