التحركات الأمريكية قبالة سواحل الصين .. دق طبول الحرب أم مجرد تحذير

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في أجواء مشحونة بالتوتر والمنافسة، تتعاظم الاحتقان بين العملاقين الأمريكي والصيني على خلفية النزاعات الاقتصادية والعسكريةن إذ اتخذ هذا الصراع بعداً جديداً عندما قررت البحرية الأمريكية الاستعانة بميناء سيدني الأسترالي لتشغيل سفينتها الحربية، مما يشكل أول حالة من نوعها في التاريخ.

الزعماء الأمريكيون والأستراليون يحاولون تبرير هذه الخطوة عبر التأكيد على أنها تجسد الالتزام بتعزيز التعاون المشترك في المحيط الهادي.

هذا القرار جاء متزامناً مع تنظيم واشنطن وكانبيرا لتدريبات عسكرية ضخمة شاركت فيها عدة دول، وقد تلقيت كرسائل بيانية لمكافحة الهيمنة الصينية الصاعدة وطموحاتها.

هذه التدريبات لم تقتصر على الولايات المتحدة وأستراليا فقط، بل شهدت مشاركة أكثر من 30 ألف جندي من 13 دولة، بينها فرنسا واليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا ونيوزيلندا وبريطانيا وألمانيا.

فيكتور جاو، الدبلوماسي الصيني السابق ورئيس الجمعية الصينية للدراسات الدولية، عبر عن قلقه من هذه التطورات ورأى أن أميركا تحاول سحب الصراعات إلى الصين عبر تلك التدريبات العسكرية التي تراها بكين كتهديد.

جاو أكد أن هذه التدريبات تعكس ما وصفه بـ"الهستيريا ضد النمو الاقتصادي للصين"، وأن القوة العسكرية الأمريكية لن تكبح هذا النمو. وأوضح أن الولايات المتحدة تعتبر الصين عدواً لدوداً، وأن حلفاءها يشاركونها في هذا الرأي.

ومن ناحية أخرى، اعتبر جون إراث، عضو مجلس الأمن القومي الأمريكي السابق، أن التدريبات العسكرية بين أميركا وأستراليا تعكس درجة عالية من التعاون بين البلدين. وأشار إلى أنه ليس هناك سبب قوي يدعو إلى نشوب صراع عسكري بين البلدين، حيث تتجاوز العلاقة بينهما النزاعات الاقتصادية والإستراتيجية فقط.

فلنقف على عتبات مشهد سياسي دولي متوتر، حيث يتصاعد النزاع بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين في ظل الخلافات الاقتصادية والعسكرية الدائرة. تأخذ هذه الصورة معالمها الحادة عندما تتجه البحرية الأمريكية نحو استخدام ميناء سيدني الأسترالي كمرفأ لسفينتها الحربية، وهو ما يمثل حادثة غير مسبوقة في السجلات التاريخية.