في الصميم

جلال عارف يكتب: رسائل‭ ‬مغلوطة‭ ..‬في‭ ‬توقيت‭ ‬مشبوه‭!!‬

جلال عارف
جلال عارف

فى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬كانت‭ ‬مدينة‭ ‬‮ «‬العلمين‮»‬‭ ‬ تشهد‭ ‬لقاء‭ ‬قيادات‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بحضور‭ ‬رئيس‭ ‬السلطة‭ ‬‮ «‬أبومازن‮»‬‭.. ‬ كانت‭ ‬الساحة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تشهد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬التى‭ ‬تبعث‭ ‬رسائل‭ ‬مهمة‭ ‬للمجتمعين‭.. ‬لابد‭ ‬أنها‭ ‬وصلت‭ ‬إليهم‭ ‬وفهموا‭ ‬جيداً‭ ‬ما‭ ‬تقوله‭!!‬

حكومة‭ ‬زعماء‭ ‬عصابات‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬فى‭ ‬اسرائيل‭ ‬كانت‭ ‬تؤكد‭ ‬أنها‭ ‬ماضية‭ ‬فى‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخططاتها‭. ‬كان‭ ‬نتنياهو‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬تراجع‭ ‬عن‭ ‬إصدار‭ ‬القوانين‭ ‬التى‭ ‬تكفل‭ ‬له‭ ‬الهيمنة‭ ‬على‭ ‬القضاء‭ ‬رغم‭ ‬استمرار‭ ‬المظاهرات‭ ‬والتهديد‭ ‬بالإضراب‭ ‬العام‭ ‬والعصيان‭ ‬المدنى‭. ‬وكانت‭ ‬القوات‭ ‬الصهيونية‭ ‬تقتحم‭‬‮ «‬جنين‮» ‬‭‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬وتعتقل‭ ‬بعض‭ ‬شبابها،‭ ‬وكان‭ ‬وزراء‭ ‬الإرهاب‭ ‬الصهيونى‭ ‬يصدرون‭ ‬قرارات‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬هدم‭ ‬منازل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬المستوطنات،‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬أصداء‭ ‬اقتحام‭ ‬الارهابى‭ ‬بن‭ ‬‮ «‬غفير‮» ‬‭ ‬للمسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬تنذر‭ ‬بالأسوأ‭!!‬

الأخطر‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬حيث‭ ‬شهد‭ ‬مخيم‭ ‬‮ «‬عين‭ ‬الحلوة‮»‬‭ ‬ في‭ ‬لبنان‭ ‬اشتباكات‭ ‬عنيفة‭ ‬تم‭ ‬فيها‭ ‬اغتيال‭ ‬خمسة‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬لمنظمة ‭ ‬‮«‬فتح‮»‬‭ ‬ بينهم‭ ‬قيادة‭ ‬أمنية‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬متطرفين‭ ‬اسلامويين‭ ‬فى‭ ‬عملية‭ ‬وصفها‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬لبنان‭ ‬بأنها‭ ‬جريمة‭ ‬بشعة‭ ‬تأتى‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬مشبوه‭ ‬مع‭ ‬اجتماع‭ ‬القيادات‭ ‬الفلسطينية‭(!) ‬ أما‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬فكان‭ ‬هناك‭ ‬صدام‭ ‬بين‭ ‬قوات‭ ‬الشرطة‭ ‬التابعة‭ ‬لحماس‭ ‬وبين‭ ‬متظاهرين‭ ‬يحتجون‭ ‬على‭ ‬سوء‭ ‬الأحوال‭ ‬المعيشية‭ ‬ويطالبون‭ ‬بإنهاء‭ ‬الانقسام‭.‬

وفي‭ ‬الضفة‭ ‬كان‭ ‬الجدل‭ ‬يحتدم‭ ‬حول‭ ‬الافراج‭ ‬عمن‭  ‬تم‭ ‬القبض‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬السلطة‭ ‬التى‭ ‬تتهمهم‭ ‬بالاعتداء‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬حكومية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تنفيه‭ ‬منظمات‭ ‬أخرى‭ ‬بعضها‭ ‬مثل‭‬‮ «‬الجهاد»‬‭ ‬ ربط‭ ‬حضوره‭ ‬لاجتماع‭‬‮ «‬العلمين»‬‭ ‬ بالافراج‭ ‬عنهم‭!‬

وصلت‭ ‬الرسائل‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬لقيادات‭ ‬المنظمات‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ومعها‭ ‬اليقين‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬بأن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تمر‭ ‬بمفترق‭ ‬طرق‭ ‬خطير،‭ ‬وتواجه‭ ‬تحديات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭.. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬مازالت‭ ‬الهوة‭ ‬كبيرة‭ ‬بين‭ ‬مواقف‭ ‬الفصائل‭. ‬ومازال‭ ‬على‭ ‬شعبنا‭ ‬الفلسطينى‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬نتائج‭ ‬الانقسام‭ ‬الكارثى‭ ‬وويلات‭ ‬الاحتلال‭ ‬العنصرى‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬واحد‭.‬

ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ..‬فإن‭ ‬جهود‭ ‬مصر‭ ‬بهذا‭ ‬الصدد‭ ‬لن‭ ‬تتوقف،‭ ‬وإرادة‭ ‬شعب‭ ‬فلسطين‭ ‬الحريص‭ ‬على‭ ‬وحدته‭ ‬الوطنية‭ ‬ستنتصر‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬على‭ ‬رهانات‭ ‬العدو،‭ ‬وعلى‭ ‬حماقات‭ ‬من‭ ‬يغلبون‭ ‬مصلحة‭ ‬فصيل‭ ‬على‭ ‬مصير‭ ‬وطن‭!!‬