الأكل والتدخين والموبايل من المحظورات| ماذا يحدث داخل «كنترولات» امتحانات الثانوية؟

صورة موضوعية
صورة موضوعية

■ كتب: أحمد جمال

أمام مقر المدينة التعليمية بمدينة «السادس من أكتوبر» تصطف سيارات الإسعاف والحماية المدنية وغيرها من الجهات المسئولة عن عملية تأمين تصحيح امتحانات الثانوية العامة، التى يدور أغلبها في مركز التصحيح الرئيسي هناك، وتعد هذه «الصومعة الحصينة» مسرحًا لعمليات ما قبل إعلان النتيجة النهائية المقررة في مطلع أغسطس المقبل، بحسب ما أعلن الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم.

«آخرساعة» مع المشاركين في عملية تصحيح الامتحانات لكشف جانب كبير مما يدور داخل كنترولات الثانوية العامة، والتى تأخذ شكلاً مغايراً لما كانت عليه فى السابق مع اعتماد التصحيح الإلكتروني قبل ثلاث سنوات، ومنذ إقرار امتحانات البابل شيت، لكن هذا العام كان شاهداً على تدشين كنترولات صغيرة فى 10 محافظات لتصحيح الأسئلة المقالية.

عادة ما يصل إسماعيل وهو اسم مستعار لأحد المشاركين فى الكنترول الرئيسى بالمدنية التعليمية - وهو مقر التصحيح الإلكترونى لامتحانات الثانوية، إلى عمله فى الثامنة صباحًا، وقبل أن تطأ قدماه المقر يجرى التأكد من التزامه بكافة المحظورات التى تقرها وزارة التربية والتعليم لضمان سرية التصحيح والتى يأتى على رأسها عدم اصطحاب الهاتف المحمول وحظر التدخين ومنع دخول المأكولات إلى أماكن أجهزة الكمبيوتر التى يتم من خلالها تصحيح الأسئلة الموضوعية أى (الاختيار من متعدد).

◄ الخطوات
بحسب ما أكده المعلم الذى تحدث شريطة عدم الإفصاح عن اسمه، فإن البداية تكون من إجراءات التسليم وتسلم أوراق الأسئلة والتأكد من عدم وجود أخطاء فى أرقام الجلوس، وتقسيم ورقة الامتحان إلى جزءين الأول يرتبط بالأسئلة الموضوعية (الاختيار من متعدد) والآخر بتعلق بالأسئلة المقالية.

ثم بعد ذلك تنقل ورقة البابل شيت وهى الخاصة بأسئلة الاختيار من متعدد إلى غرف كبيرة تضم مجموعة من أجهزة الكمبيوتر ويتم إدخال الورقة أسفل الماسح الضوئى متصل بجهاز كمبيوتر مثبت عليه برنامج متخصص فى التصحيح الإلكتروني، والذى يقوم بقراءة إجابات الطلاب ومقارنتها بالإجابات الصحيحة ثم يمنح درجة الطالب فى كل مادة، وفى الأغلب يكون المسئول عن ذلك موظفو التطوير التكنولوجي ممن ليس لديهم ارتباط مباشر بالعملية التعليمية وتشبه كمن يقف أمام ماكينة تصوير وينتظر الانتهاء منها.

◄ اقرأ أيضًا | بدء المرحلة الثانية لأعمال تقدير درجات امتحانات الثانوية العامة

◄ مصلحة الطالب
يبقى الجهد الأكبر بحسب ما يوضح المصدر ذاته، من خلال المعلمين المشاركين فى الكنترول عبر مراجعة أوراق إجابات الطلاب والتأكد من عدم وجود أسئلة قام أى من الطلاب باختيار إجابتين فيها، وفي حال وجد المعلم أن الطالب ألغى إجابة وقام بتظليل أخرى يتم الرجوع إلى نتيجة السؤال وتعديلها ومنحه الدرجة فيها، وهو ما يجعل دور الكنترول الرئيسي يتمثل فى المراجعة وليس تصحيح الأوراق كما كان يحدث في السابق.

الجزء الثانى من ورقة الامتحان والمتعلق بالأسئلة المقالية يتم تصحيحها عبر الجهد البشري، وبحسب ما أكده المصدر فإنه يتم إرسالها أما إلى لجان الكنترول الفرعية التى استحدثتها وزارة التربية والتعليم فى 10 محافظات أو إرسالها عبر التابلت إلى معلمين يتواجدون فى منازلهم ويشاركون فى عملية التصحيح ويصل السؤال الواحد إلى معلمين لا يعرف أحدهما الآخر وقد يكون أحدهما فى محافظة والثانى في محافظة أخرى.

ويقوم كلا المعلمين بإرسال الدرجة وتفاصيل عملية التصحيح مرة أخرى إلى الكنترول الرئيسي فى المدنية التعليمية، وفى حال منح المعلمين درجة واحدة للسؤال يتم اعتمادها أما فى حالة اختلافها بين معلم والآخر فإنها تؤول إلى معلم ثالث يفصل بينهما، وهو ما يساعد على أن يحصل كل طالب على حقه وبما يقلل من الأخطاء البشرية.

◄ بدء المراجعة
ويلفت المصدر إلى أن التصحيح يكون ورقيًا داخل المركز الرئيسى للتصحيح فى حالة تصحيح أوراق إجابات كراسات إجابات طلاب الدمج، والتى لديها معايير محددة فى التصحيح تختلف عن امتحانات الثانوية العامة، مشيراً إلى أن كنترولات الثانوية العامة انتهت تقريبًا من عملية تصحيح الامتحانات وبدأت فى عملية المراجعة ومن المقرر إرسال النتيجة إلى وزير التربية والتعليم خلال هذا الأسبوع لإقرارها بشكل نهائى وتحديد موعد إعلانها.

لم يعد العمل داخل الكنترول شاقًا ملثما كان الوضع قبل اعتماد التصحيح الإلكتروني، بالتالى فإن عدد ساعات تواجد المقدرين والعاملين فى المدنية التعليمية تقلص، وبناء عليه يتم الالتزام بالمحاذير الخاصة باصطحاب الطعام وكذلك حظر التدخين وعدم اصطحاب أجهزة الهاتف المحمول.

◄ الأخطاء منعدمة
ووفقًا لمصدر آخر في الكنترول الرئيسي، فإن أوراق الإجابات يتم إرسالها إلى الكنترولات الفرعية أولاً وهناك تتم مراجعة تسلسل الأسماء وأرقام الجلوس والتأكد من عدم وجود أى أخطاء وإرسالها فى مظاريف إلى الكنترول الرئيسى فى المدنية التعليمية، وتستكمل عملية تسليم وتسلم الأوراق، وتتم عملية تقسيم الأوراق وفقًا لنماذج الامتحان وهى أربعة نماذج يختلف فيها توزيع الأسئلة.

يؤكد المصدر الذى كان على دراية أيضَا بما يدور فى الكنترولات الورقية فى السابق، أن نسبة الأخطاء فى التصحيح الإلكترونى تكون معدومة ولا مجال لأى أخطاء مع الاعتماد على الكمبيوتر فى التصحيح إلى جانب الاستعانة بالعنصر البشرى فى عملية المراجعة، لافتًا إلى أن الأخطاء السابقة دائما ما تكون فى أثناء عملية جمع الدرجات والتى ينتج عنها وجود خطأ أو اثنين بين كل 1000 ورقة.

ويضيف أن الكنترولات الورقية لم تكن تتوفر فيها معدلات الالتزام بالنسبة للمشاركة فى أعمال الكنترول كما يحدث حاليًا لأن المكوث فترات طويلة قد تصل إلى 15 ساعة يوميًا يجعل من المستحيل تحقيق الاشتراطات والتى يأتى على رأسه حظر استخدام المحمول ومنع التدخين داخل غرف التصحيح.

ويشير إلى أن بعض المشاركين فى عملية التصحيح يعتادون توزيع مهام اصطحاب الطعام ويكون تشاركيا بين المعلمين، ويكون ذلك تحديداً فى وجبات الغداء والعشاء أما الإفطار فيكون عبر أى من المطاعم القريبة من الكنترول.

◄ تأكيدات الوزير
وكان الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم، أكد فى تصريحات سابقة، أن تصحيح الأسئلة المقالية التى تم إقرارها هذا العام، سيكون من معلمين لكن بعد إرسال الإجابات إليهم من خلال التابلت، وسيجرى تحديد طريقة التصحيح لكل معلم، متى يضع نصف درجة ومتى يضع درجة، وكل سؤال سيجرى تصحيحه من خلال اثنين مصححين، وإذا اختلفا فى تقدير الدرجة ستذهب ورقة الطالب لمصحح ثالث للفصل بينهما.

أوضح أن الوزارة سيكون لديها 7 مراكز تصحيح، وسيكون مع كل معلم تابلت للتصحيح من خلاله، مشيرا إلى أنه سيجرى تصحيح نسبة من الامتحانات بشكل ورقي، لتدقيق التصحيح الإلكتروني.

وأشار وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إلى أنه سيجرى عمل تدقيق للتصحيح الإلكترونى بمعرفة المقدرين، مشيرا إلى أن التصحيح سيجرى بشكل مركز فى السادس من أكتوبر، وفى حالة التظلم سيجرى تسليم الطالب ورقة الإجابة البابل شيت والأسئلة، وهناك باركود لإثبات صحة ورقة الطالب وحتى يطمئن بشكل كبير أثناء التظلم.

وأوضح الوزير أن تصحيح امتحانات الثانوية العامة يتم بشكل إلكترونى بالكامل، دون أى تدخل بشري، ولذا قامت الوزارة باستحداث نظام تظليل أرقام الجلوس ليتم قراءتها بشكل إلكترونى على أجهزة التصحيح الإلكترونى دون أى تدخل بشري، مشيراً إلى أنه قبل البدء فى أى مادة يتم عرض نموذج الإجابة على 10 من الخبراء المتخصصين لمراجعته مراجعة دقيقة للتأكد من انضباطه.
متابعة وتفقد

وخلال الأسبوع الماضى تفقد الدكتور رضا حجازي، مركز التصحيح الرئيسى الإلكترونى لامتحانات الثانوية العامة، وأكد حرصه على أن يحصل كل طالب على حقه فى عملية التصحيح، وطمأن الطلاب وأولياء أمورهم على دقة عملية التصحيح الإلكتروني لأوراق الأسئلة (المقالية والبابل شيت)، والتى تمر بالعديد من المراحل الدقيقة التى تخضع لنخبة من الكوادر ذات الخبرات المتميزة لضمان تحقيق الدقة والجودة.

واستعرض الوزير داخل المركز مختلف الإجراءات والمراحل المختلفة التى تمر بها عملية التصحيح الإلكترونى والمراجعة والتدقيق لأوراق الإجابة، حيث إن التفاصيل فى ورقة إجابة البابل شيت أو ورقة إجابة الأسئلة المقالية تخضع لمراجعات دقيقة العديد من المرات، سواء فيما يتعلق ببيانات الطالب ورقم جلوسه أو فيما يتعلق باختيارات الإجابة فى البابل شيت أو الإجابة فى ورقة إجابة الأسئلة المقالية.

وأشاد الوزير بجهود الكوادر المتميزة القائمة على عملية التصحيح وما لديهم من خبرة فى هذا المجال، وذلك وفق تصريحات مركز معلومات مجلس الوزراء عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».