بدون تردد

اتفاق تصدير الحبوب

محمد بركات
محمد بركات

ضجة كبيرة ولغط شديد انطلق فى أنحاء كثيرة وعواصم عديدة فى العالم، فور إعلان روسيا الاثنين الماضى، ان الاتفاق الذى كان مبرما ومعمولا به حول تصدير الحبوب الأوكرانية قد انتهى عمليا، ولم يعد صالحا للاستمرار.

ورغم أن الإعلان الروسى لم يكن فى حقيقته وواقعه مفاجئا أو غير متوقع، حيث أعلنت روسيا على لسان رئيسها «بوتين» عدة مرات خلال الأيام والأسابيع الماضية، أنها مضطرة لإلغاء الاتفاق وعدم مده أو تجديده، نظرا لأنه لم ينفذ بطريقة صحيحة وكما كان متفقا عليه.

والمعروف أن الاتفاق الذى كان ساريا ومعملا به حتى الاثنين الماضى، كان قد تم التوصل إليه بوساطة تركية منذ أكثر من عام وتحت إشراف الأمم المتحدة، وذلك بهدف تجاوز الأزمة التى حدثت بعد توقف تصدير المنتجات الغذائية الزراعية مثل الحبوب من أوكرانيا إلى دول العالم المختلفة. نتيجة الحرب وخطورة الوضع فى الموانئ الأوكرانية «ليماسول» على البحر الأسود التى يتم منها تصدير الحبوب إلى العالم.

والمعلوم أيضا أن أوكرانيا تنتج وحدها ما يزيد على عشر استهلاك العالم من الحبوب الزراعية القمح والذرة وفول الصويا، كما أن روسيا تنتج أيضا كميات كبيرة من هذه الحبوب.

وفى ظل الحرب الروسية الأوكرانية، توقفت عمليات التصدير من الموانئ، الأوكرانية الواقعة على البحر الأسود فى «ليماسول» وغيرها مما أدى الى ارتفاع كبير فى أسعار هذه المنتجات ووجود أزمة غذاء عالمية.

وهنا قامت تركيا بمبادرة مع روسيا، واتفق أردوغان مع بوتين بمقتضاها على تأمين مسار تصدير المنتجات الأوكرانية إلى العالم على أن يتم أيضا تصدير المنتجات الروسية فى ذات الوقت،..،.. ولكن الذى تم هو القيام بتصدير وبيع الحبوب والمنتجات الأوكرانية وحدها ولم يتم بيع المنتجات الروسية، وذلك «وفقا للرواية الروسية» هو الذى دعا بوتين لإلغاء الاتفاق وعدم تجديده،..، وذلك بعد إعلانه عدة مرات انه سيقوم بذلك نظرا لعدم الوفاء بما تم الاتفاق عليه،..، بما يعنى أن ما قام به لم يكن مفاجئا.

والسؤال الآن.. هل يستمر الالغاء والتوقف وتعود أزمة الغذاء من جديد؟! أم يتم تنفيذ الاتفاق بشقيه الأوكرانى والروسى؟!