أبرمت اتفاقية بين روسيا وأوكرانيا بوساطة من تركيا والأمم المتحدة، في يوليو 2022، وفي إطار تنفيذ بنود الاتفاقية تبحر السفن المحملة بالحبوب عبر ممر في البحر الأسود بطول 310 أميال بحرية وعرض ثلاثة أميال.
وعندما اجتاحت روسيا الأراضي الأوكرانية في فبراير 2022، أغلق الأسطول الروسي موانئ على البحر الأسود، مما عطل تصدير 20 مليون طن من القمح، مما أدى إلى ارتفاع ملموس في أسعار الغذاء على نحو هدّد بحدوث نقص في المواد الغذائية بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والتي تستورد بلدانها كميات كبيرة من الحبوب الأوكرانية.
وقالت الدكتورة هدى الملاح، مدير المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى الاقتصادية، في تصريحات خاصة لـ "بوابة أخبار اليوم" عند سؤالها عن تأثير انتهاء اتفاقية الحبوب الأوكرانية على أسعار الغذاء حول العالم: "سوف يؤدي الى ارتفاع أسعار الحبوب خاصة القمح و الذرة"، ويعود ذلك إلى أن روسيا علقت الاتفاقية ولم تجددها، وكذلك سحبت جميع السلع المتواجدة في البحر الأسود وبذلك شنت غارات على أوكرانيا.
وتابعت الملاح، سيؤثر ذلك على مصر حيث أن الاستيراد سيكون له خسائر اقتصادية؛ بسبب ارتفاع سعر الدولار، مؤكدة على اننا نستهلك 19 مليون طن من الحبوب و الاكتفاء الذاتي حوالي 12 مليون طن، لذلك نحتاج لاستيراد 7 مليون طن، وذلك سيؤثر على مصر خاصة في ظل ارتفاع سعر الدولار .
وأعربت الملاح، أنه يمكننا أن نلجأ الى البدائل من المحاصيل التي قد صرحت عنها الحكومة المصرية مثل الذرة و البطاطا و الشعير، لافته الى أنه يمكن أن نوفر الـ 7 مليون طن القمح؛ من خلال الخلط بين البطاطا و القمح لحل أزمة الاقتصاد و الحد من استيراد الحبوب .
ورجحت الملاح، في تصريحاتها لـ "بوابة أخبار اليوم"، أن نتجه لتلك البدائل للحفاظ على اقتصادنا ولأن ذلك سيعود علينا بعائد اقتصادي و غذائي، خاصة أنه لن يعود على المواطن بـ أي أضرار بل أن تلك البدائل لها قيمة غذائية يمكنها حل الأزمة الاقتصادية والحفاظ على عملة الدولار، واستخدامها لسداد ديون الدولة .
كما كانت لفتت عبير عطيفة، المتحدثة الإعلامية في برنامج الأغذية العالمي، الى أن دول الشرق الأوسط وإفريقيا من المناطق التي ستتأثر بتعليق اتفاق الحبوب الأوكرانية.
وشددت عطيفة، على أن أوكرانيا لها دور رئيسي وحاسم في توفير الذرة والقمح بالأسواق العالمية، وبالتالي فإن تعليق الاتفاق سيؤثر على أسعار الحبوب والمواد الغذائية بشكل عام.
