ع الزيرو

عثمان علام يكتب: نفحات مكة والمدينة اللهم اكتبها لكل مشتاق

عثمان علام
عثمان علام

أكرمنا الله بزيارة بيته الحرام والصلاة في روضة رسول الله..رحلة إيمانية راقية ..اللهم اكتب الحج لكل مشتاق.

تهفو النفوس لمكة والمدينة وتستطيب بالجلوس بالقرب من النبى محمد صلى الله عليه وسلم.

لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك .. اللهم عطر قلب كل مسلم بالتلبية وزيارة بيت الله الحرام .. اللهم اكتبها لكم أجمعين .

فى الطواف بالبيت والوقوف بعرفة والتكبير خشوع وعظة لتظل ذكريات عالقة بالنفس والحنين الى العودة تقربا من الله . فالحج نفحات إيمانية تجدد العهد مع الله .

حتى نسيمُك يا مكة باركَه الله -سبحانه- من فوق عُلاه، وازدتتى جمالًا وبهاءً ووقارًا، وكأنّ هذا العام غير كل الأعوام.

ويأتى الوقوف بعرفة، خير أيام الدُنيا، فيه يتباهى رب العزة بأنه اعتق فلانًا من النار.

يارب، نقسم بك عليك ونسألك بأسمائك الحسنى أن تُبلغنا هذا اليوم مغفورًا لنا، مرحومين برحمتك، سالمين بعنايتك، مجبورين بجبرك.

اللهم قَوِّنا فنحن الضعفاء، وشُدّ من عزيمتنا فنحن الواهنون، واحفظنا بحفظك الذى حفظت به كتابك، وسخر لنا ملائكة السماء وجنود الأرض، واطوِ لنا الأرض طيًّا فى مناسكنا وذهابنا وإيابنا وحِلِّنا وترحالنا، ويسِّرْ لنا كل عسير، وسهلْ علينا كل صعب، وارزقنا لذة مناجاتك وجميل لطفك وتمام إحسانك.

اللهم اجعلنا فى يوم عرفة من الذين قلت لهم -وقولك الحق-: "اذهبوا فقد غفرتُ لكم".. يارب يارب .. آمين آمين .

اللهم ببركة رسولك الكريم، طهرنا وقربنا واحفظنا واحفظ بلادنا من كل سوء.

فى حضرة رسول الله تحلو الصلاة علية والتبرك بسيرتة العطرة، فقد كان كريما متسامحا عطوفا زاهدا، اللهم صلى وسلم وبارك عليه.فبعد أن ظل معها خمس سنوات عطوفةً عليه شغوفةً به راعية له، غاب عنها لأكثر من ثلاثين سنة، ولما اشتدت بها الفاقة وضاقت بها الحياة، طرقت الباب ففتحت لها الخادمة، لتخبر سيدتها أن إمرأة تدعى حليمة بنت عبد الله بن الحارث السعدية تودُ الدخول عليكِ فهل تأذنين لها ؟، سمع المعصوم صلى الله عليه وسلم اسمها فهرع إليها وقد خفق قلبه الشريف حناناً وراحت الذكريات تطوف بمخيلته، ذكريات طفولته التى عاشها فى بيداء بنى سعد حيث كبر وعاش وترعرع .

كانت لحظة مفعمة بالمشاعر الجياشه لحظة أحيت فى لمح البصر أيام طفولته بين ذراعى أمه حليمة وفى أحضانها.

قامت أم المؤمنين خديجة رضى الله عنها لِتُدخِل حليمة التى طالما حدثها النبى عنها حديثاً يقطر حباً وحنانا، وعندما وقع بصره الشريف عليها وشاهدها تدخل من الباب أقبل عليها وهو يجرى فى لهفة منادياً "أمى أمي"..وأخذ يحتضنها وعينيه تفيض منها الدمع..ونظرت السيدة خديجه الى الرسول فوجدته وقد فرش لها رداءه لتجلس عليه" ثم أخذ يُمَرَّرَ يده عليها بِلطفٍ وحنان ويُسامِرُها وقد ترقرقت فى وجهه الشريف سعادة غامرة، وتألق فى عينيه فرح وسرور، وكأنه يغمرُ فى أحضانه أمه آمنة رضى الله عنها وقد بُعثَت من مرقدِهَا.

ثم اغدقت السيدة خديجة العطاء لأم النبى "حليمة"، وادخلت السعادة على قلبها بعد أن شكت لها ضيق الحال، وجبرت بخاطرها حباً لله ورسوله .

ما أقل من أن تفيض عيناك بالدموع عندما تتذكر من أحسنوا إليك، حتى وإن لم تملك مد اليد فلا تبخل عليهم بمد الردء، فهكذا يكون رد الجميل لمن تاهوا فى زحمة الحياة .

رحلة ممتعة رغم المشقة لكنها تنقى النفس وتعيد الروح للجسد.. تتلألأ أنوار المدينة المنورة، لاستقبال فرحة الحجيج، جاءوا مهللين، لزيارة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، فرحة لا تضاهيها فرحة، هنا محمد وصحبه، السلام عليك يانبى الله .

اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين واجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا وعودة للعمل الصالح واشف مرضانا وارحم موتانا واكتبها يارب لكل من تمناها واحفظ مصر من كل سوء واجعلها سخاء رخاء ببركة رسولك الكريم .