واشنطن بوست: الضربات الروسية على مدينة أوديسا الأوكرانية تهدف إلى تعميق الحرب الاقتصادية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن تكرار الضربات الروسية على مدينة أوديسا الساحلية الأوكرانية يهدف إلى تعميق الحرب الاقتصادية على أوكرانيا، إذ يرى العديد من المزارعين الذين يعيشون بالقرب من أوديسا، أن هجمات موسكو على الميناء وقطاع الزراعة فيها تهدف إلى التسبب في أقصى قدر من الألم بعد قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإنهاء صفقة توسطت فيها الأمم المتحدة للسماح بتصدير الحبوب من البحر الأسود.


وقالت الصحيفة - في تقرير عبر موقعها الإليكتروني اليوم الأحد- أن صناعة الحبوب في أوديسا تكبدت أضرار تقدر بعشرات الملايين من الدولارات نتيجة الضربات الجوية الروسية التي تشن تقريبا كل ليلة ، ودمرت الهجمات ما لا يقل عن 60 ألف طن من الحبوب، وهو ما يكفي لإطعام أكثر من 270 ألف شخص لمدة عام ، وفقا لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة .

اقرأ ايضاً| واشنطن بوست: القمة السنوية لحلف الناتو بمقدورها أن تحدد ملامح عقد من الأمن الغربي


واستهدفت الهجمات اللاحقة يوم الاثنين الماضي مستودعات الحبوب على طول نهر الدانوب -وهو طريق بديل رئيسي للصادرات بعد انهيار صفقة البحر الأسود- ويبدو أنها تهدف إلى شل الصناعة الزراعية بأكملها في البلاد ، والتي تمثل حوالي 20 في المائة من الاقتصاد الأوكراني، قبل الحرب الروسية.


وقالت روسيا - وهي واحدة من أكبر منتجي الأسمدة في العالم - إنها تراجعت عن اتفاق البحر الأسود لأنه تم تنفيذه لصالح أوكرانيا فقط ولم ينتج عنه زيادة كبيرة في صادرات الحبوب والأسمدة الروسية بسبب العقوبات الغربية - وهي نقطة متنازع عليها بشدة من جانب الأمم المتحدة والولايات المتحدة ووكالات المعونة الدولية.


من جانبهم يرفض المسؤولون الأمريكيون إلقاء اللوم على العقوبات الغربية، ويرون أن بوتين ينتهج استراتيجية واضحة. فيما قالت سامانثا باور، مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ، للصحفيين هذا الأسبوع بعد عودتها من زيارة إلى أوديسا: "هذا أمر مقصود للغاية".


يشار إلى أن اتفاق البحر الأسود -الذي أبرمته الأمم المتحدة وتركيا في يوليو 2022- انهى حصارا بحريا روسيا استمر أربعة أشهر لموانئ أوكرانيا أدى إلى تقليص صادرات أوكرانيا بشكل كبير ، مما تمخض عن شل اقتصادها الذي مزقته الحرب بالفعل. في العام التالي، سمحت الصفقة لأوكرانيا بتصدير 33 مليون طن من الحبوب ومنتجات غذائية أخرى .


وأشارت واشنطن بوست إلى أن الزعماء الأفارقة الذين حضروا اجتماع القمة في سان بطرسبرج يوم الخميس الماضي دعوا بوتين إلى العودة إلى اتفاق الحبوب. وحذروا من أن القيود المفروضة على الصادرات ستؤدي إلى تفاقم أزمة الغذاء الحرجة بالفعل في بعض الدول الأفريقية.


ومضت الصحيفة تقول أنه لا تظهر أي بوادر على نهاية الحرب قريبا أو وجود وضع أكثر استدامة ماليا للولايات المتحدة ، التي أنفقت عشرات المليارات من الدولارات في شكل مساعدات عسكرية واقتصادية.\