الخروج عن الصمت

أحياها التغاضى ٢ - ٢

محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد

محمد عبدالواحد

فى الأسبوع قبل الماضى تحدثت عن منظومة الحياة التى نحياها وكيف وصلت العلاقات فيها  بين الأسر وبعضها وبين تعاملات الناس ببعضها لدرجة أنك تجد أن كثيراً من أواصر التواصل بين الأسر تقطعت وأصبحت العلاقات بين الناس وبعضها ممزقة.. وذهب البعض فى تفسير ما حدث إلى إلقاء اللوم على ظروف الحياة، التى جعلت الصراع قائما كى يحيى الجميع، وشجع البعض منهم استقواء الناس على بعضهم مما جعلهم أسود يفترسون الضعفاء  منهم.. وهرب البعض إلى الماضى الجميل بكل آدابه واخلاقياته. وأنا انتقل بين تلك الأحوال  أجد نفسى كمن ارتبك لا يعرف رأسه من مخمص قدميه لأنه ناله ما نالهم من تمزق رغم  إصراره على تمسكه بما تربى عليه وان التراحم بيننا أساس للود والمحبة وطرق الأبواب  لمعرفة الأحوال فلا ينام الجفن وبيننا جائع او صاحب حاجة واذا بى وانا اتفقد تلك الأحوال   خلال صفحات السوشيال ميديا أجد نفسى أمام مثل صينى يلخص كل العلاقات وما وصلت  إليه بين الأفراد وبين الأسر وهو يقول: إن العلاقات تدوم بالتغاضى وتزداد انسجاما  بالتراضى وتمرض بالتدقيق وتموت بالتحقيق.


  فلو امعن كل منا فى معانى هذا المثل لوجدنا حياتنا أصبحت فى عداد الأموات منذ زمن بعيد
 لاننا أصبحنا قضاة وجلادين فلا أحد يتغاضى عن فعل غيره رغم أقدامه على نفس الفعل لذلك  لا ينسجم مع غيره لأنه لا يؤمن بالتراضى ويصر على التدقيق فى أحوال من حوله لذلك يبتلى  ويمرض بكل الأعراض التى أصبح يتدفق فيها ويسعد اذا نصب نفسه قاضيا عليهم يستعدى  الحاضر والماضى ليحقق فيه فيكتب بيده نهاية العلاقة التى تربطه بغيره، فالنفس البشرية لا ترضى ان تحتفظ  لها بسجل تدون فيه ما اقترفته فى حقك فتنصب من نفسك قاضيا عليها فهى فى قرارها تقول: لو أعاد النظر فى أحواله لوجد صفحات سجله مليئة بنفس الآثام الذى ينصب اليوم محكمته لها.