حرائق وجفاف وتدمير لـ «المحاصيل».. ما الدول التي يجب أن تدفع ثمن تغير المناخ؟

طائرة برمائية تساعد فى إطفاء الحرائق المشتعلة
طائرة برمائية تساعد فى إطفاء الحرائق المشتعلة

حرارة قياسية فى الصين، حرائق الغابات تجبر القرى السويسرية على الإخلاء، الجفاف يدمر المحاصيل الإسبانية، مع ارتفاع تكاليف تغير المناخ، يحتدم الجدل بين الحكومات من يجب أن يدفع الثمن؟


يأتى ذلك وسط محادثات المناخ التى عقدت قبل أيام بين الولايات المتحدة والصين، حيث حاول أكبر اقتصادين فى العالم إيجاد طرق للعمل معًا فى قضايا متعددة، بدءا من نشر الطاقة المتجددة إلى تمويل المناخ قبل قمة المناخ للأمم المتحدة هذا العام، COP28، فى دبى.


نظرًا للنمو الاقتصادى السريع للصين والانبعاثات المتزايدة، تزايد الضغط على بكين للانضمام إلى مجموعة الدول التى تقدم هذا التمويل. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن التوترات بين واشنطن وبكين تجعل من الصعب العمل معا فى أزمة تهدد الكوكب رغم أنهما من أكثر الدول الملوثة للمناخ، فقد أنهى المبعوث الأمريكى للمناخ، جون كيرى، زيارته للصين دون التوصل لاتفاقات جديدة حول التغير المناخى.


ومع ذلك، كان كيرى مرتاحا من نتيجة الرحلة لمجرد استئناف محادثات المناخ والتى جمدتها الصين منذ عام بسبب التوترات السياسية والقضايا الخلافية الأخرى بين واشنطن وبكين. وكان كيرى يأمل فى إقناع الصين بالبدء فى الحد من انبعاثات الكربون فى إطار زمنى أسرع من التعهدات السابقة، بالإضافة إلى التخلص التدريجى من استخدامها المكثف للفحم، وهو أسوأ أنواع الوقود الأحفورى على صعيد المناخ والبيئة.


فى المقابل، تمسك الرئيس الصينى، شى جين بينج، فى خطاب ألقاه بأن بلاده ستتابع أهدافها للتخلص التدريجى من التلوث بغاز ثانى أكسيد الكربون بطريقتها الخاصة. فقد أعلنت الصين أنها ستصل لذروة الانبعاثات قبل عام 2030 وستتوقف عن إضافة الكربون للغلاف الجوى بحلول عام 2060.
ويرى العلماء أن الدول الصناعية بحاجة لإجراء تخفيضات عميقة فى انبعاثات الكربون الآن لدرء الآثار الأكثر كارثية لتغير المناخ.
قدرت مؤسسة الأبحاث ODI المبلغ الذى يجب أن تدفعه كل دولة غنية بناءً على الدخل القومى للبلد، وانبعاثات ثانى أكسيد الكربون منذ عام 1990 وحجم السكان، وأن سبع دول فقط دفعت «نصيبها العادل» فى عام 2020 - الدنمارك وفرنسا وألمانيا واليابان وهولندا والنرويج والسويد.


حيث تتخلف الولايات المتحدة عن كل الدول المتقدمة الأخرى فى دفع حصتها العادلة فى تمويل المناخ ويعتبر الاتحاد الأوروبى المؤلف من 27 دولة، مجتمعة، أكبر مزود لتمويل المناخ، حيث ساهم بمبلغ 23.38 مليار يورو فى عام 2020.


وحتى الآن، فإن عددا من الدول الغنية لم تقدم مبالغ نقدية بالمبالغ التى وعدت بها. تم تحديد قائمة الدول الممولة خلال محادثات المناخ التى أجرتها الأمم المتحدة فى عام 1992، عندما كان اقتصاد الصين لا يزال أصغر من اقتصاد إيطاليا.


ستواجه البلدان المسئولية التاريخية فى COP28، حيث تسعى إلى إطلاق صندوق جديد لتعويض الدول الضعيفة عن التكاليف التى تتكبدها بالفعل فى الكوارث الطبيعية التى يغذيها المناخ وتقول صحيفة الفايننشال تايمز إن الطقس الذى حطم الأرقام القياسية الأيام الماضية ليس مجرد ظاهرة أوروبية بل ظاهرة عالمية. وحذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، من أن درجات الحرارة ستتجاوز 40 درجة مئوية فى أجزاء من أمريكا الشمالية وآسيا وعبر شمال أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط لأيام قادمة.

وأن بعض العلماء يشعرون بالقلق من أن العالم يقترب من نقطة تحول حيث تؤدى الحرارة إلى تغييرات لا رجعة مناخية فيها وأن الإجراءات المتخذة على المستوى السياسى أو العمل العالمى المنسق ليست على المستوى المطلوب لتجنب نتائج كارثية. وترى الصحيفة أن درجات الحرارة بلغت من الارتفاع ما يجعل من الضرورى على قادة العالم اتخاذ إجراءات للحد من الاحتباس الحرارى وفقا لاتفاقية باريس لعام 2015.