«إيپاك» يحصِّن العلاقات الخارجية

رغم بيانات الإدانة.. لبايدن مآرب أخرى من نتانياهو
رغم بيانات الإدانة.. لبايدن مآرب أخرى من نتانياهو

فى أعقاب إلغاء الكنيست لبند «المعقولية» أصدرت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا بيانات إدانة  للتغول على الديموقراطية وانضم إليهم الاتحاد الأوروبي، وشددت بروكسل على أهمية القيم الديموقراطية المشتركة التى تربط الاتحاد بإسرائيل، وطالبت بضرورة وجود إجماع واسع على التعديلات، تنفيه المظاهرات الحاشدة فى شوارع تل أبيب. لكن نتانياهو يدرك جيدًا أن بيانات الإدانة الخارجية لن تؤثر على العلاقات مع حكومات العالم، لاسيما الإدارة الأمريكية، ولعله ألمح إلى ذلك خلال أكثر من لقاء مع وسائل إعلام أجنبية، وفى سياق لقاء مع شبكة CNN، تعمَّد إحراج چو بايدن وقال إن «إلغاء «اختبار المعقولية» خطوة ضئيلة للغاية فى منظومة «الإصلاحات القضائية» المزمع تمريرها ببطء بعد اتفاق وتنسيق مع البيت الأبيض». 


وبينما يعوِّل نتانياهو كثيرًا على قوة اللوبى اليهودى الموالى لإسرائيل (إيپاك) لتحصين حكومة اليمين الإسرائيلى ضد أية قرارات عقابية، لا يستبعد مراقبون فى تل أبيب عزوف بايدن عن الصدام مع نتانياهو، واقتصار موقف المكتب البيضاوى على بيانات إنشائية فى مقابل إعلان إسرائيل التجاوب مع رؤية حل الدولتين، ما قد يمنحها فرصة انضمام دولة عربية جديدة لقطار التطبيع، أو ما يعرف بـ«الاتفاقات الإبراهيمية». لكن أصواتًا فى واشنطن تعزو الموقف الأمريكى الرافض لممارسات حكومة نتانياهو إلى مغازلة معسكر اليهود الليبراليين، خاصة فى ظل اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية.

اقرأ ايضاً| «اختبار المعقولية».. أولى خطوات انفجار الداخل الإسرائيلى..خرَف يحرك عصيانًا مدنيًا


رغم ضبابية الموقف بين واشنطن وتل أبيب، يؤثر نتانياهو الانحناء للعاصفة فى الوقت الراهن، وأوعز إلى دوائره الدبلوماسية فى الخارج بالعزوف نهائيًا عن إبداء أية مواقف معلنة إزاء التشريعات البرلمانية الجديدة، لكن المحلل الأمنى الأمريكى ماكس پوت انتقد ما وصفه بـ«سياسة المسكِّنات»، ورأى أن نتانياهو وحكومته هما الخطر الأكبر على إسرائيل. وفى مقاله المنشور بصحيفة «نيويورك تايمز» أكد پوت أن نتانياهو يفتقر إلى استراتيچية واضحة فى الضفة الغربية، وهو ما يحول دون تجاوبه مع رؤية حل الدولتين.