خربشه

إبراهيم ربيع
إبراهيم ربيع

نصحنى ابنى أن أشاهد مسلسلا تركيا اسمه ''الحفرة'' لتعويض غياب الدوريات الأوروبية التى كانت تستحوذ على كل وقتى.. وفوجئت أن المسلسل من 4 أجزاء ومجموع حلقاته يقترب من الـ500.. المهم وجدته فرصة للانفصال عن التوتر والطحن الذهنى اليومى.. وأمس فى الحلقة الـ210 ولأول مرة يكاد يشتبك أبناء الفتوة الأربعة فى المقهى بعد أن غلبتهم عصابات أخرى.. تبادلوا الاتهامات بخشونة وتبادلوا كشف الاسرار المحرجة.. وفوجئ الفتوة بهذه الظاهرة الجديدة عليه والتى تهددهم بالتفتت وتجرح هيبته وهو الذى إن حضر لا ينطق أحد.. فقام فجأة وصرخ فيهم مطالبا إياهم مع حشد من الأنصار بالسير خلفه فورا..

ويأتى مشهد الموكب متحفزا ومستنفرا وتقفز الصرامة من وجوههم، فهم بالتأكيد ذاهبون لمعركة حاسمة.. وإذا بالفتوة يأخذهم إلى ملعب وسط ذهولهم واستغرابهم، ويطلب كرة ويقسمهم إلى فريقين وتتعالى أصواتهم وهم يتبادلون الكرة فى التقسيمة التى ما إن انتهت حتى جلسوا تتسارع أنفاسهم لكن تتباطأ كلماتهم وتغلفها النعومة والمنطق والتفاهم والتنسيق فى نفس الموضوع الذى كاد يحرقهم فى المقهى.. هكذا هى الرياضة.