إنها مصر

كرم جبر يكتب: الخطر القادم

كرم جبر
كرم جبر

المثلية والمخنثون وأشباه الرجال وأنصاف النساء، وغيرها من الصور الشاذة التي تحفل بها وسائل الإعلام الأجنبية، وتنتشر بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكأننا مقدمون على مستقبل جديد، لم تشهد له البشرية مثيلاً لإعادة صياغة البشر.

صورة الرجل ذى اللحية الكثيفة والشارب الطويل، ورغم ذلك يطيل شعره كالنساء ويرتدى «مايوه بكيني»، ويسير فى عروض الأزياء مثل العارضات النساء.

ومثل ذلك أشياء كثيرة تجعلنا نسأل أنفسنا: ما الهدف من مسخ البشرية وتغيير الطبيعة التى خلق بها الله البشر؟

الأمر لا يرتبط بالحرية أو حقوق الإنسان، لأن من شروط ممارسة الحرية عدم إيذاء الآخرين أو نشر العادات السيئة بينهم، وفى المجتمعات شباب صغار السن، قد يستهويهم مثل هذا الشذوذ، إما للتقليد أو للعناد أو خالف تعرف أو مرض نفسى أو عقلي.. ومن حق المجتمع أن يحميهم من الانهيار.

أما حقوق الإنسان، فمن أوسع أبوابها الحق فى الحياة والسكن والمأكل والمشرب واحترام آدمية البشر، وليس بالمناظر الشاذة والأجساد العارية.

ومن واجب المجتمعات أن تضع القواعد والضوابط التى تحمى شبابها من الانحراف، والمعيار هنا هو القانون وليس آراء أو أهواء شخصية.

نريد من الغرب كل شيء جميل ومفيد ويتواءم مع مجتمعاتنا، ولا يخالف القيم الدينية والأخلاقية، فأساس المجتمعات هو الحفاظ على القيم التى تحميها من الانهيار، وتجعلها تقف صلبة فى مواجهة التيارات الضارة.

والأمر لا يرتبط بالقيود والضوابط، فإذا كان مسموحاً لإنسانٍ أن يمشى بالمايوه على الشاطئ، فليس مسموحاً له أن يذهب إلى عمله بالمايوه أو يحضر به مناسبة.

والحرية الشخصية ليست فى إيذاء الآخرين وخدش حياء الأسر والعائلات، فماذا يحدث إذا كنت تحضر مع أولادك مناسبة ما، وامتلأ المكان برجالٍ بملابس نسائية قصيرة، وحلى طويلة تتدلى من رقابهم؟

في الستينيات انتشرت موضة الهيبز، وكانت رغم مساوئها أكثر رجولة مما نراه الآن، واقتصرت على إطالة الشعر والرقص الخليع، وواجهتها بعض المجتمعات بإجراءاتٍ قمعية، وكانت الشرطة تقبض عليهم وتحلق رءوسهم، وكان بعض الناس يعتدون عليهم بالضرب فى الشوارع.

نريد من الغرب العلم والتقدم والطب والهندسة والمخترعات الحديثة، وليس الانحطاط الأخلاقى الذى يضرب المجتمعات فى مقتلٍ، ويعرض قوتها المتمثلة فى الشباب للخطر والتدهور.

حتى فى الغرب نفسه تظهر موجات من الوعى للحفاظ على هوية الدول، فليس الجميع بهذه الصورة وهناك من يحافظ على الأخلاق، ويحرص على التمسك بالأديان والقيم الروحية.

الوعى هو السلاح الفعال لمقاومة الشذوذ والانحراف، وتوقعوا أن تزداد هذه التيارات فى السنوات القادمة، فيبدو أن البشرية تتجه تصاعدياً إلى التفكك الذاتي، ومسخ الصفات المميزة للرجال والنساء.