3 محطات فى حياة داليا البحيرى

مايسة‭ ‬أحمد

بعد عامين فقط من ظهورها الأول على الشاشة الفضية من خلال فيلم “علشان ربنا يحبك” مع أحمد رزق، أنطلقت داليا البحيري لتكون واحدة من النجمات الصاعدات بقوة وسرعة، ولتحصد البطولات بين السينما والتليفزيون في سنوات قليلة، لذلك تدين الفنانة داليا البحيري للمخرج والسيناريست الراحل رأفت الميهي بالفضل في ذلك، فقد ترك بصمة كبيرة في حياتها، فهو من أدخلها مجال الفن، وقالت عن ذلك: “لم يكن التمثيل في مخططاتي، ودخلت مجال التمثيل بالصدفة حين كنت أجري لقاء مع الميهي، فعرض علي التمثيل، وقال لي (تعالي بكرة التصوير)، ليكون دوري في فيلم (علشان ربنا يحبك)”.

ثم كانت الإنطلاقة، فسطع نجم الفنانة بسرعة الصاروخ في الفيلم الكوميدي “محامي خلع” عام 2002 الذي شاركت فيه البطولة مع هاني رمزي، وكان نقطة تحول في مسيرتها الفنية، واصلت بعدها بالعديد من الأعمال في السينما والتليفزيون وقامت بتقديم العديد من الأدوار المركبة الصعبة.

ولدت داليا في محافظة الغربية بمدينة طنطا، وحصلت على لقب ملكة جمال مصر عام 1990، كما حازت على المركز السابع والعشرون في مسابقة ملكة جمال العالم التي أقيمت في لوس أنجلوس بنفس العام، ورغم ذلك فإنها ترفض لقب “ملكة جمال” فتقول: “أنا ضد اللقب، فمن يتم اختيارهن في مسابقات الجميلات يمثلن البنات في بلدهن ليسوا الأجمل، فلا يوجد ست غير جميلة، فمعايير الجمال الآن مختلفة والجميع أصبح مهتم بالجمال”.

مرشدة سياحية و موديل

حصلت داليا على بكالوريوس من كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان، وعملت كمرشدة سياحية، ثم كمقدمة برامج علي القناة الفضائية المصرية، وكعارضة أزياء، ونصبت سفيرة للنوايا الحسنة في نوفمبر 2010، وذلك من أجل محاربة مرض السكتة الدماغية، وأعربت عن سعادتها باختيارها لهذا المنصب، لأنه يعتبر دورًا أساسيًا لأي فنان.

من أبرز أعمالها في السينما “سنة أولى نصب، الباحثات عن الحرية، حريم كريم، الغواص، كان يوم حبك، السفارة في العمارة، أحلام حقيقية”، ومسلسلات “علي يا ويكا، صرخة أنثى، بنت من الزمن ده، ريش نعام، في غمضة عين، القاصرات، يوميات زوجة مفروسة بأجزاءه، للحب فرصة أخيرة”.

داليا قدمت في مسلسل “فلانتينو” مع النجم عادل إمام شخصية السيدة الشعبية، وهو دور جديد ومختلف عما قدمته من قبل، فهي تعشق التحدي وتسعى لتقديم أدوار بعيدة عن شخصيتها الحقيقية، وقالت عنه: “الشخصية شجعتني لقبول المسلسل، كما أن العمل مع (الزعيم) يتميز بالإنضباط والمهنية، فكل شخص داخل موقع التصوير يعلم دوره، وبالتالي فالموقع (محكوم)، والممثل هنا يتعلم ويكتسب خبرة ومهنية وإحترام، ولا يوجد مجال لتضييع الوقت”.

من طبيعة داليا أنها تكتم مشاعرها، فلا تستطيع التعبير أمام الآخرين، مما يجعلها تنفجر من أبسط المواقف، وتتذكر أحد مشاهد مسلسل “القاصرات”، قائلة: “كان من المفترض أن أبكي فيه، لكن بعد إنتهاء تصوير المشهد دخلت في حالة بكاء هيستري، وفريق العمل (مش عارف يهديني)، لإن عملت حاجة ضد طبيعتي، فأنا لا أبكي أبدا أمام أي شخص”.

خشبة المسرح

من أحدث أعمالها المسرحية “سيدتي أنا” مع نضال الشافعي على خشبة “المسرح القومي” وتقدم فيها شخصية “إليزا دولتيل”، وهي شخصية مختلفة تماما عن أي شخصية قامت بتقديمها من قبل، والتي احتاجت منها شهور طويلة في التحضير، خاصة الغناء، حيث إنها تقدم في العمل أكثر من أغنية تحت إشراف الموسيقار محمود طلعت، بالإضافة إلى 5 إستعراضات وهو ما جعلها تستعين بمصمم الإستعراضات مصطفى حجاج.

وأضافت أن المسرحية ليس لها أي علاقة بمسرحية “سيدي الجميلة”: “نحن نقدم نسخة جديدة من نسخ كتير لمسرحية (بيجماليون) لبرنارد شو، والتي قدم منها أكثر من عمل مثل مسرحية (هالة حبيبتي) وفيلم (المتوحشة)”.

ورغم نجاحها ونجوميتها، إلا أنها ترى مهنة التمثيل غير إنسانية، لأنه من الممكن ظروف التصوير تجعلك ترتدي ملابس خفيفة في عز الشتاء أو العكس، وأحيانا يكون الممثل يشعر بالضيق أو بالغضب أو الحزن وهو مطالب أمام الكاميرا أن يقدم مشهد كوميدي.

عايدة ونفرتيتي

تقدر داليا دور الإعلامية سناء منصور في حياتها المهنية، فقد تركت سناء بصمة في مشوارها لأنها أدخلتها مجال الإعلام في بداية مسيرتها، حيث قابلتها بالصدفة في حفل “أوبرا عايدة” بالأقصر، وعرضت عليها العمل كمذيعة، فكانت هذه بداية دخولها مجال تقديم البرامج المختلفة.

ومن بين الأعمال التي تحلم بتقديمها، عمل عن حياة “نفرتيتى”، وبالفعل قامت منذ فترة كبيرة بالسعي وراء هذا العمل لأنه يحتاج لإنتاج كبير وتصاريح للتصوير بشكل معين وفي أماكن أثرية، وبالفعل توجهت بالطلبات إلى وزارة السياحة والآثار وغيرهما من الجهات المختصة، لكن كل شيء توقف فجأة، لكن داليا تؤكد أنها ستعود للعمل عليه لأنه من أحلامها المؤجلة.

الحب والعذاب

تزوجت داليا مرتين، الأولى من رجل الأعمال سعيد جمال، وأنجبت منه ابنتها “خديجة”، إلا إنها توفيت بعد 8 أشهر بمرض نادر، عبارة عن نقص الجين المسئول عن حركة العضلات، وهو ما أصابها بالصدمة، ثم وقع الانفصال بينهما، ورغم قسوة اللحظة التي مرت بها - وهو فقدانها لأول طفلة تُرزق بها - إلا أنها أوضحت أن الإيمان القوي بالله يمنح الإنسان القدرة على تخطي أحلك وأصعب الظروف التي يمر بها في حياته.

وأشارت داليا أن وفاة ابنتها راحة لها بسبب إصابتها بمرض نادر، لم تستطع - على حد قولها - أن تحيا حياة طبيعية كأقرانها، قائلة: “كنت سأتألم في كل مرة أشوفها، لأنها لم تكن لتعيش حياة طبيعية، ‏لأني كنت أكيد سأبذل ما بوسعي لأخفف عنها، لكن مهما عملت فهناك ما هو أكبر مني”.

وكانت الزيجة الثانية في أغسطس 2008 من رجل الأعمال فريد المرشدي ابن المنتجة ناهد فريد شوقي، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة “قسمت”، لكنهما انفصلا بعد زواج استمر 5 سنوات، وتوفى عام 2014، وفي ديسمبر 2016 تزوجت للمرة الثالثة من رجل الأعمال حسن سامي، الذي يعترف أنها زوجة وأم ناجحة جدا، لكنها لا تفضل الأعمال المنزلية.

وعن ابنتها الوحيدة تقول داليا: “ قسمت جعلت لحياتي معنى كبير وحققت حلمًا أنتظرته طويلاً، لذلك أعمل على تربيتها بشكل صحيح، فهي صديقتي التي أثق في رأيها، ودائما أقضي معها كل وقت فراغي حتى أعوضها عن الوقت الذي انشغل فيه عنها في التصوير، فهي نقطة ضعفي الوحيدة، كما أنني أشعر بأجمل الأوقات وأنا بجوارها، فهي كل شيء في حياتي وأخاف عليها جداً”.

وتضيف داليا: “وجودي بالمنزل أثناء عدم إرتباطي بأي عمل فني جعلني أدخل المطبخ، وأصبحت أعد الطعام بنفسي، كما أنني عدت للإلتزام بتمريناتي الرياضية، بالإضافة إلى أنني أعود بين الحين والآخر لموهبة الرسم، حيث أجد المتعة فيه”.