بعد إلغاء حفله بالأهرامات.. ترافيس سكوت يتلاعب بالجمهور !

ترافيس سكوت
ترافيس سكوت

ندى‭ ‬محسن

  رغم إلغاء حفل مغنى الراب العالمي ترافيس سكوت الذي كان مقررًا إقامته في الثامن والعشرين من يوليو الماضي، لاختلاف طقوس حفلاته الغنائية عن غيره من الفنانين العالميين، وانتشار أنباء عن دعمه للماسونية وحركة الأفروسنتريك، وتحريض الجمهور على الشغب وتعاطي المخدرات، خرج سكوت قبل أيام قليلة ليؤكد أن الحفل سيقام، لكن في موعد آخر يُحدد فيما بعد، وكشف عن سبب إلغاء الحفل أو تأجيله قائلاً عبر حسابه الشخصي بموقع “تويتر” : “حفلي بالأهرامات سيقام، لكن بسبب تفاصيل لوجستية ومتطلبات المسرح الكثيرة فستحتاج الشركة المنظمة إلى وقت أطول للتجهيز له، وسوف نعلن عن موعد جديد قريباً”.. وهي الأقاويل التي لم تُثبت صحتها حتى كتابة هذه السطور.

نشر سكوت قبل أيام قليلة مقطع فيديو عبر حسابه الشخصي على “تويتر”، يظهر فيه وهو يغني برفقة مجموعة من أصدقائه ومحبيه تحت إضاءة الهواتف المحمولة بجوار الأهرامات، وعلق عليه قائلاً : “خلال حفل الاهرامات”، وكشف أحد المسئولين داخل نقابة المهن الموسيقية أنه تم منعه من دخول منطقة الأهرامات كفنان، لكن ليس هناك مانع من الترحيب به كسائح، مؤكداً أن الفيديو الذي تم تداوله من احتفالية خاصة به مع مجموعة من أصدقائه.

وفور الإعلان عن إقامة حفلًا غنائيًا لمغنى الراب العالمي ترافيس سكوت بمنطقة الأهرامات، تبايبت وتضاربت آراء الجمهور بين مؤيد ومعارض، بل أُصيب عدد كبير من المواطنين بالخوف والذعر، وتخيل البعض السيناريوهات المُظلمة التي قد تحدث في حال إقامة الحفل، خاصة بعد تردد الكثير من الأقاويل التي تزعم دعم مطرب الحفل للماسونية، وتشجيعه على تعاطي المواد المخدرة، وحرصه على ممارسة الطقوس الشيطانية في حفلاته، وهو ما يظهر واضحًا من خلال ديكورات وشكل البوابة التي تسمح بمرور الجمهور لمكان الحفل، والتي تُزين برمز العين والمثلث، وهي الرموز الخاصة بمروجي الماسونية، ناهيك عن الواقعة السابقة التي شهدت وفاة 10 أشخاص، وإصابة آخرين في أحد حفلاته الغنائية التي أُقيمت في هيوستن بولاية تكساس عام 2021، وهي الواقعة التي استدل بها رواد مواقع التواصل الإجتماعي في مطالبتهم بإلغاء الحفل، حتى خرجت العديد من الحملات الإلكترونية التي تُطالب بضرورة تفعيل هاشتاج “#إلغاء_حفل_ترافيس_سكوت_في_مصر”.

هذه الواقعة لم تكن الأولى في سلسلة تاريخ حفلاته المُظلمة، حيث تم القبض عليه عام 2015 بعد حفل إطلاق ألبومه الثالث “Rodio”، وذلك بسبب تحريض الجمهور على الإقتراب من المسرح مما أدى إلى تدافع عدد كبير من الجماهير، وتم إيقاف الحفل من أجل السيطرة على التدافع ومنع حدوث إصابات أو وقوع وفيات، وتم إخلاء سبيله مقابل تسديد غرامة مالية، كما تم القبض عليه للمرة الثانية بعد حفل إطلاق ألبومه الرابع الذي أُقيم بولاية نيويورك الأمريكية عام 2016، بسبب تحريض الجمهور على الشغب والقفز من مرتفعات عالية، مما أدى إلى إصابة شاب بالشلل النصفي.

“دفاع”

وخرج ترافيس سكوت للدفاع عن الاتهامات الموجهة إليه من خلال إحدى لقاءاته التليفزيونية، قائلاً : “أنا من ولاية هيوستن، وهي ولاية لها عادات وتقاليد في احترام فكرة الأسرة، وأنا من أسرة متدينة، وتواظب على حضور الصلوات في الكنيسة، ولست بملحد أو عابد للشيطان”، ووصف سكوت معارضي إقامة حفله بمصر بمروجي الشائعات، مؤكدًا أن ما يُثار عبر مواقع التواصل الإجتماعي هو من حسابات مزيفة وليست حقيقية، مضيفًا في بيان له : “ردًا على المعلومات المغلوطة على السوشيال ميديا والتي أشارت إلى طقوس غريبة في حفلاتي، لا توجد لدي أغنية واحدة تُهين أي شعب، ناهيك عن المصريين، لا شئ به أي طقوس غريبة، فقط احتفالات، وحدثت مأساة عام 2021 في أحد حفلاتي لكني قدمت مئات الحفلات دون حوادث”، وتابع : “أنا من أشد المعجبين بالثقافة والتاريخ المصري، ولهذا اخترت الأهرامات لإطلاق ألبومي الأول منذ 5 سنوات وهو يعني الكثير لي”.

“استجابة”

تدخل مصطفى كامل –نقيب الموسيقيين- لإنهاء الجدل القائم مُستجيبًا لمطالب رواد مواقع “السوشيال ميديا” بسرعة التدخل لإلغاء الحفل، وقام بسحب التراخيص الصادرة لإقامته، وذلك حرصًا على سلامة الجماهير من ناحية، وعدم مخالفة عادات وتقاليد المجتمعات العربية من ناحية أخرى.

وقالت النقابة في بيان لها : “تؤكد النقابة العامة للمهن الموسيقية باعتبارها الجهة المنوط بها إصدار تراخيص إقامة الحفلات الموسيقية والغنائية في مصر بالتضامن مع وزارة الثقافة المصرية ممثلة في جهاز الرقابة على المصنفات الفنية ووزارة القوى العاملة على ضرورة وضع الاعتبارات الأمنية والموافقات من الجهات المختصة على رأس الأولويات فيما يخص إقامة الحفلات، وذلك ضمانًا وحماية ًلجموع الجماهير”.

وتابعت النقابة في بيانها: “ومما لاشك فيه أن النقابة العامة في الأشهر الأخيرة قد رحبت بكافة ألوان الفنون والحفلات إلا أنها قد حددت شروطًا وضوابط لضمان عدم المساس بالعادات والتقاليد الموروثة للشعب المصري”.

وأوضحت: “بعد استقراء واستطلاع آراء رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد ماورد لنقابة المهن الموسيقية ونقيبها العام ومجلس إدارتها من أنباء تصدرت محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي، تضمنت صورًا ومعلومات موثقة عن طقوس غريبة لنجم هذا الحفل، يقدمها أثناء فقرته وتسخير أدواته من أجل إقامة طقوس تتنافي مع قيمنا وتقاليدنا المجتمعية الأصيلة، لذلك قرر النقيب العام ومجلس الإدارة إلغاء الترخيص الصادر لإقامة هذا النوع من الحفلات الذي يتنافى مع الهوية الثقافية للشعب المصري”.

وبناء على الجدل المُثار حول حفلات ترافيس سكوت، أصدرت نقابة المهن الموسيقية قراراً بتخصيص ميزانية للاستعانة بشباب خريجي الجامعات، ومهمتهم البحث والتحري عن الفنانين الأجانب قبل إقامة حفلاتهم في مصر”.

“موجة اعتراضات”

ورغم قرار الإلغاء الذي قوبل بالترحيب من عدد كبير من رواد مواقع التواصل الإجتماعي إلا أنه على الجانب الآخر خرجت موجة من الاعتراضات حول هذا القرار وتبعاته، حيث كتب الفنان عمرو سعد عبر صفحته الشخصية على “فيس بوك” : “إلغاء ترخيص حفلة ترافيس سكوت في مصر هو خطأ فادح ومش من حق أي حد ياخد قرارات للمصريين أو يتكلم باسمهم، وأضاف : “وأنا فنان مصري بعتذر لهذا المغني العالمي ولنجوم العالم ومتابعيهم اللي ممكن يشوفوا المصريين بشكل رجعي ومتخلف، وبقول ليهم إن مصر أكبر من كدة وإن الشعب ده شعب عاشق لضيوفه وكريم، وإن مصر هي أرض الفنون والحضارات”.

اقرأ أيضًا : بعد إلغاء حفله في مصر.. ترافيس سكوت يحتفل بألبوم Utopia في إيطاليا

كما أبدى رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس اعتراضه على سوء الإدارة في التعامل مع قرار إقامة الحفل ثم إلغاؤه، قائلاً عبر حسابه الشخصي بموقع “تويتر” : “إلغاء حفل المغني الأمريكي ليس الخطأ، إنما الخطأ هو الموافقة عليه ثم إلغاؤه، لأنها تفقد مصر مصداقيتها ولا تحترم التعاقدات وتكبد المنظم خسائر رهيبة”، واستكمل قائلاً : “إعلان الحفل صاحبه دعاية عالمية ضخمة لمصر فقدناها بهذا الإلغاء مع العلم إنه غنى في السعودية والإمارات”، وأضاف : “للعلم ليس لي مصلحة في هذا الحفل رغم إدارتنا لمنطقة الهرم ومعاناتنا من الخيل والجمال وتعامل الأمن مع الزوار”.

 

بينما كشف الفنان هاني شاكر عن رأيه في قرار إلغاء الحفل، قائلًا : “أرفض تلك النوعية من الأغاني التي بها عنصرية وتمجيد للماسونية، وبها محاكاة للشيطان، ومش ناقصين هذه النوعية من الأغاني ولا شبابنا محتاج يسمعها”، وأضاف : “الحمد لله إن البلد لها رجالها المخلصين اللي اكتشفوا الموضوع في آخر لحظة، وأخذوا القرار المناسب بمنع تلك النوعية من الأغاني والكلمات والموضوعات عن شبابنا في المرحلة الراهنة”.

 


 

;