وثيقة التأمين.. حصن أمان للمواشي

صورة موضوعية
صورة موضوعية

الثروة الحيوانية من الملفات التى لاقت اهتماما كبيرا غير مسبوق من قبل الدولة مؤخرا، كونها تعد من أهم روافد الأمن الغذائى التى تحقق التنمية المستدامة وتحافظ على هذه الثروة من الإهدار وتقليل الفجوة الاستيرادية وتوفير فرص العمل للمواطنين. ومن أبرز الاهتمامات التى حرصت الدولة على إعادة تفعيلها لتحقيق المصلحة العامة هو النظر مجددا لصندوق التأمين على الثروة الحيوانية وما يقدمه من خدمات ومزايا يحقق الأمن والحماية والتنمية لجميع الأطراف.

في سطور التحقيق التالى، تطرقت «آخر ساعة» إلى معرفة ما يقدمه صندوق التأمين على الثروة الحيوانية من خدمات للمربين والدولة، وكيف يمكن أن يحقق التنمية التى تسعى الدولة إلى الوصول إليها لتحقيق الاكتفاء الذاتى والتمتع بثروة حيوانية ذات جودة عالية طبقا للمواصفات القياسية العالمية.

◄ بروتين حيواني آمن وتقليل فاتورة الاستيراد.. أهم أهداف التأمين

في البداية يقول اللواء الدكتور إيهاب صابر، مساعد وزير الزراعة للخدمات البيطرية ورئيس مجلس إدارة صندوق التأمين على الثروة الحيوانية، إن صندوق التأمين يعد إحدى مؤسسات وزارة الزراعة الذى تم إنشاؤه عام 1959 لقانون 228 بقرار جمهورى ليقوم بالتأمين على الثروة الحيوانية بما تشمل من أبقار وجاموس وماعز وأغنام وإبل، نظير الرؤوس المملوكة ملكية خالصة للفلاح أو المشتراه عن طريق قروض من البنوك، وتبلغ رسوم التأمين 1.5 % من ثمن الماشية المحلية و3% من ثمن الماشية المستوردة، وللتخفيف على المُربين أصدر السيد القصير، وزير الزراعة قرارا بإجراء بعض التخفيضات على مبلغ التأمين لتصل النسبة إلى 1% للمحلى و2% للمستورد، مشيرا إلى أن وثائق التأمين على الثروة الحيوانية تنتشر على مستوى الـ 27 محافظة تحت إشراف الهيئة العامة للخدمات البيطرية عن طريق وحداتها المنتشرة فيما يقرب من 1800 وحدة بيطرية.

ويشير صابر إلى أن خطوات التأمين بسيطة جدا ولا يوجد بها أى تعقيد مطلقا، فكل ما يقوم به المُربى أو الفلاح هو التوجه لأقرب وحدة بيطرية مطالبا بالتأمين على رؤوس المواشى التى يمتلكها حتى وإن كانت واحدة فقط وتقوم لجنة من الطب البيطري بالتوجه لمكان تواجد الحيوان سواء كان فى المزرعة أو الحظيرة لفحصه والتأكد من سلامته وخلوه من أى أمراض أو أوبئة، ثم يتم ترقيمه برقم قومى ورقم تأمين يُثبت بأذن الحيوان، ليتم بعدها إخراج وثيقة التأمين خلال 24 ساعة وتكون سارية لمدة عام وقابلة للتجديد سنويا.

ويتمتع الفلاح خلال هذا العام المؤمن به بالحصول على العلاج الاقتصادى المجاني من الوحدات البيطرية ويحدد له نسب تعويضية تصل إلى 100% فى حالة إصابة الحيوان بأى من الأمراض الوبائية أو عند الذبح الاضطرارى والنفوق وأيضا السرقة وخيانة الأمانة والحريق، وفى حالة تجديد التأمين بدون وجود أى خسائر من السابق ذكرها يحصل المستأمن على تخفيض بنسبة 10% عند تجديد التأمين للسنة التالية.

ويضيف: الصندوق استطاع أن يؤمن على مليون وربعمائة ألف رأس ماشية حتى الآن من إجمالى سبعة ونصف مليون رأس ماشية، وأغلب الأنواع التى تم التأمين عليها من الأبقار والجاموس بنسبة تزيد عن 30% بما يعادل مليونًا ومائتى وخمسين ألف رأس، ونأمل أن يصل العدد إلى 100%.
فى حالة نفوق الحيوان فيتم صرف تعويض كامل بنسبة 100%. 

◄ اقرأ أيضًا | تنفيذًا لمبادرة تنمية وتطوير الريف المصري| الحكومة تواجه مشكلة اللحوم بـ«المشروع القومي»

◄ مزايا إضافية
ومن جانبه يؤكد الدكتور عصام إبراهيم، المدير التنفيذى لصندوق التأمين على الثروة الحيوانية والأستاذ بمعهد بحوث الصحة الحيوانية، أن الغرض الأساسى من إنشاء صندوق التأمين على الثروة الحيوانية هو التنمية والحفاظ على هذه الثروة، ويعمل الصندوق على توفير مزايا إضافية بجانب صرف التعويضات والرعاية الصحية، فالصندوق يمتلك مصنعين لإنتاج العلف المميز الذى يتم إنتاجه بتسجيل وترخيص من وزارة الزراعة وبرقابة مباشرة من المعمل المركزى للأغذية والأعلاف، ويقدم الصندوق العليقة بأسعار مناسبة جدا مقارنة بأسعار السوق، وتتميز هذه العليقة بأنها متزنة ومناسبة لإعطاء معدل تمثيل غذائى عالٍ وسريع مما يعجل من عملية التسمين، ويكون هناك مردود اقتصادى جيد لمالك الماشية وتحقيق أقصى استفادة فى فترة زمنية قصيرة فضلا عن أن كمية التصافى للحيوان عند ذبحه تكون عالية عن غيره وبالتالى يعود ذلك بالنفع على الدولة واستثماراتها.

وتابع: تم عقد اتفاق بين وزارة الزراعة ووزارة التموين على توفير حصة الردة أو النخالة من المطاحن الحكومية للمستأمنين على الصندوق من الثروة الحيوانية بأسعار مناسبة جدا، فضلا عن تحصين الحيوان ضد الأمراض الوبائية.

كما قام الصندوق بعقد بروتوكولات تعاون مع الشركات التى تقدم خدمات يستفيد منها المربي أو المزارع لتوفير كل الأمور الحياتية له بنسبة خصم من 5: 20٪ على جميع المنتجات المقدمة للمستأمنين بصندوق التأمين على الثروة الحيوانية.

وفي السياق، توضح الدكتورة هبة مسعود، الطبيبة البيطرية بصندوق التأمين على الثروة الحيوانية بمحافظة كفر الشيخ، أن الوزارة تقدم العديد من حملات التوعية للفلاحين والمربين سواء كان ذلك فى الأسواق أو إذا كانت مصاحبة للجان التحصين بالإضافة لتنفيذ ندوات إرشادية فى جميع قرى مصر والجمعيات الزراعية لتوعية الفلاح بضرورة التأمين والتحدث معهم على أرض الواقع لإزالة العقبات التى مازالت تدور بأذهانهم بأن الصندوق مشروع استثمارى ورفضهم لدفع مبالغ التأمين خوفا من عدم الحصول على المقابل كما يجب. 

وترى أن استجابة الفلاحين للاشتراك بصندوق التأمين على الثروة الحيوانية تخطت نسبة 40% بينما كانت فى وقت سابق لا تتعدى الـ10% والتى كانت أغلبها تحدث كشرط إجبارى ضمن شروط قروض البنوك، ونأمل أن تصل النسبة إلى مائة بالمائة.