عاجل

عروس البحر المتوسط تتألق في عيدها القومي.. باقة من المشروعات المتكاملة

الإسكندرية
الإسكندرية

معادلة سحرية ومسارات متوازية أعادت لعروس البحر شبابها، لتضعها من جديد في مصاف المدن الجاذبة عالميا، تخطيط بمنهج علمي يليق بمعالم وآمال الجمهورية الجديدة وتنفيذ متقن للمخطط الاستراتيجي للإسكندرية 2032، باقة من المشروعات المتضافرة حظيت بها المدينة، بدأت باستبدال البؤر العشوائية بمشروعات إسكان حضارية، ومجموعة من المحاور والطرق والكباري تفتحت بها شرايين الثغر، وتوسعات أفقية في الحيز العمراني، واكبتها قرارات حاسمة لوقف التوسع الرأسي المخيف لمخالفات البناء، رؤية متكاملة تراعي آدمية البسطاء في حياة كريمة ومناطق حضارية، وتتوازى معها إحياء معالم عروس المتوسط، وحمايتها من التدهور ومن تأثير التغيرات المناخية، وتضيف إليها لمسات متأنقة تجمع بين نقلة مبهرة للحداثة مع الحفاظ على عراقة تراثها.

اقرأ أيضا| ذوو الهمم الأكثر سعادة في أحضان شواطئ عروس البحر

أهالي الثغر يشعرون باعتزاز بمجموعة من المشروعات القومية التي تحققت وأصبحت واقعا على الأرض، ومنها مشروع "تطوير ميدان محطة مصر والسوق الحضاري" ومبنى السكك الحديدية التاريخي، ومشروع نفق وكباري السادات، والذي ساهم في حل مشكلة مرورية مزمنة في شرق الإسكندرية، ومشروع تطوير حلقة السمك، والتي كانت آيلة للسقوط، والبدء في ترميم المبنى، وتطويره وفق أحدث النظم العالمية الحديثة لخدمة أهالي الإسكندرية وضيوفها.

وكذلك مشروعات الطرق لإنها من أهم المشروعات المُنفذة بالإسكندرية، وعلى رأسها مشروع محور المحمودية، ومشروع محور المشير أبوذكري (محور التعمير)، بالإضافة إلى تنفيذ أعمال تطوير وتكريك بحيرة مريوط، والتي تمت بتوجيهات مباشرة من الرئيس السيسي من أجل حماية الثروة السمكية ومضاعفتها، وتوفير فرص عمل للصيادين والحفاظ على أرزاقهم، فضلا عن الشكل الحضاري لهذه البحيرات.

شبكة للأمطار

اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية يؤكد أن مشروع الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار بالإسكندرية، يعتبر من أهم المشروعات التي تشهدها المحافظة حاليا، والذي بدأ منذ العام الماضي في إنشاء شبكة صرف مياه أمطار منفصلة بالكامل عن شبكة الصرف الصحي، بتكلفة 1.4 مليار جنيه، وبدأ المواطن السكندري يشعر بأن المشكلة بدأت تقل حدتها في المناطق التي تم تنفيذ شبكة صرف الأمطار فيها.

ولفت المحافظ إلى أن المشروع يهدف إلى الفصل الجزئي لشبكات الأمطار والصرف الصحي في بعض المناطق المتضررة من تداعيات التغيرات المناخية في موسم نوات الشتاء على أقرب مسطح مائي مباشر، ويتم تنفيذ الاستراتيجية على عدة مراحل، حيث تشمل المرحلة الأولى تنفيذ مشروعات تستهدف حل مشكلات تراكم وتجمع مياه الأمطار.

وأوضح المحافظ أنه تم الانتهاء من ثلاثة مشروعات خلال ثلاثة أشهر فقط، بمناطق: الشاطبي، وكليوباترا، ولوران، داخل أحياء وسط وشرق والمنتزه أول، وتم البدء في تنفيذ ثلاثة مشروعات أخرى: تضمنت مشروعات المرحلة الأولى من الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار في نطاق أحياء شرق والمنتزه أول، وذلك في منطقة سموحة (النقل والهندسة- ميدان فيكتور عمانويل) وسيدي بشر (محمد نجيب وخالد بن الوليد وشارع 57)، وتعد جميع هذه المناطق نقاطا ساخنة في أوقات النوات وأماكن لتراكم مياه الأمطار بكميات كبيرة، والتي كانت تعيق الحياة الطبيعية للمواطنين أثناء فترات النوات، بسبب عدم استيعاب شبكة الصرف الصحي لكميات الأمطار الهائلة التي تتعرض لها المحافظة في فترة قصيرة.

وأكد محافظ الإسكندرية أن القيادة السياسية تخطو بخطوات ثابتة للتصدي لمخاطر التغييرات المناخية، وذلك من خلال حزمة من المشروعات القومية الكبرى، والتي كان للإسكندرية نصيب كبير منها؛ وعلى رأسها: مشروعات حماية شواطئ الإسكندرية من ظاهرة النحر، وكذلك حماية المناطق المعرضة للخطر بسبب ارتفاع منسوب المياه.

حماية بحرية

ولفت إلى أن محافظة الإسكندرية قامت بالتعاون مع الهيئة العامة المصرية لحماية الشواطئ بتخصيص مليارات الجنيهات لإنشاء أعمال الحماية البحرية بطول الساحل أمام محافظة الإسكندرية، وذلك لحماية طريق الكورنيش من العواصف والنوات؛ مضيفًا أن مشروعات حماية الشواطئ تهدف إلى حماية البنية التحتية والمنشآت التاريخية مثل قلعة قايتباي، والثقافية مثل مكتبة الإسكندرية؛ مع عمل توسعة لطريق الكورنيش، وزيادة الأماكن المخصصة للسائحين والمصطافين من خلال زيادة المنطقة الشاطئية، وتوفير أماكن للرياضات المائية، وتنفيذ مشروعات استثمارية اقتصادية وسياحية وترفيهية، بالإضافة إلى توفير فرص عمل من خلال تنشيط السياحة والمشروعات الاستثمارية، واستحداث بعض الشواطئ الرملية التي اندثرت بسبب توسعة الكورنيش أو النحر.

وتنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسي، بتوفير حياة كريمة للمواطنين ورفع العبء عن كاهل الأهالي في المناطق الأشد احتياجًا، فقد تعاونت المحافظة مع صندوق التنمية الحضرية التابع لرئاسة مجلس الوزراء لتطوير ورفع كفاءة 6 مناطق غير مخططة هي (العصافرة قبلي، وسيدى بشر، ودانا والمحروسة، وعزبة محسن، والدخيلة الجبل، والحضرة الجديدة)، وذلك بعد أن تم إدخال العديد من الخدمات لها مثل: (تنفيذ مشروعات صرف صحى لخدمة المناطق، وإنارة الشوارع، ورصفها عقب الانتهاء من المشروعات الخدمية)، وقد بلغت إجمالي تكلفة أعمال التطوير في المناطق الستة نحو 721 مليون جنيه.

وأضاف المحافظ أن نسبة إنجاز أعمال التطوير بمنطقة الدخيلة حتى الآن قد بلغت 100%، وقد بلغت نسبة إنجاز أعمال التطوير بمنطقة العصافرة قبلي 100%، أما عن منطقة سيدي بشر قبلي فقد بلغت أعمال التطوير 95%، وفي عزبة محسن الكبرى بلغت نسبة التطوير 98%، و في دنا والمحروسة بلغت نسبة إنجاز الأعمال 92%، وفي الحضرة الجديدة بلغت نسبة إنجاز الأعمال 98%.

وأشار محافظ الإسكندرية إلى أنه سيتم قريبا البدء في تطوير ورفع كفاءة منطقة المعمورة البلد، بتكلفة تقدر بنحو 2.5 مليون يورو، بتمويل من الاتحاد الأوروبي والوكالة الألمانية وصندوق التنمية الحضرية، ومن المقرر إقامة العديد من المشروعات بهذه المنطقة منها: رصف منطقة حوض الطماطم، وإنشاء مبنى جديد بمدرسة الشهيد محمد رمضان لتخفيف الكثافة الطلابية في الفصول، وإنشاء مبنى بمستشفى أبو قير العام، وأعمال تطوير لوحدتين صحيتين لخدمة أهالي المنطقة، بالإضافة إلى تطوير غرفتي كهرباء تخدما المنطقة وغيرها من أعمال التطوير.

مشارف العامرية

ولفت إلى المشروعات القومية لتطوير المناطق غير الآمنة، وأهمها منطقة غيط العنب التي تحولت إلى منطقة بشائر الخير، حيث شهدت تنفيذ 84 ألف وحدة، لسكان كافة المناطق غير الآمنة، كما بدأ استيعاب سكان المناطق غير المخططة ضمن هذا المشروع، ومنطقة طلمبات المكس، كأحد المناطق غير الآمنة، التي نجحت الدولة في إزالتها وبناء مكان بديل، بالإضافة إلى قيام الدولة بتنفيذ مشروعات بديلة وتوسع عمراني يوفر بدائل للشباب السكندري منها مشروع مدينة "مشارف" بالعامرية، وتشهد تشييد حوالي 80 ألف وحدة إسكان متنوعة، لتناسب كافة احتياجات الأسر السكندرية بكافة مستوياتها، وتوفير مجتمع متكامل يضم كافة الخدمات.

أما أبرز مشروعات الطرق داخل نطاق المحافظة خلال العام الحالي، فهي رصف 114 شارعا بنطاق جميع الأحياء هذا العام ضمن الخطة الاستثمارية؛ أي بإجمالي أطوال تصل إلى 84 كيلو متر، وقد تم تخصيص 170 مليونا هذا العام لرصف شوارع الإسكندرية، وقد تم مراعاة الاستجابة لشكاوى المواطنين والشوارع التي تخدم كثافة سكانية عالية، بالإضافة إلى الشوارع التي تخدم أماكن خدمية كالمدارس والمستشفيات، بالإضافة إلى خطط إعادة الشيء لأصله عقب انتهاء شركات المرافق من أعمالها.

وأوضح المحافظ أنه استجابة لمطالب المواطنين بشأن رصف شارع الترعة المردومة فقد تقرر إدراجه ضمن أقرب خطة لرصف الطرق، كما إنه من المقرر استكمال أعمال رصف شارع مصطفى كامل.

وأضاف المحافظ أن افتتاح مشروع (تطوير وتخطيط ميدان محطة مصر) يُعد استكمالا لمسيرة التنمية والإنـجازات التي تتم فى المحافظة، كما تشرفت الإسكندرية بافتتاح رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي (الممشى السياحي بكباري ونفق السادات)، والذي صُمم ليمثل الشكل الحضاري والهوية البصرية المميزة لمدينة الإسكندرية وتشجيع مواطني الإسكندرية على التريض والتنزه.

مترو أبو قير

وأكد محافظ الإسكندرية إن وزارة التعاون الدولي وقعت اتفاقًا مع البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية "AIIB" للمشاركة في تمويل مشروع مترو أبوقير بالإسكندرية بقيمة 250 مليون يورو، وهو ما يعزز تنفيذ المشروع الذي يهدف إلى تطوير خط سكة حديد أبوقير الذي يربط وسط الإسكندرية بمنطقة أبوقير شمال شرق المحافظة ليصبح نظام "مترو كهربائي" يسهم في خفض التكدس المروري بالإسكندرية، ويدعم التحول إلى وسائل نقل صديقة للبيئة ويقلل الانبعاثات الضارة، حيث تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 1.5 مليار يورو بتمويل مشترك من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وبنك الاستثمار الأوروبي والوكالة الفرنسية للتنمية والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.

وأضاف الشريف أن المشروع من أهم المشروعات التي تدعم جهود الحكومة المصرية لتعزيز وسائل النقل صديقة البيئة وخفض انبعاثات الكربون، مؤكدا أن المشروع يعمل على تحسين الظروف المعيشية للمواطنين بسبب توفير الوقت والتكلفة، وتحفيز السكان على استخدام وسائل النقل العام، وتحسين صورة الإسكندرية أمام زوارها.

كذلك يأتي مشروع تطوير حلقة السمك التاريخية بمنطقة الأنفوشي، حيث تعدت معدلات التنفيذ لأعمال إنشاء مشروع حلقة سمك حضارية وسياحية تليق بعروس البحر الأبيض المتوسط نسبة الـ 85%، ومن المقرر الانتهاء منه خلال من 3 إلى 4 أشهر، بناء على تخطيط وجهد علمي قدمه أساتذة كلية الهندسة وجميع القائمين على المشروع.

وحول ملف الرقمنة باعتباره أحد الملفات التي تعمل الدولة على تطويره.. أشار الشريف إلى أن منظومة التحول الرقمي تأتي في إطار توجيهات القيادة السياسية نحو التحول الرقمي وحوكمة الخدمات وتحقيق الشمول المالي، مضيفًا أن هناك تنسيقا كاملا على كافة الأصعدة بين المحافظة وبين وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية ووزارة التنمية المحلية حتى تعمل هذه المنظومة بكل فاعلية بالأحياء.

وأوضح محافظ الإسكندرية أنه تم الانتهاء من الميكنة الكاملة لعدد 9 مراكز تكنولوجية بالأحياء، بالإضافة إلى إطلاق خدمة "QR Code" الموحد وهو من الخدمات الجديدة التي تقدمها المحافظة، والتي تتيح للمواطن الوصول إلى كافة الخدمات المقدمة داخل المراكز التكنولوجية أو خدمات الأماكن الأخرى.

المخطط يسير على قدم وساق لإعادة عروس البحر كواجهة سياحية متكاملة، حيث تتمتع المدينة بمقومات وإمكانيات هائلة سواء على صعيد السياحة الثقافية والدينية والتاريخية، فالمدينة تتمتع بالعديد من عوامل الجذب السياحي؛ فهي مدينة تاريخية، وبها الكثير من الأماكن الأثرية والسياحية، والتراثية، والثقافية المتميزة، وتزخر بمجموعة مميزة من المزارات السياحية، والدينية، كما أنها ملتقى للحضارات على مر العصور، مما يجعلها مقصدًا سياحيًا وترفيهيًا للمصريين والأجانب من كل الجنسيات.

المحافظة بجميع أجهزتها تبذل أقصى ما في وسعها؛ للحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي الهائل الموجود على أرض الإسكندرية سواء من مواقع أثرية أو مواقع حضارية، بالإضافة إلى العمل على زيادة عوامل الجذب السياحي بالمدينة، من خلال تقديم كافة سبل الراحة لزوار المدينة سواء من المحافظات الأخرى أو من خارجها، من خلال رؤية استراتيجية لتطوير ورفع كفاءة جميع المواقع الأثرية والتراثية فى الإسكندرية؛ للحفاظ عليها وعودتها إلى سابق عهدها.

وأشار المحافظ إلى أن المدينة شهدت مؤخرًا افتتاح أقدم جبانة بالإسكندرية، وهي جبانة الشاطبي الأثرية بعد عملية ترميم استغرقت 3 سنوات، لحمايتها مما تعرضت له من آثار المياة الجوفية والظروف الجوية وتم فتحها للزوار، بالإضافة إلى أن المحافظة في انتظار افتتاح المتحف اليوناني الروماني، والذي تفقد رئيس الوزراء أعمال التطوير التي تتم في المنطقة المحيطة به خلال زيارته الأخيرة للإسكندرية، ومن المقرر أن يخلق عنصر جذب جديدًا للسياحة بالمدينة لما يضمه من قطع أثرية مبهرة.

وأوضح المحافظ أنه تم تطوير عدد من المتاحف والمقاصد السياحية بالإسكندرية، ومنها متحف المجوهرات الملكية، بالإضافة إلى المتحف اليوناني الروماني الذي يتم العمل على انتهاء تطويره بنهاية الشهر الجاري، مشيراً إلى أن هناك توجيهاً من الرئيس السيسي بعدم اقتصار التطوير على مبنى المتحف اليوناني الروماني، وإنما يشمل المنطقة المحيطة بالكامل، فضلاً عن أعمال تطوير حدائق المنتزة.

كما شهد ملف النظافة، تطورًا كبيرًا في المحافظة في الأونة الأخيرة، في ضوء توجيهات الرئيس السيسي بجعل مدينة الإسكندرية نموذجا يحتذى به في منظومة النظافة على مستوي المحافظات، فقد تم دعم منظومة النظافة بعدد 394 معدة جديدة متنوعه بقيمة 280 مليون جنيه.

وأكد المحافظ أن جميع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة تعمل باستمرار على رفع كفاءة المنظومة لتنال رضا الشارع السكندري عن منظومة النظافة، مشيرا إلى أنه تم تطبيق منظومة الجمع المنزلي والنمطي والنقل، وكذلك الكنس الآلي واليدوي بالشوارع، والخدمات المميزة وتشمل غسيل الشوارع والميادين والكبارى والأنفاق.