قلـب مفتوح

الغلاء المتمرد

هشام عطية
هشام عطية

كلى ثقة فى أن الدولة المصرية التى عبرت بهذا البلد صعابا واهوالا ومصائر سوداء وانقذت شعبه من مصارع السوء واللجوء ومن جرائم الجماعة الارهابية وافشلت مؤامرات الداخل والخارج وروضت وحش الارهاب لن يعيها ابدا أن تقضى على تمرد الغلاء وتحمى شعبها من جشع بعض التجار الذين هبطوا علينا كالبلاء.

انقطعت الانفاس من اللهاث وراء الاسعار، فى العالم كله الغلاء غلاء وبلاء عالمى فى مصر لدينا غلاء الغلاء وتجار كالبلاء، اسعار السلع كل لحظة فى شأن لاتعترف بنظريات الاقتصاد ولا سطوة القانون، فقط التاجر ومزاجه وضميره إن وجد!.

غلاء تجبر وتمرد على ذاته، الصدمة الحقيقية المرسومة دائما على الوجوه لم تعد من قسوة الغلاء فقد اعتاده الناس بعد أن علموا أنه واقع مرير يعيشه العالم بأسره، الصدمة المزعجة من الوتيرة المجنونة التى ترتفع بها الاسعار، لا يبقى سعر سلعة واحدة على حالها لساعات معدودة.. 

الارز  مثال يدعو للدهشة  لدينا من هذه السلعة الاستراتيجيه ما يكفى ويفيض ونحن على ابواب موسم حصاد لمحصول جديد وتصريحات رئيس شعبة الارز رجب شحاتة تؤكد أن الارز  المعبأ عالى الجودة لايباع باكثر من ٢٢ جنيها، فى حين الاسعار فى الاسواق تتجاوز ٢٧ وحتى ٣٠ جنيها فهل لدى احد تفسيرا لهذه المعضلة؟!. 

إننا نأخذ على الناس إسرافها فى الاستهلاك فى ظل هذا الغلاء، و نأخذ على التجار جشعهم واستغلال الازمات أسوأ استغلال، المؤاخذة فى محلها الاتهامات للناس والتجار صحيحة ولكن أين الحكومة وأجهزتها الرقابية؟! 

هذه الشراهة الاستهلاكية لم تكن لتحدث لو لم تجد من يشجعها ويرسخها كثقافة وسلوك خطورتها على المجتمع اوجدت فروق وطبقية بغيضة أناس قادرون وآخرون لا يقدرون .. وهذا النهم للمكسب الحرام والجشع ما كان ليستشرى فى نفوس بعض التجار لولا رقابة غائبة وقوانين للزينة!. 

الاقتصاديون يقولون تشديد الرقابة على الاسواق قد لا يكون حلا كافيا لتهدئة الاسعار يلزمها إجراءات أخرى ولكنها تبقى نوعا من الردع لتجار لا يردعهم حتى الموت.