توصيات دولية بتعميم مبادرة «حق الطفل» بالأوقاف في كل الدول الإسلامية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

أكدت الدكتورة شوق النكلاوي مدرس أدب الطفل بكلية التربية للطفولة المبكرة جامعة مطروح أن وزارة الأوقاف نفذت من خلال مبادرة حق الطفل أنشطة تربوية داخل المساجد تعمل على جذب الطفل وربطه بالمسجد وتوجيهه التوجيه السليم وتدريبه على التعاون مع الآخرين مما يجنبه الوقوع فريسة للإرهاب، ومن ثم جاء دور البحث ليُجلي الدور التربوي للمبادرة في مكافحة الإرهاب استنادًا إلى آليات قد تبدو جديدة متمثلة في فن الحكي باعتباره أداة يمكن من خلالها الولوج إلى عقل الطفل ووجدانه، وهو الاتجاه الذي تبنته الدولة المصرية ممثلة في وزارة الأوقاف المصرية برعاية الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف من خلال مبادرة حق الطفل.


جاء ذلك خلال مشاركة الدكتورة النكلاوي في الملتقى العلمي: "الثقافة والفنون ودورهما في مكافحة الجريمة والتطرف" الذي نظمته جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، بالمشاركة مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وذلك بالعاصمة المغربية الرباط، والذي حضره لفيف من الوزراء والسفراء والمختصين من الجامعات العربية والإسلامية والجهات ذات الصلة.

اقرا ايضا | لجنة ضمان جودة الدعوة بالأوقاف تبدأ أولى جولاتها بالمرور على 4 مساجد 

 


وأكدت أن مبادرة حق الطفل مبادرة رائدة وسباقة تبنت أفكارًا غير تقليدية خرجت بالمسجد إلى دور أكثر شمولًا واتساعًا، وأنه من المتوقع أن تستفيد الجهات المختلفة في الدول العربية والإسلامية من تلك التجربة في تنفيذ برنامج حق الطفل، وربما فكرت في آليات أخرى مختلفة ومتنوعة لتحقيق الإفادة القصوى من مؤسساتنا التربوية لا سيما المسجد بوصفه المؤسسة الأهم لدى الفرد المسلم.


وأوضحت أنه كان "لمبادرة حق الطفل" دورها الكبير في التصدي للإرهاب الفكري بتعزيز القيم الإيجابية، من خلال الأنشطة المختلفة التي تم تقديمها داخل المساجد منها (ورش حكي، مسرح عرائس تربوي، ندوات، مسابقات فنية وعلمية) بمختلف المحافظات المصرية.


وهو الأمر الذي يؤكد على أهمية الدور التربوي للمسجد في تنمية قيم المواطنة، من خلال ما يسهم في تقديمه من رسائل تربوية للنشء والبعد عن القيم السلبية كالتعصب والتطرف وغيرها من القيم التي تتنافى مع قيم الدين الإسلامي، مما يهدد بطمس الهوية أمام هذا السيل الجارف من التطرف والانحرافات الفكرية والسلوكية التي تدعو الأفراد إلى الانغماس فيها، ومن ثم لن يتسنى للمسجد الوقوف أمام هذا الغزو، ومواجهة تلك التيارات الفكرية المضادة للإسلام وأفكاره ومبادئه، إلا من خلال وسائل وأساليب تساعد في تفعيل دوره تجاه التغيرات الاجتماعية والثقافية المختلفة.


ومن تلك الوسائل والأساليب ما قدمته وزارة الأوقاف المصرية من مبادرات بناءة في هذا الصدد من أهمها مبادرة "حق الطفل" التي شارك فيها كتاب وأدباء قدموا برامج تربوية متنوعة في قالب أكثر جذبًا للطفل وأقدر على استثارة خياله والتأثير في عقله ووجدانه؛ من خلال أشكال الفنون المتنوعة من القصص والحكايات والمسرح التربوي الهادف الذي يسهم في خلق جو من الألفة بين الطفل والمسجد لا بوصفه مكانًا لأداء الشعائر الدينية فحسب بل لممارسة أنشطة ثرية يحبها الطفل ويتفاعل معها؛ تسهم في تربيته تربية تقوم على الحوار ومناقشة الفكر بالفكر ونبذ العنف وهو الأمر الذي يرسخ لدور الثقافة والفنون كقوى ناعمة قادرة على أخذ زمام المبادرة في التصدي لكل ما يمكن أن يواجه المجتمعات من مظاهر العنف والتطرف.


وثمن جميع الحضور تلك المبادرة مؤكدين على كونها مبادرة مبتكرة تؤكد على الدور الحقيقي للمسجد والمؤسسات الدينية في تجديد الخطاب الديني لمخاطبة النشء تجديدًا حقيقيًّا وجاءت توصيات المؤتمر لتؤكد على ضرورة تعميم هذه التجربة المصرية الرائدة في المساجد في مختلف الدول العربية والإسلامية.