أفكار متقاطعة

متلازمة الساحل

سليمان قناوى
سليمان قناوى

كلما سمعت عن الانفاق السفيه لبعض ممن ينتسبون الى ما أصبح يعرف باسم الساحل الشرير. ولم يعد عندى من تفسير لما اسمعه من أسعار منفلتة وماشية على حل شعرها، الا أن البعض فى الساحل الشرير يعانى مما يمكن ان أطلق عليه «متلازمة التباهى بالاستغفال» أى أن أكثرهم يعلمون انهم يتعرضون لمن يستغفلهم، إلا انهم كنوع من التمايز الطبقى يتباهون بهذا الاستغفال، فمن هذا «المستغفل» بضم الميم وفتح التاء وتشديد الغين (أى من تعرض لمن يستغفله لكن برضاه التام) الذى يستسهل دفع250 جنيها فى زجاجة المياه الكبيرة و200 جنيه فى الصغيرة على الشاطئ كما لو انها جاءت من نهر الكوثر بالجنة، فى حين ان سعر الأولى لا يزيد على 15 جنيها  والثانية حوالى 8 جنيهات فى أى سوبر ماركت حتى داخل حدود الساحل الشرير. إلا انه يريد ان يتفاخر بما شرب. فلا فخر إذا شربها بالسعر الطبيعى. ليت الأمر توقف عند زجاجة المياه فالاستغفال وقرينه الاستهبال مسستمرين فطبق الترمس بـ300 جنيه وباكيت التين الشوكى بـ400 جنيه، وقرص الطعمية بعشرين جنيها (ياه....نسيت اسمها هناك جرين برجر)  أما سندوتش البرجر الاحمر فثمنه 375 جنيها (اعتمدت فى ذكر هذه الأسعار على فيديوهات موثوقة لمن تعاملوا بها) وإياك إذا كنت قادما من الساحل الطيب لغريمه الشرير أن تفكر أن «تحبس» بعد الأكل بكوب شاى لأنك ستدفع 150 جنيها بالتمام والكمال. الواضح ان متلازمة التباهى بالاستغفال يعيشها كل من كسب بسهولة دون كد أو تعب، فكل من اغتنى من تعب السنين لا يطيق أن يستغفله أحد ولا يرمى قرشه إلا ليحصل على القيمة المناسبة لهذا القرش لا الكرش. ان من يتباهى بقميص يرتديه أو «شبشب» (بيئة قوى من يقول  عنه حتى «سليبر» فاسمه فى الساحل الشرير فليب فلوب) ينتعله، لا شك أنه يعانى من خواء الفكر وسقامة الوجدان، تباهى بعلمك وما صنعت لتخدم الاخرين وتيسر حياتهم وتجبر خواطرهم.