بينى وبينك

نصف شرير

زينب عفيفى
زينب عفيفى

حين يجد الكاتب ما يكتبه لا يمنعه شيء مهما بلغ من العمر أو كونه يمتهن وظيفة لا علاقة لها بالكتابة. 

فالكاتب الذى يكتب وفى ذهنه الشهرة أو الحصول على جائزة نتاج إبداعه يظل طويلا داخل حلمه العاثر، أما الذى تصير الكتابة هاجسه الأوحد يكون لكتاباته سحرها الخاص، ورغم ذلك هناك كُتاب أكثر حظا عن غيرهم حين اختاروا أسلوبا جديدا فى الكتابة ووجدوا استحسانا وإقبالا لدى الناشرين والقراء. من هؤلاء الكُتاب الذين نالوا شهرة عالمية فى سنوات قليلة الكاتبة الانجليزية سالى جرين.

حيث اختارت السحر والوهم والخيال موضوعات لرواياتها مثل ما فعلت الكاتبة جى كى رولينج فى سلسلة رواياتها هارى بوتر ورفعتها من مجرد كاتبة هاوية تبحث عن ناشر الى إحدى أغنياء الكُتاب الذين نالوا الشهرة والمال من جراء إبداعاتهم. سالى جرين «52 عاما» بدأت الكتابة بعد الخمسين من عمرها، عملت فى بداية حياتها محاسبة.

ثم قررت أن تكتب رواية الخيال العلمي، وبعد أول عمل إبداعي، وقع الناشرون والمنتجون السينمائيون تحت سحر روايتها الأولى عن السحرة وأصبحت تتخاطف دور النشر روايتها فى العالم. استطاعت الكاتبة البريطانية سالى جرين أن تجذب الأضواء إليها بعد طرحها لروايتها الجديدة «نصف الشرير»، باعت منها للآن 9 آلاف نسخة خلال الأسبوع الأول من نشرها.

والرواية تتناول قصة الساحر الصغير الذى يستطيع أن يقوم بمغامرات نصفها شريرة والنصف الآخر طيبة على غرار هارى بوتر.

 وإذا كان الناشرون ومنتجو السينما يتهافتون على هذه النوعية من الروايات الخيالية فأن القارئ يجد فيها هروبا من واقعه ولو بالخيال علاوة على أن معظم قصص الخيال ينتصر فيها الخير على الشر عكس ما يحدث فى الواقع. الإبداع الحقيقى لا يتوقف على عمر، وإنما يتوقف على ما يكتبه الكاتب من أفكار جديدة بأسلوب شيق، وتجربة إبداعية جريئة.