أصداء دولية واسعة في الإعلام العالمي حول القمة الروسية الإفريقية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تصدرت القمة الروسية الأفريقية التى انعقدت فى مدينة سان بطرسبورج اهتمام وسائل الإعلام والصحف العالمية وركز بعضها على مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ومجمل تطورات العلاقات المصرية الروسية فقد لفت تقرير نشرته صحيفة كوميرسانت الروسية إلى أن هذه القمة تم تدشينها عام 2019 تحت الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى، عندما انعقدت دورتها الأولى فى سوتشى تحت الرئاسة المصرية الروسية المشتركة، بهدف دعم وتعميق العلاقات المتميزة والتاريخية بين القارة الأفريقية وروسيا، بالإضافة إلى تعزيز التشاور بين الجانبين حول كيفية التصدى للتحديات المشتركة.

وكالة أنباء سبوتنيك أبرزت تفاصيل لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش فعاليات القمة ونقلت عن الرئيس السيسى دعم مصر لمساعى تسريع حل وتسوية الأزمة الأوكرانية بشكل سياسى وسلمى للحد من المعاناة الإنسانية القائمة، وإنهاء التداعيات الاقتصادية السلبية على دول العالم، خاصة الدول النامية والأفريقية، والحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين، كما ذكرت سبوتنيك أن الزعيمين تبادلا وجهات النظر بشأن عدد من النزاعات القائمة فى منطقة الشرق الأوسط، وفى مقدمتها تطورات الأوضاع فى السودان وسوريا وليبيا، والقضية الفلسطينية.. ايزفيستيا الروسية من جانبها تناولت تفاؤل بوتين بمستقبل العلاقات مع أفريقيا من خلال تصريحات الزعيم الروسى خلال حفل عشاء جمعه بضيوف شرف القمة الروسية الأفريقية متعهدا بمواصلة تقديم مساهمة حقيقية فى تسوية الأزمات الحالية ومنع بؤر التوتر الجديدة فى أفريقيا، ومكافحة الإرهاب والتطرف والأوبئة والجوع، وحل القضايا البيئية والغذائية وأمن المعلوماتية ووصف بوتين بحسب الصحيفة العلاقات مع دول القارة السمراء بأنها شراكة استراتيجية من أجل المستقبل.

أحد أهم أوجه هذة الشراكة كما ذكرت صحيفة لينتا الروسية يتمثل فى تأييد بوتين ودعمه لانضمام الاتحاد الإفريقى إلى الهياكل الدولية الرائدة بالإضافة لتعهده بالمشاركة فى إقامة مشروعات تنموية ضمن خطط التعاون مع أفريقيا، فضلاً عن تصدير الحبوب فى ظل معاناة الدول الأفريقية من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية حيث وعد بوتين بتعويض القارة عن الحبوب الأوكرانية كما أعرب عن استعداد بلاده لتقديم جزء من الحبوب الأقل دخلا «مجاناً».

هذه التعهدات تحديدا كانت مثار انتقاد بعض الصحف الغربية التى اتهمت بوتين بمحاولة استغلال أفريقيا للخروج من عزلته الدولية فعلى سبيل المثال اهتمت صحيفة لو فيجارو الفرنسية بتحليل توقيت انعقاد القمة معتبرة أن انعقادها يأتى فى سياق المواجهة المستعرة بين بوتين من ناحية ودول الغرب من ناحية أخرى، وانتقدت الصحيفة بطريقة غير مباشرة ما سمته باللعب على الاستياء التاريخى الراسخ لدى الدول الأفريقية من الاستعمار الغربى، مقللة من امكانية نجاح القمة، مؤكدة أن روسيا مهما بذلت من جهد فهى تدخل السوق الأفريقية متأخرة عن كل من الصين والاتحاد الأوروبي.

◄ اقرأ أيضًا | بعد السد العالي| لماذا اختارت مصر روسيا لتشييد محطة نووية؟

على الجانب الآخر لاقت التعهدات الروسية صدى ايجابيا فى بعض الدول الأفريقية كما تؤكد تصريحات رئيس الاتحاد الأفريقى التى نقلتها صحيفة الشروق التونسية ففى كلمة له خلال القمة قال عثمان غزالى إن هذه القمة ستتيح التقدم نحو السلام والازدهار وإنها تصب فى صالح الشعوب الساعية للتنمية ووصف روسيا بأنها تتعاون مع الدول الأفريقية وتبذل قصارى جهدها لمكافحة المشاكل الزراعية داعيا موسكو لدعم تمثيل الاتحاد الأفريقى فى مجلس الأمن، وتوسيع حضوره فى مجموعة العشرين.

صحيفة الخبر الجزائرية من ناحيتها خصصت جزءا كبيرا من تغطيتها لأحداث القمة لبحث امكانات التعاون بين روسيا والدول الأفريقية وتحديدا فى ملف التعليم وأفردت مساحة لنقل تصريحات للرئيس بوتين أعرب فيها عن اهتمامه بتدريس اللغة الروسية فى دول القارة السمراء وبزيادة برامج التبادل ما بين الشباب فى روسيا وإفريقيا من خلال توجيه الدعوة لشباب أفريقيا لزيارة سوتشى للمشاركة فى مهرجان الشباب الذى يشارك فيه أكثر من 20 ألف شاب وفتاة من أكثر من 110 دول، مع مطالبته باستكشاف إمكانية افتتاح مدارس فى أفريقيا لدراسة المواد باللغة الروسية، حيث إن دراسة اللغة الروسية وإدخال معايير التعليم الروسية فى أفريقيا سيضعان الأساس لتعزيز المزيد من التعاون بحسب الرئيس الروسى بوتين.

◄ مكاسب القارة السمراء

يتم الآن دراسة أكثر من 30 مشروعا للطاقة بمشاركة روسيا فى 16 دولة أفريقية بقدرة إجمالية تبلغ حوالى 3.7 جيجاوات، شركات روسية ستقوم  بتطوير حقول النفط والغاز فى الجزائر ومصر والكاميرون ونيجيريا والكونغو، لافتا أن العامين الماضيين تزايدت الصادرات إلى أفريقيا بمقدار 2.16 مرة.

يتم حاليا دراسة أدوات جديدة لإقراض مشتريات الدول الإفريقية لمنتجاتنا الصناعية، منوها بأن الوكالة الروسية لتأمين الاستثمارات تضمن التغطية التأمينية للقروض، كما يتم تشكيل صندوق استثمارى لتمويل هذه المشاريع.

توسيع كل مجموعة الصلات الاقتصادية والتجارية من الأهمية أن ننتقل بالتعاملات المالية الخاصة بالصفقات التجارية إلى عملات وطنية بما فى ذلك الروبل.

روسيا ستسعى  جاهدة لإعادة توجيه التدفقات النقلية اللوجيستية إلى بلدان الجنوب العالمي، فممر النقل الدولى الشمال الجنوب الذى نطوره يهدف إلى ضمان خروج البضائع الروسية إلى الخليج العربى والمحيط الهندى ومن هناك إلى القارة الآفريقية».

ضمان ربط ممر «شمال جنوب» بأفريقيا، وتشغيل خطوط الملاحة للسفن، وفتح المركز اللوجيستى فى أحد الموانئ على الشط الأفريقى الشرقى أمر جيد، روسيا لديها اتصالات تجارية

واقتصادية مباشرة مع 18 دولة أفريقية من خلال لجان مشتركة كان هدفها توطيد التعاون، مشيرا إلى أن روسيا تسعى لإقامة مزيد من اللجان مع باقى الدول الأفريقية.

هناك 35 ألف طالب روسى يتلقى التعليم فى أفريقيا، وسيتم منح المزيد من الفرص لعدد أكبر من الطلاب.

سعى روسيا  لفتح مزيد من الجامعات والمعاهد الروسية للدراسات العليا والتعليم المهنى وتدريب الكوادر والأساتذة فى كل المراحل داخل أفريقيا.

سيتم اقتراح  بشأن دمج المناهج الأفريقية والروسية معا؛ لنقل الخبرات الروسية هناك.

العام القادم سيبدأ نشاط اللجنة الدولية للغة الروسية لتعليم اللغة لكل من يهتم بالثقافة الروسية ويرغب فى تعليمها.

هناك 28 دولة أفريقية أنشئ فيها مركز تدريب المعلمين والأساتذة المتخصصين فى الدراسة الثانوية والحضانات والأطفال، وهذا فى إطار الحرص على زيادة عدد الطلبة الأفارقة فى روسيا.
أكد الرئيس الروسى أن بلاده أول من قدمت الدعم الصحى وقت جائحة كورونا لأفريقيا، وأن التعاون فى ازدياد ولن يتوقف عند هذه المراحل.

روسيا لديها 10 آلاف مؤسسة تعليمية طبية تقدم الخدمات لمواطنى القارة، خاصة فى مجال الوقاية من الأمراض وكشف الأمراض المعدية، مؤكدا أن بلاده عازمة على إرسال عشرات المختبرات للقارة.

روسيا تولى أهمية كبيرة للتعاون فى مجال اللياقة البدنية والرياضة، ومستعدة لتطوير الاتصالات والتعاون مع الفيدراليات الرياضية الأفريقية، وسيتم  تكثيف التعامل بين الجامعات الرياضية فى روسيا وأفريقيا وإجراء تبادلات جامعية ومسابقات مشتركة وبرامج للتوعية، داعيا الرياضيين الأفارقة للمشاركة فى المهرجان الدولى للجامعات الرياضية.

من المقرر إقامة فعالية ألعاب المستقبل فى مارس القادم بمدينة كازان الروسية، الذى يعد مزيجا شيقا للرياضات التقليدية والتكنولوجية العالية، وفرصة للدمج والمزج بين الرياضة الكلاسيكية والمتقدمة.

تعزيز التعاون فى مجال الاتصالات العامة مع القارة الأفريقية، وذلك من خلال تنظيم دورات تدريبية للعمال، والعمل الدؤوب لفتح مقرات لوسائل الإعلام الروسية فى أفريقيا مثل وكالة (تاس)، و(روسيا اليوم)، والجريدة الروسية.

اقترح الرئيس بوتين فكرة رسم فضاء معلوماتي موحد بين روسيا وأفريقيا، الأمر الذى سيمكن الجماهير فى أفريقيا وروسيا من الحصول على المعلومات المحايدة غير المنحازة والموضوعية.