جــداريات تسرّ الناظرين

مها جميل
مها جميل

تعترف مها جميل أن طبيعة أسوان الساحرة قادرة على تحويل أى شخص إلى مبدع، ما جعلها تختار جدران المدينة الملهمة لإنتاج جدارياتها المبهجة، وإبراز تراث المدينة الغنى بالألوان والتفاصيل، ولا سيما أنها نشأت على تلك الأرض التاريخية، وكان لها الفضل فى تكوين ثقافتها وهويتها الفنية، ومنحتها حق الاعتقاد بأنها حلقة فى سلسلة الفنانين الذين أنجبتهم المدينة الخالدة.


منذ سبعة أعوام تخرجت مها فى كلية الفنون الجميلة والتى تعرفت فيها على زميلها على عبد الفتاح، الذى أصبح زوجها فيما بعد، واقترح عليها فكرة الرسم على الجدران لقدرتها على ممارسة هذا النوع من الفن بسرعة ودقة متناهيتين، وظل شريكا لها فى التصميمات بوصفه مهندس ديكور.

اقرأ ايضاً|«جاكيت» المراوح


تؤكد مها أنها تتبع التعليمات قبل القيام بتنفيذ مشروعاتها، تذهب للجهة المختصة فى المحافظة أو مجلس المدينة وتحصل عل التصاريح المطلوبة والخامات التى تحتاجها، وحجز المكان الذى تقيم فيه حتى تنتهى من عملها.


ترسم مها مختلف الجداريات بنوعيها: الداخلى والخارجي، سواء فى الشوارع والميادين أو الفنادق أو المطاعم، وكل جدارية ترسمها لها علاقة بالتراث والحضارة، ومستعدة لتنفيذ مشروعها فى أى مساحة على الكوكب.


مجموعة الجداريات الفنية التى تعمل عليها تهدف إلى التنمية المجتمعية الفكرية وإبراز القيم والعادات والثقافة المتوارثة، والاحتفاء بتراث الأجداد والحضارات المحيطة والتنشيط السياحى للمواسم المقبلة.


لم تقتصر بصمات مها على أسوان، يمكنك رؤية جدارياتها فى مدن عديدة، إيمانا منها بالتنوع الثقافى ورغبتها فى اكتساب خبرات مختلفة، ونشر الفن الذى يواكب التطور الحضارى الذى تشهده مصر فى تلك المرحلة، وبطريقة مدروسة نفذت مها جداريات فى القاهرة والقصير والأقصر وأبو سمبل والشرقية وقنا، وتستخدم فى عملها نوع معين من المواد تمتاز بالقوة ومخصصة لرسومات الشارع (ضد الرطوبة والأمطار والشمس و العوامل الطبيعية) إضافة إلى المياه ومادة «الإكريلك» لتصبح الألوان مبهجة، بدون رائحة، وتجف بسرعة كما انها تستخدم جميع أحجام الفرش من أصغرها لأكبرها.