فى أسبوع.. 4 حوادث عشق تنتهى بجريمة قتل داخل فراش الزوجية

دماء على ورقة الطلاق

الجرائم الزوجية
الجرائم الزوجية

ضياء جميل

 البداية حب وعشق.. والنهاية غدر ودماء..

هذا هو العامل المشترك بين 4 حوادث مرعبة شهدتها البلاد خلال الأسبوع الماضى، عشق لدرجة الجنون يجمع بين شاب وفتاة، يتوج بالزواج، لكن وعلى غير المعتاد تنتهي القصة بقتل الزوجة بعد الانفصال، وذهاب القاتل الى السجن تمهيدًا لإعدامه أو على الأقل يكون في انتظاره السجن المشدد..

الغريب والمثير فى الوقائع الأربعة، انه رغم اختلاف الأحداث، إلا أن اكثر المتشائمين لم يتوقع أن تكون هذه هى نهاية قصص الحب الأسطورية، بأن تنتهي حياة المطلقة مطعونة أو ممزقة الجسد، أو بطلقات رصاص تقتلها أمام أطفالها..

تفاصيل تلك الحوادث المرعبة، التى انتهت فيها حياة المطلقات على يد من كانوا عشاقا يومًا، تعرفها من خلال سطور هذا التقرير.

سيطرت «الجرائم الزوجية» على صفحات الحوادث بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وربما كانت الأسباب التى تقف وراء هذه الجرائم واهية، إلا أننا فى النهاية أصبحنا أمام طرف مصيره القبر وآخر فى السجن، وأطفال مستقبلهم فى الشارع الاسبوع الماضي شهدت القاهرة العديد من الجرائم بسبب الطلاق.

محمد رجل في بداية العقد الخامس من العمر، يعمل مدرسًا بمنطقة دار السلام الاسبوع الماضي أصبحت قصته حديث أهالي الحي الشعبي بسبب الجريمة البشعة التي ارتكبها؛ تعود حكايته عندما تعرف على إيمان زميلته التى تعمل معه في نفس المدرسة ومن وقتها وجمعت بينهما قصة حب جميلة الكل كان يتحدث عنها، بمرور الايام تمت مراسم الزفاف وسط مباركة الأهل والأصدقاء.

رزقهما الله بطفلين في عمر الزهور كانا كل شيء بالنسبة لهما ومن وقتها ومحمد يعمل بكل جهد لكي يؤمن مستقبل أسرته لدرجة أنه بدأ يعمل بعد الظهر في شركة لزيادة دخله.

كانت حياتهما تسير بشكل عادي حتى بدأت والدة إيمان تتدخل في أمرهما ومن وقتها عرفت المشكلات طريقها إليهما، انفصلت إيمان عن زوجها وأخذت أطفالها معها.. مر على هذا الحال 3 سنوات وكانت إيمان تفكر في العودة لزوجها وعرضت عليه أكثر من مرة أن يردها لعصمته إلا أن الزوج لم يستجب لها.

طلب محمد من طليقته أن تحضر إلى شقته كل أسبوع لإعداد الطعام وتنظيف الشقة بعد أن وعدها بردها إلى عصمته في أقرب وقت، وبالفعل كانت إيمان تتردد عليه باستمرار لدرجة أن الأهالي أخبروا أسرتها بما تفعله لكنها كانت تضرب بكلامهم عرض الحائط، وفي يوم ما طلب محمد من طليقته أن تحضر إليه لتجهيز الطعام وبمجرد أن دخلت الشقة طلبت منه أن يردها إليه وينسى كل المشكلات التي وقعت بينهما.

استشاط محمد غضبًا وطلب من إيمان أن تحضر الطعام وألا تتحدث في هذا الموضوع مرة ثانية، وقتها تشاجرت معه طليقته ورفضت إعداد الطعام وأخبرته بأنها سوف تخرج من المنزل، هنا تدخل ابليس ونشبت مشاجرة بينهما وأسرع محمد إلى المطبخ وأمسك بسكين وسدد إليها عدة طعنات بالبطن داخل غرفة النوم حتى فارقت الحياة ثم فر هاربًا.

عقارب الساعة تجاوزت الرابعة عصرًا بينما كان رئيس مباحث دار السلام يجلس داخل مكتبه يتابع البلاغات بدائرة القسم فجأة وجد هاتفه المحمول يرن: «إلحق يا باشا في واحدة مقتولة هنا في عزبة خير الله»، بلاغ خطير منذ بدايته أطلق رئيس المباحث لسيقانه العنان متجهًا إلى مكان البلاغ، وبمجرد أن وصل بصحبة القوة الأمنية عثر على جثة سيدة اسمها «إيمان» وبها طعنات بالبطن.

طلب رئيس المباحث من معاونيه جمع التحريات حول هذه السيدة وتبين أنها تتردد على شقة طليقها محمد، وبعمل العديد من الأكمنة، تمكنت قوة أمنية من القبض عليه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة بسبب رفض طليقته إعداد الطعام، وأرشد عن سلاح الجريمة.

القاتل.. رجل اعمال

وفى واقعة أخرى، تبلغ لقسم شرطة التجمع الخامس من إحدى المستشفيات باستقبالها إحدى السيدات مقيمة بدائرة القسم، مصابة بـ 2 طلق ناري، وبسؤال نجلها، مقيم بذات العنوان، قرر بأنه لدى حضور والده «طليق المصابة، لسكنهما ومنعهما له من الدخول عنوة، أطلق عدة أعيرة نارية عشوائية من سلاح ناري كان بحوزته بعدما اقتحم المنزل، مما أسفر عن إصابة والدته على النحو المشار إليه، وعلل ذلك لوجود خلافات بينهما، تم ضبط رجل الأعمال، وبحوزته السلاح المستخدم في ارتكاب الواقعة و2 خزينة وعدد من الطلقات النارية لذات العيار، وبمواجهته أمام اللواء أشرف الجندي مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة، واللواء محمد عبدالله، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، اعترف بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه لذات السبب، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتولت النيابة العامة التحقيق وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو ظهر فيه المتهم بإطلاق النار على سيدة بالتجمع الخامس وبمحاولة الدلوف إلى شقة زوجته، مسببًا الذعر لها وابنهما بسبب وجود خلافات زوجية بينهما وأقدم نجلهما برصد الواقعة بهاتفه المحمول وطلب من والدته إغلاق الأبواب وعدم السماح لوالده بدخول الشقة الأمر الذي دفع المتهم إلى استلال سلاحه الناري بحوزته وإطلاق عدة أعيرة نارية صوب طليقته، بعدما اشتعلت النيران بقلب الزوج بسبب إقامة الزوجة دعوى نفقة أمام محكمة الأسرة وحصولها على حكم بالتمكين من المسكن الأمر الذي دعى الزوج للتوجه لمنزل زوجته، ومحاولة الدخول عنوة إلا أنها منعته فأطلق عدة أعيرة نارية تجاهها فأصابتها طلقتين ناريتين نقلت على إثرها للمستشفى في حالة خطيرة.

سيدة التل الكبير

وفى سياق متصل، تمكنت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية من ضبط قاتل طليقته بالإسماعيلية بسبب خلافات سابقة؛ حيث تعدى على المجني عليها بسلاح أبيض، وتحرر المحضر اللازم، وإحالته إلى الجهة المختصة لتتولي التحقيقات.

وكان تبلغ لمركز شرطة التل الكبير بمديرية أمن الإسماعيلية بمقتل إحدى السيدات مقيمة بدائرة المركز بالشقة سكنها، وبالانتقال لمحل البلاغ وسؤال نجلتها قررت بحضور والدها سائق مركبة «توك توك» مقيم بدائرة المركز لمحل سكنهما وحدث بينه ووالدتها، لوجود خلافات سابقة وانفصالهما، فقام على إثرها بالتعدى على والدتها بسلاح أبيض سكين كان بحوزته فأحدث إصابتها التى أودت بحياتها، وعقب ذلك اصطحبها معه بمركبة «التوك توك» وتركها لدى أحد أصدقائه، فاتصلت بخالتها من هاتفها المحمول، وأخبرتها بما حدث.

وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من الجهة المختصة، وبإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة فى الأماكن التى يتردد عليها المتهم، وبالقرب من محل سكنه، تم استهدافه وأمكن ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة لذات السبب، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

العاشق القاتل

واقعة اخرى، لشخص يدعى محمود، رجل في نهاية العقد الرابع من العمر، من أسرة بسيطة الحال بمنطقة البساتين، بدأت قصته عندما حصل على الدبلوم وأخذ يبحث عن فرصة عمل مناسبة، وعندما أسودت الدنيا في وجهه، قرر العمل على سيارة ميكروباص.

كان يخرج صباح كل يوم ويعود بعد منتصف الليل، استمر على هذا الحال عدة سنوات حتى قرر  محمود أن يكمل نصف دينه وطلب من أسرته أن يرشحوا له فتاة من أسرة محترمة لتكون زوجة صالحة له.

وفي يوم ما اثناء عودة محمود إلى منزله، استقلت معه السيارة فتاة على قدر عالِ من الجمال منذ أن وقعت عيناه عليها نالت اعجابه، وسرعان ما تعرف عليها وأخبرته بأنها تدعى فاتن ووالدها متوفي ووالدتها تعمل ممرضة.

تبادلا أرقام الهواتف المحمولة، وبمرور الأيام تقدم محمود لخطبتها، وفي أقل من عام تمت مراسم الزفاف وسط مباركة الأهل والأقارب.

كان محمود يحب فاتن بجنون ويلبي لها كل احتياجاتها، رزقهما الله بطفلين كانا كل شيء بالنسبة لهما، بدأ محمود يعمل بكل جهد لكي يؤمن مستقبل أسرته، وطلب من زوجته أن تساعده لدخول جمعية لشراء ميكروباص للعمل عليه، وبالفعل نجح محمود في شراء سيارة بعد أن وقع عدة إيصالات أمانة.

في يوم ما بدأت الخلافات الزوجية تعرف طريقها إليهما بعد أن علمت فاتن بأن محمود على علاقة بإحدى السيدات، وطلبت منه الانفصال وأخذت أولادها وذهبت للإقامة بمنزل أسرتها.

أصبح محمود لا يدري ماذا يفعل، حاول أكثر من مرة أن يرد طليقته، ولكنها رفضت، ولم تكتف بذلك بل استولت على إيصالات الأمانة الخاصة بالسيارة التي اشتراها وقامت برفع قضية ضده.

استشاط محمود غضبًا وأصبح لا يدري ماذا يفعل، وفي النهاية قرر أن يذهب إلى طليقته لمعاتبتها، ويطلب منها العودة إليه مرة أخرى، بمجرد أن وصل إلى منزل أسرتها طلب منها التحدث معها بضع دقائق في الشارع، وأثناء ذلك دبت بينهما مشاجرة، ولم يشعر محمود بنفسه إلا وهو يمسك بسكين وذبحها في وسط الشارع وسط ذهول المارة.

قتل عمد

وحسب القانون فإن تلك الجرائم تندرج تحت بند القتل العمد، ولا يسمى قتل عمد إلا إذا تحقق فيه أمران، أحدهما قصد الشخص بالقتل، فلو كان غير قاصد لقتله فإنه لا يسمى عمدًا، وثانيهما أن تكون الوسيلة في القتل مما يقتل غالبا فلو أنه ضربه بعصا صغيرة أو بحصاة صغيرة في غير مقتل فمات من ذلك الضرب فإنه لا يسمى ذلك القتل قتل عمد، لأن تلك الوسيلة لا تقتل في الغالب، والقانون يحكم على فاعل القتل العمد بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى، والجريمة يتوافر فيها الظروف المشددة في جريمة القتل العمد، وهي سبق الإصرار وعقوبته الإعدام والترصد هو تربص الجاني فى مكان ما فترة معينة من الوقت سواء طالت أو قصرت بهدف ارتكاب جريمته وإيذاء شخص معين وعقوبته الإعدام القتل المقترن بجناية وهي الإعدام أو السجن المشدد.

اقرأ أيضًا :


 

;