فوق الشوك

نجوم الساحل الشمالى

شريف رياض
شريف رياض

لا أريد الحديث عن سلوكيات الشباب فى الساحل الشرير لأن مربط الفرس وهدفى من هذا المقال الاشارة والاشادة بنوعية أخرى من الشباب يستحقون كل الاحترام والتقدير.. هؤلاء الذين تنحصر نظرتهم للساحل الشمالى وخاصة الساحل الشرير كونه مصدر رزق لهم خلال شهور الصيف.. يعملون لساعات طويلة فى أعمال مرهقة لادخار نفقات دراستهم طوال شهور الشتاء تخفيفا عن أسرهم.. هؤلاء الشباب يزحفون فى الساحل الشمالى من  المحافظات المجاورة خاصة البحيرة وكفر الشيخ.. وربما أكثر هؤلاء الشباب جذباً للانتباه هم من يعملون فى خدمات نظافة الشاليهات من خلال مجموعات صغيرة لكل منها مسئول يتولى الترويج لها عبر السوشيال ميديا ويتلقى الطلبات ويوجه مساعديه.. والغريب أن هذه المهمة رغم أنها «حريمي» إلا أن الشباب تدربوا عليها حتى أصبحوا يجيدونها ولايخجلون من ذكر أنهم طلاب أو خريجو جامعات.

هناك أيضا الآن الشباب الذين يعملون فى المطاعم والكافيهات المنتشرة على طول الساحل أو فى خدمات الشواطئ لفرش الشماسى والكراسى.. ومن يجيدون السباحة يفضلون مهنة الانقاذ ينتشرون على الشواطئ وعيونهم لا تفارق المصطافين فى البحر للتدخل والاسراع بإنقاذهم إذا ما تعرضوا لأى خطر.. ولا ننسى من يعملون كأفراد أمن على بوابات القرى أو الشواطئ أو من يقومون بنظافة الشوارع الداخلية أو مداخل وسلالم المبانى أو رى الحدائق.

وراء كل شاب من هؤلاء قصة كفاح تحترم.. شيء مختلف تماما عن الشباب الارستقراطى الذين «يلعبون بالفلوس لعب»، لكن رب ضارة نافعة فلولا وجود هذه الفئة من الشباب ما وجد طلاب الجامعات نجوم الساحل الشمالى مصروفات دراستهم.

ومادمنا نتحدث عن الساحل الشمالى لابد أن أحذر الشباب من مغامرة نزول البحر فى الاوقات التى تحظر فيها السباحة.. فى الأيام الأخيرة فقط غرق مجموعة شباب فى الساحل والعجمى والدخيلة وبورسعيد.. بعدما ضربوا عرض الحائط بكل تحذيرات السباحة فى توقيتات وأماكن محددة.. فغرقوا فى لحظات وتركوا فى نفوس أسرهم ألماً وحسرة لآخر العمر.. اللهم أهدى شبابنا وأحفظهم من الطيش والمغامرات غير المحسوبة.