ذكرى مذبحة الإزيديين .. جريمة داعش لا يمحوها الزمن

ذكرى مجزرة تنظيم داعش الإرهابي بحق الإيزيديين
ذكرى مجزرة تنظيم داعش الإرهابي بحق الإيزيديين

مجزرة بشعة أرتكبها تنظيم داعش الإرهابي ضد الإيزيديين في مدينة سنجار التي تقع في غرب محافظة نينوى شمال العراق في الثالث من أغسطس 2014.

لم يتوانَ التنظيم الإرهابي عن قتل الرجال واختطاف النساء والأطفال ليستعبدوهم جنسياً ويبيعوهم في أسواق الرقيق، ما ترك أثرًا مدمرًا على المجتمع الإيزيدي والعالم بأسره. وعلى الرغم من الجهود المبذولة لمساعدة الناجين وإعادة بناء المجتمع، فإن هناك الكثير من التحديات التي تواجهها، ولا يزال الناجون يعانون من آثار نفسية وجسدية خطيرة، إذ يتحدثون عن فقدان الأحباء والعائلة، والتشرد والتهجير، والاستعباد والتعذيب الذي تعرضوا له.

تصادف اليوم الذكرى التاسعة لمجزرة الإيزيديين التي ارتكبتها التنظيم الإرهابي في بشمال العراق، في الثالث من أغسطس 2014، بعد أن هاجم مسلحو التنظيم الارهابي قرى الإيزيديين وارتكبوا مجزرة راح ضحيتها آلاف المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ.

تعد هذه المجزرة من أبشع الجرائم التي ارتكبت بحق الإنسانية في التاريخ الحديث، إذ قتل الإرهابيون الرجال واختطفوا النساء والأطفال ليستعبدوهم جنسياً ويبيعوهم في أسواق الرقيق، وعاش الآلاف من النساء الإيزيديات سنوات من الاغتصاب والعبودية على أيديوحوش داعش.

تعد الإيزيدية أو اليزدانية واحدة من أقدم الديانات الشرقية القديمة، إذ ظهرت في وادي الرافدين قبل آلاف السنين، وهي من الديانات التي تدرجت من العبادات الطبيعية إلى الوحدانية ولها معتقدات وطقوس خاصة بها.

وكان عدد الإيزيديين في العراق أكثر 600 ألف نسمة، لكن عددهم الحالي غير معروف على وجه الدقة، فهجرتهم مستمرة من العراق بسبب حملات الإبادة التي يتعرضون لها على يد الجماعات المتشددة. أما في العالم فيبلغ عدد الإيزيديين نحو مليون وربع مليون شخص.

وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها الحكومة العراقية والمنظمات الدولية لمساعدة الناجين وإعادة بناء المجتمع، إلا أن هناك الكثير من التحديات التي تواجهها.

تقارير المنظمات الدولية وحقوق الإنسان وثقت ووثّقت انتهاكات داعش الفظيعة ضد الإيزيديين. وفقًا لتقرير مجلس النواب الأوروبي، فإن داعش قام بجرائم الإبادة الجماعية والاغتصاب والعبودية الجنسية والتعذيب والقتل بحق الإيزيديين. تقديرات المنظمات الحقوقية تشير إلى أن حوالي 5,000 إيزيدي تعرضوا لقتل بينما اختطف أكثر من 7,000 شخص، بينهم النساء والأطفال الذكور الذين تم استخدامهم كجنود أطفال في صفوف داعش.

ما يجعل هذه الجريمة أكثر بشاعة هو الوحشية والتعذيب الذي تعرضت له النساء الإيزيديات، إذ أكد تقرير منظمة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (UN Women) أن النساء الإيزيديات تعرضن لاعتداءات جنسية وعنف جنسي مروع، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي، ومازال النساء يعانين من آثار نفسية وجسدية خطيرة، ويواجهن صعوبات في إعادة بناء حياتهن والتكيف مع المجتمع.

من جانبها اعتبرت الحكومة البريطانية في الأول من أغسطس الجاري أن الإيزيديين تعرضوا "لإبادة جماعية" على يد تنظيم داعش الإرهابي عام 2014 بالعراق، حسبما قالت وزارة الخارجية في بيان.

بعد قرارات مماثلة في كل من ألمانيا وأستراليا وبلجيكا وهولندا، اعتبرت الحكومة البريطانية الثلاثاء أن الإيزيديين هم ضحايا "إبادة جماعية" على يد تنظيم داعش حسبما جاء في بيان لوزارة الخارجية البريطانية.

وأوضح البيان "أقرت المملكة المتحدة رسميا اليوم بأن داعش ارتكب ممارسات إبادة جماعية في حق الإيزيديين في العام 2014".

وقالت وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث إن الإعلان يأتي قبل فعاليات تحيي الذكرى التاسعة لـ"الفظائع" التي ارتكبها تنظيم "داعش" في حق الأقلية الإيزيدية. وحتى الآن، اعترفت بريطانيا بأربع حالات حدثت فيها إبادة جماعية، هي محرقة اليهود ورواندا وسريبرينيتسا والإبادة الجماعية في كمبوديا.

وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط طارق أحمد في بيان "عانى الإيزيديون كثيرا على أيدي داعش قبل تسع سنوات وما زالت الانعكاسات محسوسة حتى اليوم". وأضاف "العدالة والمحاسبة أمران أساسيان بالنسبة إلى الذين دمرت حياتهم" مشيرا إلى أن هذا الاعتراف "التاريخي"، "يعزز" التزام المملكة المتحدة ضمان "حصولهم على التعويض الذي يستحقّونه وإمكان حصولهم على العدالة".

ويذكّر البيان بالموقف البريطاني الذي يعود بموجبه تصنيف "الإبادة الجماعية" إلى المحاكم المختصة وليس إلى الحكومات أو الهيئات غير القضائية.

الناجون من هذه المأساة يروون قصصًا مروعة ومؤلمة عن تجاربهم، ويتحدثون عن فقدان الأحباء والعائلة، والتشرد والتهجير، والاستعباد والتعذيب الذي تعرضوا له. يعانون من آثار نفسية عميقة تشمل الصدمة والقلق والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة.