في مناسبة فريدة من نوعها، احتفلت أحد المنتجعات السياحية الواقعة في مدينة مرسى علم، جنوب محافظة البحر الأحمر، بزراعة الشجرة رقم 2000، وهو مشروع بدأته إدارة المنتجع منذ عام 2008، بهدف تعزيز السياحة البيئية وتشجيع السياح على الانتماء للمكان.
اقرأ أيضا.. وزارة السياحة تعقد اجتماعًا لاختيار مدير عام إدارة المرشدين السياحيين
تجسدت الفكرة الإبداعية في تخصيص شجرة لكل سائح يزور مرسى علم لمدة 6 مرات متتالية، حيث يتم زراعتها بنفسه ووضع لافتة باسمه عليها، وتعتبر هذه الشجرة رمزاً للانتماء الدائم للمكان.
وشهدت المبادرة تفاعلاً كبيراً من السياح الأجانب، حيث قام العديد من الزوار من جنسيات مختلفة بتنفيذ الفكرة، من بينهم الألمان والهولنديين والبلجيكيين والإيطاليين والتشيك وبولندا وفرنسا.
تضمن المشروع أشجاراً مثمرة ذات فائدة اقتصادية، مثل الرمان والزيتون والبرتقال، مما ساهم في تحقيق اكتفاء ذاتي للمنتجع من ثمار تلك الأشجار.
وأكد أبو الحجاج العماري، الخبير السياحي ومدير المنتجع، أن هذه المبادرة لم تقدم فقط دعماً للفندق وتنشيطاً للسياحة، بل حققت أيضاً أهدافاً عالية المستوى، منها تنشيط السياحة المصرية بشكل عام وربط السائح الأجنبي بالفندق والمنطقة بشكل خاص.
وقد حظيت المبادرة بنجاح كبير، إذ أدت إلى زيادة عدد النزلاء بالفندق بشكل ملحوظ، حيث أصبح 50% من زوار المنتجع مستدامين ويعودون بانتظام لرؤية شجراتهم المزروعة والاستمتاع برونقها الطبيعي. وقد أكد العماري أن الفكرة تركت أثراً إيجابياً لدى السياح الأجانب، حيث يقوم العديد منهم بنشر الصور التذكارية مع شجراتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يعزز شهرة المنتجع ويشجع المزيد من الزوار على زيارة مرسى علم.
كانت الاحتفالية الاستثنائية بحضور اللواء عدلي واصف، رئيس مدينة مرسى علم، وقد حضرها أيضاً عدد كبير من النزلاء المستدامين وطاقم عمل الفندق. واحتضنت مزرعة النزلاء المستدامين في الفندق، التي أصبحت الآن تحوي 2000 شجرة من جميع أنحاء العالم.
في ظل الجهود المستمرة لتعزيز السياحة والاستفادة البيئية في المنطقة، تظل هذه المبادرة نموذجاً للنجاح والإلهام، حيث تجمع بين التنمية السياحية المستدامة والاهتمام بالبيئة والثروات الطبيعية وتُعزِّز مدينة مرسى علم ومدن البحر الأحمر كوجهة سياحية متميزة تجذب السياح من جميع أنحاء العالم.
