من الآخر

أرض اللؤلؤ.. العلمين الجديدة

د. أسامة أبوزيد
د. أسامة أبوزيد

ما حدث على أرض مدينة العلمين الجديدة بالساحل الشمالى إنجاز بمعنى الكلمة، لا أقصد الاحتفالات البراقة التى يتحدث عنها العالم الآن فى كل المجالات والأنشطة المختلفة ولكن المقصود منها البنية التحتية والزمن القياسى الذى شيدت فيه السواعد المصرية هذا الصرح غير الطبيعى، كل ما يهتم به زائر العلمين الجديدة سواء كان مصريا أو أجنبيا أو من الأشقاء العرب موجود على أرض اللؤلؤ الجديدة، أقصد العلمين الجديدة.

من يضمن النجاح فى أى كرنفال رياضى أو فنى أو اجتماعى أو مؤتمرات كبرى لابد أن يضع نصب عينيه هذا المكان الساحر الذى بنى على أحدث طراز عالمى بل وربما  لايوجد  مثيل له فى أماكن عالمية ودول كبرى، وشاهدت مثل الملايين من المصريين هذا المكان قبل أن تأتى الفكرة والنقلة وتصبح المدينة واقعا، كان عبارة عن كتل رملية غير طبيعية ويظهر البحر بلونه الأزرق الصافى على بعد أميال وهذا هو سر الإعجاز الذى ظهر فى وقت قياسى.

لا خلاف على أن الجمهورية الجديدة فى عصر الرئيس عبدالفتاح السيسى شهدت أفكارا وانطلاقات غير مسبوقة واقتحمت الأماكن المهجورة التى لم يكن لها للأسف أى قيمة ولكن الآن أصبح العمار هو العنوان والتطوير أساسا والإنجاز اعجازا والإخلاص سمة موجودة فى كل شىء، مدن كثيرة ظهرت للنور فى عهد فخامة الرئيس لم يفكر فى أن يقترب منها أحد ولكن الرئيس السيسى وعد وأوفى ومازال على العهد أن أم الدنيا ستصبح قد الدنيا.

البطولات الرياضية التى أقيمت وستقام على أرض العلمين الجديدة بملاعبها المميزة نقلة حضارية وعنوان للسياحة والاستثمار وتأكيد على أن مصر المحروسة رمز الأمن والأمان وعنوان لاستضافة البطولات الكبرى على أرض الحب والخير والانتماء المصرية.. تحيا مصر.

احتفال الأهلى بالدرع على أرض ستاد القاهرة كان راقيا وبلا أى مشاكل، يحسب ذلك لرابطة الأندية وإدارة النادى الأهلى التى تابعت التفاصيل ولذلك كان الإخراج أنيقا، الحدوتة ليست فى فوز الأهلى بالدرع بلا هزيمة هذا الموسم حتى الآن  ولكن فى الأزمات الموجودة لأندية أخرى الأمر الذى يهد الحيل ويجعل الاستقرار غير موجود على الإطلاق، أكرر أن الاستقرار هو أساس نجاح أى منظومة ومهما كانت هناك ديفوهات فى النادى الأهلى لكن حالة الحب والانتماء الموجودة بين الجميع قديما أو جديدا، مسئولا أو غير مسئول تجعل المركب تصل إلى بر الأمان حتى لو كانت هناك رياح شديدة تعطل المسيرة مؤقتا. ولكن ما يحدث من طفرات وإنجازات داخل القلعة الحمراء يؤكد أن محمود الخطيب رئيس الأهلى ورجاله يعرفون جيدا طريق النجاح.

الزمالك كيان كبير جدا، وربما تصدر له المشاكل أحيانا ولكن أهل الزمالك هم أسباب الأزمات الحقيقية التى يعانى منها الكيان الأبيض، من الواضح جدا من الأحداث المتلاحقة أن هناك زملكاوية اسما لا يقدرون قيمة ناديهم ولذلك يساهمون ويساعدون فى إحداث أزمات ولخبطة داخل القلعة البيضاء لمصالح شخصية بحتة وهى كرسى مجلس الإدارة، كم من أشخاص فى أندية كبرى تولوا زمام الأمور وفشلوا فشلا ذريعا ولم يتقدموا خطوة للأمام والواضح أن القصة فى محاربة الناجح وأن هذه أسباب الأزمة الحقيقية فى الزمالك.

لا خلاف فاز الزمالك ببطولات عديدة فى الفترة الماضية وحدثت طفرة كبيرة فى الكيان على المستوى الإنشائى وكان لابد أن يلتف الجميع حول اللون الأبيض يدعم ويساند من أجل استمرار المسيرة ولكن أهل الزمالك لا يعرفون طعم الدعم ولم يتذوقوه من قبل.

الاستقرار عنوان النجاح، النادى المنافس يبنى ويعمر ويوسع ويدعم بصفقات من أجل استمرار النجاحات وتحقيق البطولات وهذا حقه تماما وهذا عنوان من يفكر فى المستقبل، أما الزمالك فكان الله فى عون من يتولى أمر القلعة البيضاء أزمات ومشاكل وحجوزات ومنغصات وحروب غير طبيعية وإمام عاشور فى الأهلى.

المصرى البورسعيدى يخوض نهائى كأس الرابطة اليوم أمام سيراميكا كليوباترا وعينه على استعادة أمجاده، جماهير المدينة الباسلة تحلم برؤية فريقها على منصات التتويج التى غاب عنها منذ آخر بطولة حققها عام 98 بالفوز بكأس مصر، لاشك أن فوز أى فريق جماهيرى بخلاف الأهلى والزمالك يسعد الجميع ومع احترامى لسيراميكا ومدربها الجديد أيمن الرمادى إلا أن حصول المصرى على اللقب سيكون له طعم ولون وسيكون تكليلا لجهد المحترم كامل أبوعلى العاشق لبورسعيد.