«10%» قصة قصيرة للكاتبة أسمهان على

 أسمهان على
أسمهان على

اتجهت بخطوات ثقيلة تجاه المحل الخاص بالمحجبات، ووقفت تتفرس المعروضات (بالبترينا)

ثم دخلت المحل ووقفت أمام إحدى العباءات الخليجية غالية الثمن، كانت في الأربعينات من عمرها وملابسها تدل على أنها من متوسطى الحال. 

نظرت إلى سعر العباءة وارتسمت على ملامحها علامات الدهشة والصدمة والحزن، لاحظت إحدى السيدات المنتقبات من زبائن المحل دموع السيدة وهى تسيل على خدها من بعيد، دموع تنهمر كالأمطار فى يوم عاصف. 

وقفت الباكية تحدث نفسها بصوت مسموع ( يا خساره أجيب فلوسها منين ودى غالية قوي معلش يا بنتى يا حبيبتى غصب عنى ) اتجهت المرأة إلى البائعة محاولة تخفيض سعر العباءة بلا جدوى، حاولت مرة أخرى فردت البائعة بعنف ( لو خفضت ليكى النص صاحب المحل هيخصم منى اللي هخفضه .. يا ستي روحي شوفي محل أرخص) ،

 

أحرجت المرأة الباكية واتجهت ناحية الباب وهى تنظر من خلف دموعها إلى السيدة المنتقبة - التى تشاهد الموقف عن بُعد – وظلت تردد بصوت مسموع - معلش يا بنتى لو كان أبوكى عايش كان اشتراها لك ... سامحيني-

اتجهت المنتقبة إلى البائعة وتفهمت منها الموضوع، فطلبت من البائعة أن تنادى السيدة وتمنحها العباءة قائلة سأدفع النصف الباقي لكن أخبريها بأن صاحب المحل قبل أن يخفض النصف لها ..

عادت المرأة الباكية واستلمت العباءة تاركة نصف ثمنها وبعض الدعوات لصاحب المحل والبائعة.

بعد ساعة عادت المرأة الباكية وردت العباءة للبائعة وأخذت المبلغ كاملاً، ثم منحت البائعة جزءً منه قائلة 10% زى ما اتفقنا ... سلام يا قمر.