سريعا، وضح جيدا كارثة إستخدام الذكاء الإصطناعي في الفن، خاصة الغناء، بعد أن بدأ إستنساخ أصوات أهم الفنانين الراحلين ووضعها على أغنيات معاصرة لا تتناسب على الإطلاق مع تاريخ وقيمة وتراث هولاء الفنانين الراحلين، وفي مقدمتهم “العندليب” عبد الحليم حافظ، الذي أصبح الآن أكثر الكبار الذين تشوه صورتهم ومكانتهم بهذا الذكاء الإصطناعي، فبعد أن وضع اسمه وصورته على فيديو لإحدى أغنيات المهرجانات لعصام صاصا، تكرر الأمر مرة أخرى مع أغنية “مخصماك” للمطربة نوال عبد الشافي، ورغم أن الصوت المستنسخ في الأغنيتين لا علاقة له من قريب أو بعيد بصوت “حليم”، إلا أن وضع اسمه وصورته على فيديو الأغنيتين يحمل إهانة كبيرة لاسمه وقيمته ولتراثه الفني، واستغلال اسم “العندليب” في فيديو الأغنيتين جعلهما يتصدران “التريند”، ويحققان نسب مشاهدة ضخمة، وهذا يعني أن هناك من سيكرر نفس الأمر من أجل نفس الهدف، وليس مع عبد الحليم فقط، لكن مع غيره من الفنانين الكبار الراحلين، لهذا يجب أن تكون هناك إجراءات رادعة لمنع هذا الأمر ومحاسبة من يقوم به لحماية كبار الفنانين الراحلين من التعدي عليهم وتشويه صورتهم، ويجب أن ندرك إن ورثة “العندليب” وغيرهم من ورثة النجوم الكبار، لن يستطيعون بمفردهم التصدي لهذا الأمر، لأن الإجراءات القانونية التي سيتخذوها ضد من يستغل اسم وصورة “العندليب” وغيره لن توقف هذه المهزلة، لكن يجب أن يكون هناك تحرك أكبر ومن كل الجهات التي يعنيها الحفاظ على صورة وقيمة كل الأسماء الكبيرة والبارزة في تاريخنا وتراثنا الغنائي والموسيقي، للتصدي لهذا الأمر، ويجب أن تكون البداية من نقابة المهن الموسيقية وجمعية المؤلفين والملحنين، بمنع قيام بعض الملحنين من إستخدام الذكاء الإصطناعي واستنساخ الأصوات في أعمالهم، وعدم منح موافقة على استغلال بعض أغنيات كبار الفنانين الراحلين في تجارب غنائية جديدة تتضمن استخدام الذكاء الإصطناعي، وعدم النظر إلى المكاسب المادية وغض البصر عن تشويه تراثنا الغنائي والموسيقي وكبار الفنانين، وإذا لم يحدث ذلك وسريعا، سنشاهد كوارث أخرى عديدة بسبب استخدام الذكاء الإصطناعي في الموسيقى والغناء، كما من المتوقع استخدام نفس الشيء في فنون أخرى، وهذا سينتج عنه كوارث فنية أخرى سنتابعها خلال الفترة المقبلة.