رئيس نيجيريا يطلع القيادات الشمالية على أبعاد الموقف أزاء انقلاب النيجر

الرئيس النيجيري بولا تينوبو
الرئيس النيجيري بولا تينوبو

يسعى الرئيس النيجيري بولا تينوبو الى تهيئة الولايات الشمالية الملاصقة للحدود مع جمهورية النيجر للسيناريو الأسوأ لحلحلة الأزمة في جمهورية النيجر وهو "سيناريو التدخل العسكرى " وذلك اذا اخفق سيناريو التواصل الدبلوماسي و التفاوض الذي تمارسه نيجيريا بقوة بحكم زعامتها الأقليمية فى غرب افريقيا . 


و بحسب بيان صادر عن الرئاسة النيجيرية،فقد عقد الرئيس النيجيري اجتماعا مطولا مع حكام الولايات الشماليه النيجيرية الخمسة المتماسة حدوديا مع جمهوريه النيجر وهم كل من أحمد علي حاكم ولايه سكوتو، عمر رمادي حكم ولايه جيجاوا ، مي معلم بوني حاكم ولايه يوبي، وادريس ناصر حاكم ولايه كيبي، والدكتور ديكو رضا حاكم كاتسينا . 

اقرأ ايضاً | روسيا : مركز التأشيرات الصيني يفتح أبوابه في موسكو


و تخشى المناطق الشمالية في نيجيريا أن يقود انقلاب النيجر إلى تحفيز حركات متطرفة " مثل حركة بوكو حرام " التى تنشط فى مناطق الشمال النيجيري لاسعادة نشاطها العملياتي بعد أن حققت عليها القوات النيجيرية الاتحادية و قوات الشرطة المحلية فى ولايات الشمال انتصارات شديدة و افقدتهم الحاضنة الشعبية التى كانت عناصر بوكو حرام تركن اليها وقت اشتداد المواجهة مع القوات النيجرية . 


و شرح الرئيس النيجيري لحكام الولايات الشمالية خلال الاجتماع ابعاد الوضع السياسي و العسكري العام بعد انقلاب النيجر و قمة الايكواس الطارئة الاخيرة و انتهاء " مهلة التفاوض " اعتبارا من اليوم – الاثنين – و تتحسب القيادات الشماليه في نيجيريا من حدوث ارتدادات سلبيه في الداخل النيجيري وبخاصه في الولايات المتاخمه للحدود مع النيجر اذا حدث تدخل عسكري في جمهوريه النيجر وهو عادة ما تكون نيجيريا رأس حربته بحكم كثافتها السكانية و قدراتها العسكرية الضخمة . 


و تتكون نيجيريا من 36 ولايه بالاضافة إلى العاصمه أبوجا، ودستوريا تتمع تلك الولايات النيجيرية بقدر كبير من الاستقلالية فى تصريف شئونها الداخلية باستثناء " الدفاع و الضرائب " ويتم انتخاب حكام الولايات ونوابهم تزامنا مع انتخابات رئيس الدولة النيجيرية و نائبه ، كما يختار حاكم الولاية مجلسا وزاريا محليا لادارة شئونها فى اطار علاقات التشابك القبلى و العرقى فى نيجيريا و التى عادة ما تلعب دورا محوريا فى تشكيل توجهات الساسة فى كل اقليم نيجيرى . 


و يبلغ عدد الولايات الشماليه 11 ولايه طبقت في مطلع التسعينيات الشريعة الاسلامية كقضاء عرفي يسير جنبا الى جنب مع القوانين العامه للدوله النيجيرية و يدين غالبية سكان تلك الولايات الشمالية بالاسلام ، و غالبيتهم ينتمون إلى قبائل الفولانى وهى نفس القبائل التى ينتمى اليها قائد انقلاب النيجر محمد شيانى ، فضلا عن تشابك العلاقات القبلية عبر الحدود بين شمال نيجيريا و جنوب النيجر حيث تزدهر انشطة التجارة و الرعى . 


ويعد سلطان مسلمي نيجيريا - محمد سعد ابو بكر- هو اعلى قياده روحيه للمسلمين في نيجيري ويطلقون عليه مسمى سلطان سكوتو – وهى ولايه في الشمال النيجيري قاومت الاحتلال البريطاني بكتائب شعبيه مسلحه ونجحت في اخراج شمال نيجيريا من سيطره النفوذ البريطاني الذي كان مهتما بصوره اكبر بجنوب نيجيريا الغني بالنفط انذاك . 


و عقد مجلس الشيوخ النيجيري – غرفة التشريع العليا فى البلاد – اجتماعا طارئا السبت الماضى لمناقشه خطاب الاحاطة الموجه من الرئيس النيجيري لمجلس الشيوخ بشان قرارات القمه الطارئه لقاده الايكوس حول الانقلاب في جمهوريه النيجر ، و اكد رئيس مجلس الشيوخ النيجيري ادانته الكامله لانقلاب النيجر وحث برلمان غرب افريقيا المعروف باسم برلمان الايكوس ان يكون على قدر المسؤوليه بادانه الانقلاب والتحرك دبلوماسيا لاستعاده الديمقراطيه في النيجر . 


برغم ذلك، قال رئيس مجلس الشيوخ النيجيري ان الرئيس النيجيري لم يطلب في كتابه موافقه الشيوخ على خوض حرب نيجيريه ضد النيجر ، كما أكد مجلس الشيوخ النيجيرى عمق العلاقات بين نيجيريا والنيجر ومن هذا المنطلق دعا الى مواصله الجهد الدبلوماسي السلمي سواء على مستوى نيجيريا او على مستوى قادة تجمع الابكواس وصولا الى حل سلمي لاستعاده الديمقراطيه في جمهوريه النيجر . 


وفيما أدانت القيادات الشمالية فى نيجيريا بما فى ذلك القيادات الاسلامية " انقلاب النيجر " اثنت القيادات الدينية الاسلامية فى شمال نيجيريا المساعي السلميه التي قامت بها الحكومه النيجيريه لاستعاده الديمقراطيه في جمهوريه النيجر والحيلوله دون تفشي العنف و الفوضى في منطقه الساحل الافريقي من جانب المتمردين . 


ونبهت القيادات المسلمة في شمال نيجيريا فى بيان صدر عنها اليوم الى انه " بحكم التداخل والتشابك الحدودي بين شمال نيجيريا وجمهوريه النيجر فان الامر يستلزم توخي الحذر الشديد قبل اتخاذ اي اجراءات عسكريه ضد جمهوريه النيجر التي تقع على حدودها ولايات نيجيريه عديده وذلك لكي لا يكون التدخل العسكري سببا في احداث توترات تهدد السلم والاستقرار في نيجيريا والنيجر معا.


كما ناشد بيان القيادات الاسلامية الشمالية " كافه الاطراف في نيجيريا وخارجها وفي تجمع الايكوس مواصله الجهود الدبلوماسيه ولغه الحوار لاستعاده الديمقراطيه في جمهوريه النيجر بالطرق السلميه بعيدا عن التدخل العسكري.