«اكتشاف حفريات حوت في بيرو» ..أضخم حيوان في التاريخ | صور

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يعتبر العثور على حفريات حيوان ضخم فرصة للعلماء لدراسة هياكلها وتطورها ونمط حياتها، وتساهم هذه الدراسات في توسيع معرفتنا بالكائنات الحية القديمة وكيف تأثرت بالظروف البيئية والتغيرات المناخية على مر العصور.

واكتشف فريق من العلماء بقيادة عالم الحفريات، ماريو أوربينا، حفريات لحوت منقرض عظامه متحجرة، في صحراء جنوب بيرو، وأطلق عليه اسم أحفورة البيرو، ويرجح العلماء أن ذلك الحوت هو أثقل حيوان على مر التاريخ، بحسب دراسة حديثة.

وبلغ كتلة جسم حوت الـ "بيروسيتوس كولوسوس" المنقرض بين 85 ,340 طنًا متريًا، كما يوضح تاريخ الرواسب المتعلق بتلك البقايا، أن هذا الحوت عاش قبل حوالي 39 مليون سنة.

وفي يوم الأربعاء الماضي، قال المؤلف الأول للدراسة المنشورة في المجلة البريطانية "Nature"، جيوفاني بيانوتشي، إن اكتشاف حفريات ذلك الحوت ربما يعادل أو يتجاوز وزن الحوت الأزرق المعتبر الحيوان الأكبر في التاريخ والذي يتمتع بالكتلة الأكبر.

وتراوح طول الهيكل العظمي الجزئي للحوت بين 17 و20 مترًا، ليتضح أنه لا تزال العينة الأحفورية أقصر مقارنة مع الحوت الأزرق البالغ طوله 25 مترًا، ولكن كتلته الهيكلية تتجاوز كتلة أي حيوان ثديي أو فقاري معروف، ضمنا قريبه العملاق، ويتوقع أن حوت الـ "بيروسيتوس" أثقل من الحوت الأزرق بمرتين لثلاث مرات.

اكتشاف حفريات الحوت من قبل 13 عامًا 

وأكد إيلي أمسون، أحد الباحثين في فريق الاكتشاف: أن "الحفريات اكتشفت بالفعل قبل 13 عامًا، لكن نقلها إلى ليما عاصمة بيرو، استغرق 3 سنوات نظرًا لحجمها الضخم، وهناك بدأت دراستها"، وانتشل فريق الاكتشاف 18 عظمة من الثدييات البحرية، من نوع مبكر من الحيتان يعرف باسم باسيلوصوريد، وشملت هذه العظام 13 فقرة و4 أضلاع وجزءًا من عظم الورك.

وبالرغم من هذه العناصر المجزأة وعمرها، كان العلماء قادرين على فك رموز قدر كبير بشأن المخلوق، وكانت العظام شديدة الكثافة، بسبب عملية تعرف باسم تصلب العظام، التي تمتلئ فيها التجاويف الداخلية، والعظام أيضا كبيرة الحجم، ما يعني اتسامها بنمو إضافي في أسطحها الخارجية.

وأشار فريق العلماء، إلى إن هذه ليست سمات مرضية، لكنها منحت هذا الحوت الكبير الفرصة على التكيف والتحكم الضروري في الطفو عند بحثه عن الطعام في المياه الضحلة، وتظهر مثل تلك السمات في عظام في خراف البحر في العصر الحديث، أو أبقار البحر، التي تعيش أيضا في المناطق الساحلية في أجزاء محددة من العالم.

ويستخدم العلماء، عند العثور على هيكل عظمي من أنواع منقرضة منذ فترة طويلة، نماذج من أجل إعادة بناء شكل الجسم وكتلة الحيوان، ويفعلون ذلك بناء على ما يعرفونه عن بيولوجيا الكائنات الحية المماثلة.

ويتوقع الخبراء أن طول الأحفورة يبلغ ما بين 17 لـ 20 مترًا، وكتلة عظامه وحدها تتراوح بين 5.3 و 7.6 أطنان، وعند إضافة الأعضاء والعضلات والشحم، من الممكن أن يتراوح وزن الحوت، ما بين 85 طنًا و320 طنًا.

كان من بين المقارنات التي استخدمها فريق البحث في تحقيقاته مقارنته بالحوت الأزرق الموجود في متحف التاريخ الطبيعي في لندن والمألوف جدا لأي زائر.

واحتل الهيكل العظمي للحوت الملقب بـ"هوب" رأس القائمة في المتحف عندما علق من السقف في القاعة الرئيسية بعام 2017، وقبل تثبيته، فحص الهيكل العظمي ووصف بتفصيل كبير، وهو الآن مصدر مهم للعلماء في جميع أنحاء العالم من حيث بياناته.

ويتوقع العلماء أن كتلة هيكل بيروسيتوس خلال حياته كانت تساوي ما بين ضعفين لـ ثلاثة أضعاف كتلة "هوب"، على الرغم من 
أن الثدييات في بريطانيا كانت أطول بـ 5 متر.

وقال أمين الثدييات البحرية في متحف التاريخ الطبيعي في بريطانيا، ريتشارد سابين: إن "المدهش في بيروسيتوس هو أنه أظهر كتلة كبيرة منذ حوالي 30 مليون سنة أو أكثر، عندما اعتقدنا أن العملقة حدثت في الحيتان قبل 4.5 مليون سنة فقط".

وتُعتبر هذه الاكتشافات أيضًا مصدر إثارة للاهتمام للجمهور، حيث تساهم في إلهام الأجيال القادمة وتشجيعهم على مواصلة الاهتمام بعلم الحفريات والعلوم البيئية والطبيعية.

فالعثور على حفريات حيوان ضخم يعتبر دائمًا اكتشافًا مهمًا في علم الأحياء وعلم الطبيعة، وهذه الاكتشافات تساهم في فهمنا لتطور الكائنات الحية على مر العصور وتسلط الضوء على الحياة التي كانت تزين الأرض قبل آلاف أو ملايين السنين.

وعلى مر التاريخ.. تم العثور على العديد من حفريات حيوانات ضخمة مثل الديناصورات والحيتان والماموث والتيرانوصور في جميع أنحاء العالم.

ومن المثير للاهتمام أن الحفريات تظهر أن هذه الحيوانات الضخمة عاشت في فترات زمنية مختلفة على مر العصور، وتعود بعضها إلى مئات الملايين من السنين.