«حسيسها» قصة قصيرة للكاتب عمرو حسين

الكاتب عمرو حسين
الكاتب عمرو حسين

يجلس عزيز في شرفة الفندق التي تطل على نيل القاهرة الساحرة، في ليل بديع من لياليها و يستمتع بأنغام موسيقى المطرب الإنجليزي ستينج وهو يغنى زهرة الصحراء، يستعرض على هاتفه صور يوم من العمل والزخم ولقاءات مع عدة شخصيات مصرية وأجنبية على هامش مؤتمر للذكاء الصناعي قدم  فيه عزيز مشروع جديد، ابتكر عزيز ٱلى بالذكاء الصناعي يسهل على الطلاب العملية التعليمية ولقاء مطول على شاشة قنوات التلفاز لشرح فكرة مشروعه الذى حظى باهتمام الحضور والجمهور على التلفاز، فقد حاز على احترام الناس هدوء رهيب في تلك اللحظات على صوت الهاتف كالبرق رد عزيز: مساء الخير من معي

وكأنه صوت أحد السيدات: كنت رائعا اليوم على التلفاز والكل أعجب بابتكارك الجديد هذا عهدي بك منذ عرفتك

لم يعرف عزيز نبرات الصوت

فقال: هل كنتى أحد الباحثين الذين حضروا اليوم مؤتمر الذكاء الصناعى

ردت عليه : بل أنا متابعة لذكائك أنت من ٢٠ عاما

قال عزيز: لعلك تعرفيني جيدا

ردت: أعرفك وأعرف عنك الكثير وأعرف حبك لشعر نزار وصوت فيروز وانتعاش عمرو دياب.

وهنا تذكر عزيز الصوت وتمنى أن لا يسمعه أبدا ثانية، وكأن في أذنيه وقرا ذهب به خياله سريعاً لحب قديم ونار العشاق فيها جميعا مواقعوها كانت هي دفتر أشعاره، كانت هي الشمس والليل والقمر والأرض والسماء، كانت هي الدنيا كانت هي الرحلة بين رحى الحياة و المنجى الوحيد من زخات أمطارها الحزينة، التى هي مثل حجارة السجيل أو قطعا من الليل المظلم وظلها من يحموم.

رجع للهاتف قائلا: وماذا فعلتي بقلب أوجعتيه وخيانة مع أعز أصدقائي، والذي بدوره شوهني أمامهم، نال مني لفقري وقلة حيلتي، كنت لا أملك إلا قلما أخط به، أكتب به معادلات الزمن وكتبت به معادلات الحياة، كان هو رفيقي وكل ما أملك كان همى الوفاء وهمك التسلق حتى على حطام قلبك لتنالى من متاع الحياة الغرور، نسيتى انك كنتى دفتر أشعارى، أسافر بين خارطة جسدك وليل عيونك العميق الشديد السودا وخدك الخمرى وأمسك شعرك الحرير وأمشطه بمشطي العاجى، كنتى ليلى ونهارى كنتى الدنيا والحياة، تنفسنا سويا الصعداء وبكينا سويا شوقا للقاء وطردتنى من قصرك أمام كل الأصدقاء، واخترتي من لا يحبك ولا تحبينه من أجل أن تصعدي مصعد الأثرياء لا صعدتى مصعد الأثرياء ولم تنالى سوى الشقاء

قالت عزيز: متى عرف قلبك كل هذا الجفاء الآن أنا أميرة مهزومة بين عينيك تطلب العفو والسماح يا كل قلبي.

رد عزيز : كفى هراء من أين تعرفين الوفاء متى عرفتي الحب قلبك لا يعرف الحب يعرف فقط أن يمثل البكاء يعرف ان الحب مجرد رحلة بسيارة أو معطف جديد أو أسورة من الخداع

لهذه الدرجة نسيتني

رد عزيز : كلماتى الأخيرة لك لا أعرفك، هاتفي لا يحمل اسمك أرجوك هذا رقم غير صحيح أخطأت العنوان.