مركز للوثائق الإسلامية النادرة بمسجد السيدة زينب..

مصر العامرة تسطر ملحمة تطـويـر وبـناء فى عمارة بيوت الله

مسجد السيدة زينب
مسجد السيدة زينب

كتب: أسماء ياسر - زكريا عبد الجود

تولى الدولة فى عهد الرئيس السيسى اهتماماً كبيراً بالمساجد وعمارتها مبنى ومعنى، وخاصة مساجد وأضرحة آل البيت بعد توجيهه بتبنى خطة واسعة لترميمها وتجديدها.. ومن جانبها تبذل وزارة الأوقاف جهداً كبيراً فى ترميم وإعادة وإحلال وتجديد المساجد كافة وتنفيذ التوجيه الرئاسى فيما يخص مساجد وأضرحة آل البيت باعتبارها كنوزا أثرية، قبل أن تكون قبلة لروحانيات عالية، يستمتع بها المصريون فى جميع المحافظات.

وبلغ إجمالى المساجد التى تم إحلالها وتجديدها وصيانتها وترميمها 10350 مسجداً بتكلفة 10.6 مليار جنيه قامت به الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة..  كما حققت وزارة الأوقاف رقمًا قياسيًّا فى افتتاح المساجد الجديدة التى تم إنشاؤها بمعرفة وزارة الأوقاف أو بالجهود الذاتية، حيث تم افتتاح 3836 مسجدًا جديدًا فى الفترة من 4 سبتمبر 2020م حتى الثانى من يونيو الماضى، بما يؤكد اهتمام الوزارة بعمارة بيوت الله (عز وجل) مبنى ومعنى.. وفى سبيل تنفيذ هذه الخطة؛ انتهت الوزارة من ترميم مسجد الإمام الحسين، وتم افتتاحه فى أول ليلة من رمضان الماضى كما تم الانتهاء من ترميم مسجد عمرو بن العاص وافتتاحه فى نفس التوقيت، بعد مراحل من التطوير أعادت بريقه، وجار حاليا الانتهاء من المرحلة الثالثة من تطوير وترميم مسجد السيدة زينب رضى الله عنها وأرضاها.

ولم تنس الوزارة تطوير الخطاب الدعوى فى المساجد بالعديد من الندوات والفعاليات طوال العام، وبفاعليات خاصة فى شهر رمضان من كل عام، بما مكن من ضبط الخطاب الدينى الذى يتفق مع العقل والمنطق، وبما يضمن عدم هيمنة الأفكار المتطرفة على عقول النشء.. «أخبار اليوم» تستعرض بعضًا مما تم إنجازه من تطوير وعمارة لبيوت الله خلال الملف التالى:

يجرى حالياً استكمال أعمال المرحلة الثالثة من تطوير مسجد السيدة زينب، والشوارع المحيطة به - بعد انتهاء المرحلتين الأولى والثانية - وذلك بتجديد ملحقات المبنى الرئيسى وزيادة مسطح المسجد إلى 900 م2 ليتسع لــ1500 مصلٍ.
ويشتمل المسجد على مركز للوثائق الإسلامية النادرة، بالإضافة إلى أعمال تقوية الأساسات والمبنى الهيكلى وأعمال الترميم الدقيق للعناصر المعمارية.. كما تم تطوير المنطقة المحيطة بالكامل، وبدأ التطوير من شارع بورسعيد حيث تم رفع مقلب كبير للقمامة منه ليصبح مكانه أنشطة مشابهة لما فى شارع خان الخليلى من بيع للخردوات والأنتيك ومستلزمات المصلين.

ويتم حالياً توحيد طلاء العقارات المجاورة للمسجد وتخصيص سيارات تعمل بالكهرباء لاستقبال الزوار واحدة من خطوات التطوير أيضاً، مع العلم أن للمسجد محطة المترو باسمه وقريبة منه، وكل هذا التطوير يهدف فى النهاية إلى الوصول بالمنطقة المحيطة إلى شكل المزار والمنتزه الدينى والسياحى.

ومسجد السيدة زينب بالقاهرة، هو أحد أكبر وأشهر مساجد القاهرة وينسب إلى السيدة زينب بنت على بن أبى طالب، ويقع فى حى السيدة زينب بالقاهرة حيث أخذ الحى اسمه من صاحبة المقام والمشهور أن المسجد مبنى فوق قبر السيدة زينب بنت على بن أبى طالب وأخت الحسن والحسين عام 85 هجريا حيث يروى بعض المؤرخين أن السيدة زينب رحلت إلى مصر بعد معركة كربلاء ببضعة أشهر واستقرت بها 9 أشهر ثم لاقت ربها ودفنت حيث المشهد الآن، وهو من أهم المزارات الإسلامية بمصر. 
ويروى أن الخليفة المعز هو من أمر بإعمار المسجد وبناه ونقش على قبته ومدخله، وفى القرن العاشر الهجرى أعاد تعميره وتشييده الأمير عبد الرحمن كتخدا القازوغلى وبنى مقام الشيخ العتريس الموجود الآن خارج المسجد واهتمت أسرة محمد على باشا بالمسجد اهتماما بالغا وتم تجديد المسجد عدة مرات، وفى العصر الحالى تمت توسعة المسجد لتتضاعف مساحته تقريبا.

«فاطمة النبوية».. تحفة معمارية بعبق التاريخ

فى إطار الاهتمام بمساجد آل البيت افتتح د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة، فى أغسطس من العام الماضى مسجد السيدة «فاطمة النبوية» وتكلّفت أعمال الصيانة 6 ملايين جنيه. 
ويُنسَب مسجد فاطمة النبوية إلى «أمّ اليتامى وأمّ المساكين»، وهى السيدة فاطمة بنت الحسين بن على سِبْط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوجة ابن الحسن السِّبْط الثانى، وأمّ الحسن الثالث، وبَعد وفاتها تحول منزلها إلى مسجد حمَل اسمها «مسجد فاطمة النبوية».. ولدت وعاشت السيدة فاطمة بنت الحسين فى العقد الثالث من الهجرة وتقريبًا فى العام 40، وقال عنها والدها الحسين بن على إنها أشبه نساء آل البيت بالسيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وجاءت إلى مصر بين من جاء من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت الأقرب لعمتها السيدة زينب شقيقة الحسن والحسين، بعدما ساقهم جنود يزيد بن معاوية إلى الشام عقب معركة كربلاء واستشهاد أبيها الحسين.. وظل ضريحها بحالته حتى جاء الأمير عبدالرحمن كتخدا، الذى كان من أمراء المماليك فى عهد علىّ بك الكبير، وقد بَنى مسجد السيدة فاطمة النبوية خلال فترة توليه منصب «كتخدا»، وذلك فى القرن الثامن عشر من الميلاد.. وقد بلغت مساحة المسجد فى ذلك الوقت 80 مترًا فقط، بداخله ضريح وُضع عليه قبة مرتفعة ومقصورة من النحاس الأصفر، ثم تطور المسجد للمرّة الأولى فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى خلال فترة حُكمة «1892-1914».. وتَعرّض المسجد للتصدع عام 1992، وتم تجديده مرّة أخرى وتوسعته بداية من العام 1999، حتى افتتاحه فى العام 2003، بعدما ضم إليه مساحة أكبر من الأراضى لتصبح مساحته 2200 متر. 

«الظاهر بيبرس».. يشهد أول صلاة بعد 225 عاماً من إغلاقه!

شهد يوم الرابع من يونيو الماضى حدثا تاريخيا بافتتاح مسجد الظاهر بيبرس رسميًّا بعد نحو 225 عامًا تقريبًا من الإغلاق حيث لم تقم فيه الشعائر منذ هذا الوقت! حيث تحول فى عهد العثمانيين إلى مخزن للمهمات الحربية، وفى عهد الحملة الفرنسية تحول إلى قلعة وثكنات للجند، وعرف الجامع فى ذلك الوقت باسم قلعة سيكوفسكى، وفى عصر محمد على تحول إلى معسكر لطائفة ومخبز للجراية، ثم استعمل بعد ذلك مصنعًا للصابون!.

وكان «الظاهر بيبرس» ضمن المساجد التاريخية التى تم ترميمها بعناية فائقة وهو ضمن أقدم ثلاثة مساجد أثرية فى مصر بعد مسجد الحاكم بأمر الله ومسجد أحمد بن طولون.. وجاء تطويره وترميمه فى إطار دور الدولة فى خدمة بيوت الله عز وجل وعمارتها حيث افتتح المسجد بحضور فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، ود. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ود. مولين أشيمباييف رئيس مجلس الشيوخ الكازاخى، ووفد رفيع المستوى من جمهورية كازاخستان الشقيقة.
وجاء تطويره بعد تطوير مسجد الإمام الحسين (رضى الله عنه)، ثم مسجد سيدنا عمرو بن العاص (رضى الله عنه) بمصر القديمة، مما يؤكد عناية الدولة المصرية بتاريخها وحاضرها ومساجدها الأثرية وبخاصة مساجد آل البيت.

وأسس هذا المسجد الظاهر بيبرس 666 هجريا، على مساحة ثلاثة أفدنة تقريباً. وظل يؤدى رسالته لنحو 550 عامًا وبدخول الحملة الفرنسية 1798م استخدمته موقعا عسكريًّا ثم توالت عليه الأحداث فى عصر محمد على ثم الحملة الإنجليزية.. وبدأ التفكير فى إعادة ترميمه بالتنسيق بين الدولة المصرية والجانب الكازاخى ما بين 2007 و2008 ثم توقف العمل وعاد بقوة فى 2018م، إلى أن تم على هذا المستوى بتكلفة تقدر بنحو 237 مليون جنيه مصرى..  وساهم الجانب الكازاخى الشقيق بـ 4 ونصف مليون دولار وساهمت وزارة الأوقاف من مواردها الذاتية بـ 60 مليونا و500 ألف جنيه، ونحو 150 مليون جنيه من وزارة السياحة والآثار ما بين مواردها الذاتية ودعم موازنة الدولة المصرية من وزارة التخطيط والمالية.

«الحسيــــــــــن».. أضاء بروعة التطوير

ضمن الاهتمام بمساجد آل البيت وبتكليف من الرئيس السيسى تم افتتاح مسجد الإمام الحسين فى أول ليلة من رمضان الماضى بعد تطويره بتكلفة 150 مليون جنيه.
وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى صباح يوم الأربعاء 22 إبريل الماضى مسجد سيدنا الحسين بعد أعمال التجديد الشاملة للمسجد والتى شاركت فى تنفيذها شركة المقاولون العرب تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وشملت أعمال التطوير الساحة الخارجية الخاصة به وتم إنجاز المهمة خلال 21 يوماً فقط لاستقبال المصلين فى صلاة الجمعة الأولى من رمضان وصلاة التراويح به. 
وتفقد الرئيس السيسى أعمال رفع كفاءة المسجد واستمع ومرافقوه إلى شرح تفصيلى، لأعمال رفع كفاءة المسجد التى تمت بالتنسيق مع وزارة الآثار ونفذها فرع شركة المقاولون العرب «صيانة القصور والآثار» بالتعاون مع الهيئة الهندسية. 
كما تم خلال عملية التطوير ترميم وتجديد مقامات وأضرحة آل البيت، خاصةً أضرحة سيدنا الحسين، والسيدة نفيسة، والسيدة زينب وذلك بشكل متكامل شمل الصالات الداخلية بالمساجد وما بها من زخارف معمارية، وعلى نحو يتناغم مع الطابع التاريخى والروحانى للأضرحة والمقامات.
وذلك جنباً إلى جنب مع التطوير الشامل للخدمات والمرافق المحيطة بمواقع الأضرحة، بما فى ذلك الطرق والميادين والمداخل المؤدية لها، لتتكامل مع جهود الدولة فى تطوير المواقع الأثرية بالقاهرة الفاطمية والتاريخية.
ومنذ افتتاحه أولت الوزارة للمسجد عناية فائقة بالبرامج الدعوية والمقارئ القرآنية داخل المسجد، وفى مقدمتها: مقرأة كبار القراء برواية «حفص»، ومقرأة كبار القراء برواية «ورش»، ومقرأة كبار القراء «المجودة»، ومقرأة الأئمة القراء ومجلس الحديث، ومجلس الفقه، والأمسيات الدينية والابتهالية، والأسابيع الدعوية، والدروس المنهجية والدعوية، ومجالس الإقراء، ومجالس الإفتاء، ودروس الواعظات.

«الحاكم بأمر الله» .. أيقونة العمارة الإسلامية

فى إطار حرص وزارة الأوقاف على عمارة بيوت الله عز وجل مبنى ومعنى افتتح د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف مسجد الحاكم بأمر الله بعد ترميمه وتطويره فى فبراير الماضى.. ويعتبر جامع الحاكم بأمر الله رابع أقدم المساجد الجامعة الباقية بمصر، وثانى أكبر جوامع القاهرة اتساعًا بعد جامع أحمد بن طولون، وأمر بإنشائه الخليفة العزيز بالله الفاطمى فى سنة 380هـ /990م وتوفى قبل إتمامه فأتمه ابنه الحاكم بأمر الله 403هـ/ 1013.. ويقع الجامع بنهاية شارع المعز لدين الله الفاطمى بحى الجمالية، بجوار باب الفتوح. حيث كان المسجد وقت تشييده خارج أسوار القاهرة القديمة التى شيدها جوهر الصقلى، ثم أصبح داخل حدود المدينة بعد أن قام بدر الجمالى (480هـ/ 1087م) بتوسعة المدينة وتشييد الأسوار الحالية.. ويمثل المدخل الرئيسى البارز بالواجهة الغربية أقدم أمثلة المداخل البارزة بمصر حيث أخذ الفاطميون فكرته من مسجد المهدية فى تونس.. أما عن تخطيط الجامع فهو مستطيل الشكل، ويتكون من صحن أوسط مكشوف تحيطه أربعة أروقة ويعلو واجهته مئذنتان، وقد تعرض للعديد من عمليات الترميم على مر السنين.. و للمسجد تاريخ مثير للاهتمام حيث اتخذته الحملة الفرنسية مقرًا لجنودها واستخدمت مئذنتيه كأبراج للمراقبة، وقد استخدم رواق قبلته كأول متحف إسلامى بالقاهرة أطلق عليه دار الآثار العربية.

جامع عمرو بن العاص.. ساحة جديدة تسع ١٠ آلاف مصل

شهد جامع عمرو بن العاص ترميم الأجزاء الأثرية، وإنشاء ساحة جديدة تسع 10 آلاف مصلٍ مع ترميم المسجد بالكامل، بالإضافة إلى إقامة شبكة صرف مطر وشبكة إطفاء الحريق تغطى المسجد، وخفض منسوب المياه. 
كما روعى فى مشروع التطوير ساحة الجامع وتم تنفيذها على مساحة 12 ألف متر مربع وتضم 4 حوائط زراعة متدرجة و3 نوافير و12 حوض زراعة و174 حوض نخيل وتطوير للبوابات.
كما تضمنت أعمال التطوير شبكة صوتيات مرتبطة بالساحة الخارجية للمسجد وتم تركيب كاميرات مراقبة بمحيط الجامع.
ويعد مسجد عمرو بن العاص واحداً من أقدم مساجد قاهرة المعز ومصر وإفريقيا كما يعد تحفة معمارية إسلامية على أرض العاصمة وتم افتتاحه بعد الانتهاء من أعمال تطويره على أعلى مستوى قبل استقبال شهر رمضان الماضى.
وتاريخيًا تم بناء الجامع فى نفس المكان الذى نصب فيه عمرو بن العاص خيمته بعد الفتح الإسلامى لمصر، بالطوب اللبن وكان سقفه من جذوع النخل مع حفر بئر للوضوء.
وتعرض المسجد للاحتراق ضمن حريق الفسطاط عام 564 هجريا وأمر صلاح الدين الأيوبى ببنائه من جديد، ويتكون من صحن وسط مكشوف تحيط به 4 أروقة وأكبرها رواق القبلة، كما توجد بجدار القبلة لوحتان تعودان إلى عصر المماليك، وكان من أشهر خطباء جامع عمرو بن العاص الإمام الشافعى والليث بن سعد.

«الإمام الشافعى».. صاحب أكبر ضريح وأجمل قبة

كان لمسجد وضريح الإمام الشافعى رضى الله عنه نصيب من التطوير والترميم حيث افتتح الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار السابق، واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، مسجد الإمام الشافعى، فى نوفمبر عام 2020 وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمه وصيانته بتكلفة تقدر بنحو 13 مليون جنيه بتمويل من وزارة الأوقاف.
ويعد المسجد علامة بارزة فى مصر الإسلامية، وصاحبه الإمام محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب الشافعى القرشى، صاحب ثالث المذاهب الإسلامية، والذى يضم بداخله أكبر أضرحة مصر، وأنشئ المسجد تعظيما للإمام.
ولد الإمام الشافعى، بغزة عام 767 ميلاديا، وجاء إلى مصر سنة 199 هجريا، وظل بها إلى أن توفى يوم الجمعة عام 819 ميلاديا، ودفن بالقرافة الصغرى.. وأمر صلاح الدين بعمل تابوت خشبى يعتبر آية من آيات زخرفة الخشب وضع على قبر الإمامى الشافعى.
ويعتبر ضريحه من أكبر أضرحة مصر على الإطلاق فهو يتكون من مساحة مربعة طول ضلعها من الداخل نحو 15 مترا وله جدران سميكة جدا مما يؤهلها لحمل قبة ضخمة.
ويضم الضريح إلى جوار رفات الإمام الشافعى رفات الأميرة شمسة زوجة صلاح الدين الأيوبى ورفات العزيز عثمان بن صلاح الدين كما يضم أيضا رفات والدة الملك الكامل المتوفاة سنة 608 هجريا، كما يضم ثلاثة محاريب تتجه نحو مكة. 
وبنى المسجد السلطان الكامل الأيوبى سنة 1211 ميلاديا، واهتم السلطان الأيوبى ببناء قبة المسجد، فهى قبة كبيرة من أجمل قباب مصر، وهى خشبية ومكسوة بالرصاص، وكسيت جدرانها من الداخل بالرخام، وفى جدارها الشرقى ثلاثة محاريب.
وأمر الخديوى توفيق باشا بتجديد المسجد عام 1891 ميلاديا على ما هو عليه الآن، وهو مسجد جميل وجهاته مبنية بالحجر، وحليت أعتاب الشبابيك بكتابات كوفية، وله منارة رشيقة عملت على مثال المنارات المملوكية، ومنبره مطعم بالسن والابنوس، كان الانتهاء من عمله سنة 1310 هجرياً.