تقرير الطب الشرعي يكشف جريمة «عود القصب»

الضحية
الضحية

10 مارس الماضي،  تغيب محمد ثروت تركي، طفل ، مقيم عزبة الشرافنة في مدينة فرشوط، شمالي محافظة قنا، عن منزله، وسط حالة من القلق سيطرت على الجميع ، حول مصير الطفل المجهول،  خشية أن يُصاب بمكروه 

الأهل والأقارب يبحثون عنه في كل مكان .. هنا وهناك،  طرقوا كل الأبواب بحثًا عنه ولكن دون جدوى، بحثوا عنه في أركان منزله والمنازل المجاورة،  ذهبوا للبحث عنه في الترع والمستشفيات، وأماكن اعتاد الذهاب اليها، نشروا صوره على فيسبوك، « ياولاد الحلال فيه طفل تائه اسمه محمد من عزبة الشرافنة ودي صورته ياريت اللي يلاقيه يتواصل معنا على الأرقام المكتوبة «، لم يترك الأهل سبيل إلي وسلكوه .

مرت ساعات طويلة من البحث عنه ، والقلق والخوف بدأ يسيطر بشكل أكبر في قلوب الجميع،  تبدلت مشاعر الأمل في العثور عليه على قيد الحياة، والعودة إلى أحضان والدته، إلى الأمل حتى في العثور على جثته، من باب « إكرام الميت دفنه»، وبدأ البكاء يسيطر على الجميع،  فتارة يبكون بشدة،  وتارة يواسون بعضهم البعض، ويكذبون مشاعرهم فربما يعود قريبًا .

وبعد ساعات من البحث عنه، عثروا على جثته وسط الزراعات، يظهر عليها نهش حيواني، هنا بدأ الصراخ من صدمة المشهد، وأصبح الفراق عنوان الأيام القادمة .. مشاهد لهوه وفرحته في كل مكان، مرت سريعا في أذهان الجميع، وبدأ الحزن يسيطر عليهم،  وبما أصاب الطفل من مكروه.

مشاهد الحزن في مسرح العثور على الجثة، مرورا بنقله إلى المستشفى،  وانتظار الطب الشرعي أمام المشرحة، لمعرفة سبب الوفاة، حتى وإن كانت شبه معلومة ظاهريا بأنه ربما يكون نهش حيوان، أو الاصطدام بكتلة خرسانية،  صراخ النساء في المنزل والمنطقة، وانتهاء تصريح الدفن بعد تشريح الجثمان، وحمله في النعش، ودفنه بمقابر العائلة،  كانت محزنة للغاية،  لم يتحملها الأهل والأقارب،  خاصة والديه واخوته الفراق بهذه الطريقة،  لم يكن يتوقعها أحد .

وأثناء الانتهاء من اجراءات الدفن، ظن والديه، بأنه ربما لم يكن أصيب بنهش حيوان، فربما يكون هناك سر وراء العثور على جثته، خاصة لأن به اثار الاصطدام بجسم صلب، فربما يكون هناك وراء ذلك جريمة قتل .

بدأت الأجهزة الأمنية برئاسة اللواء علي العاصي، مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن قنا،  والرائد مصطفى القاضي،  رئيس المباحث الجنائية،  في عمل التحريات اللازمة،  والبحث عن خيط يحل اللغز، مع انتظار تقرير الطب الشرعي، الذي سيكشف هل هناك شبهة جنائية من عدمه .

توصلت التحريات إلى أن هناك خلافات عائلية بين أسرة المجني عليه، وأسرة عمته، ومن هنا بدأت الأجهزة الأمنية،  ترصد تحركات المجني عليه قبل وفاته، وتبين أنه تلاحظ وجوده بالقرب من عصارة قصب، تابعة لأسرة عمته، ثم اختفى بعدها .

وأثناء التحقيقات في القضية والوصول إلى أن ابن عمة المجني عليه هو القاتل، لم يصدق والد المجني عليه، قائلا :» انا مش مصدق اللي حصل مهما كانت الخلافات ازاى ابن اختى يقتل ابنى « ، ولم يتهم نجل شقيقته،  ولكن بعد التأكد عاد مرة أخرى ليتهمه، للحصول على حق نجله المتوفي على يد نجل عمته.

وكشفت التحريات،  أن محمد.ع، 17 عاما، ابن عمة المجني عليه، هرول خلفه ، بعد محاولة المجني عليه، الحصول على « عودين قصب»، ثم تعدى عليه بالضرب بقطعة خشبية اودت بحياته، وهو ما اكده تقرير الطب الشرعي، بأن هناك شبهة جنائية حول العثور على جثة الطفل.

ألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن قنا،  القبض على المتهم،  وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت الجهات المختصة لتتولى التحقيقات والتي كلفت وحدة المباحث بالتحري حول الواقعة وكشف ملابساتها.

اقرأ أيضًا : استخراج جثة شخصين لقيا مصرعهما داخل حفرة للتنقيب على الأثار بالإسماعيلية 


 

;