«الناتو» وأوكرانيا يدينان بشدة قرار روسيا الانسحاب من صفقة الحبوب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أدان مجلس الناتو وأوكرانيا، اليوم الأربعاء، بشدة قرار روسيا الانسحاب من صفقة الحبوب في البحر الأسود ومحاولاتها المتعمدة لوقف الصادرات الزراعية الأوكرانية التي يعتمد عليها مئات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم.

وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحلف أن الإدانة جاءت خلال اجتماع عقده الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرج لمعالجة الوضع الأمني الخطير في منطقة البحر الأسود بعد إنهاء روسيا أحاديًا لمبادرة حبوب البحر الأسود التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا، حيث جاء الاجتماع بناء على طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقد ترأس المجلس نائب الأمين العام ميرتشيا جيوانا.

وندد الحلفاء وأوكرانيا أيضا بالهجمات الصاروخية الروسية الأخيرة على أوديسا وميكولايف ومدن ساحلية أخرى، وهي الهجمات التي شملت هجوم موسكو بطائرة بدون طيار على منشأة تخزين الحبوب الأوكرانية في مدينة ريني الساحلية على نهر الدانوب، القريبة للغاية من الحدود الرومانية. 

وأشار الحلفاء إلى أن منطقة التهديد الروسية الجديدة في البحر الأسود، داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لبلغاريا، تمثل مخاطرة وسوء تقدير وتصعيد للأوضاع، فضلاً عن أنها تشكل عوائق خطيرة لحرية الملاحة.

وحمل الأمين العام للناتو روسيا المسئولية الكاملة عن أعمالها الخطيرة والتصعيدية في منطقة البحر الأسود، مشيرا إلى أنه يجب على موسكو أن تكف عن تهديد الأشخاص الأكثر ضعفاً في العالم بعدم الاستقرار الغذائي. 

وأضاف أن تصرفات روسيا تشكل أيضًا خطرا كبيرا على استقرار منطقة البحر الأسود، والتي تعتبر ذات أهمية استراتيجية لحلف شمال الأطلنطي، مؤكدا أن الحلفاء يكثفون دعمهم لأوكرانيا ويزيدون مستوى يقظتهم، وسوف يظلوا على استعداد للدفاع عن كل شبر من أراضيهم ضد أي عدوان.

◄ اقرأ أيضًا | زاخاروفا: تدخل الناتو في منطقة «جنوب القوقاز» سيؤدي لزعزعة الاستقرار

وأوضح ستولتنبيرج أن حلفاء الناتو سيكثفون عمليات المراقبة والاستطلاع في منطقة البحر الأسود، بما يشمل طائرات الدوريات البحرية والطائرات بدون طيار، منوها إلى أن الناتو عزز بالفعل وجوده في المنطقة بشكل كبير العام الماضي بعد بدء الهجمات الروسية على أوكرانيا، حيث نشر مجموعتين قتاليتين جديدتين متعددتي الجنسيات في بلغاريا ورومانيا.

ومن جانبه، قال جيوانا إن روسيا تواصل إبداء عدم احترامها المطلق للقانون الدولي وللمواطنين في جميع أنحاء العالم الذين يعتمدون على الحبوب الأوكرانية، كما تهدد روسيا السفن المدنية وترهب المدن المسالمة وتدمر أجزاء من التراث الثقافي العالمي بضرباتها العسكرية، إلا أن حلفاء الناتو يحافظون على اتحادهم وتضامنهم مع دول منطقة البحر الأسود، وسوف يواصلون حماية بعضهم البعض بجانب دعم أوكرانيا لأطول فترة ممكنة.

من ناحية أخرى، رحب الحلفاء بجهود تركيا المستمرة لتنشيط صفقة الحبوب، وجهود الحلفاء الآخرين - بما في ذلك بلغاريا ورومانيا - وكذلك الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لتمكين استمرار تصدير الحبوب الأوكرانية برا وبحرا. أوضح الحلفاء أيضًا أنهم سوف يستمرون في تزويد أوكرانيا بالمساعدات العسكرية والاقتصادية والإنسانية الرئيسية.

يذكر أن اجتماع اليوم يعتبر الاجتماع الثاني لمجلس الناتو وأوكرانيا، بعد اجتماعه الأول الافتتاحي في قمة فيلنيوس في وقت سابق من يوليو الجاري، حيث تم إنشاء المجلس بهدف بحث الناتو سبل توفير المساعدات اللازمة إلى أوكرانيا.

وقد انضم إلى الاجتماع الثاني سفراء الناتو بجانب دولة السويد الشريكة عن طريق الفيديو، وكذلك أولكسندر كوبراكوف نائب رئيس الوزراء الأوكراني ووزير المجتمعات والأقاليم والبنية التحتية، واللواء العام أولكسي هروموف نائب رئيس مديرية العمليات الرئيسية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية.