«ستائر الرؤية» قصة قصيرة للكاتبة إيمان حجازى

الكاتبة إيمان حجازى
الكاتبة إيمان حجازى

ذهبت لتنام بعد يوم طويل شاق، فلم يطاوعها النوم، لم تغلق جفنيها، وكأن صوتا يهيب بها أن تقوم، فتركت مرقدها، ذهبت إليه، فتحت نافذة زرقاء تطل عليه، مازال مستيقظا، يعلن ضوء غرفته بستارتها الحمراء عن انشغاله، ربما لديه عمل، كم أرادت أن تقفز داخل نافذته، أن تقتحم حياته، أن تزيح بيدها الستار، فتجده أمامها، تقترب منه، تلمس يده، تحس بأنفاسه، تسمع صوته، تحادثه، ولكنه مشغول، ليس مسموحا لها فى هذه اللحظة إلا بالانتظار، الاستمتاع بالنظر إلى صورته الحبيبة وتطلق تنهيدة عميقة من قلبها المفعم بالحب، الصامت على الإحساس، الصائم عن الكلام، الحبيس مع الأحلام ....

 

وفجأة ينقطع التيار الكهربى، فينقطع النت، وتغلق النوافذ، الزرقاء والحمراء والخضراء، فتغلق اللاب توب، وتتحسس طريقها إلى سريرها، تنكمش فى مرقدها، تضع رأسها على وسادتها، تحتضن نفسها، تضمها إليها بشدة، وتغمض عينيها، وتقول:

 هكذا أنت أقرب لى، أنت فى عقلى، أنت بين ضلوعى، أنت الشهيق والزفير، أنت تحت جفن عيونى

 

هكذا أنت أقرب.

وتطلق لنفسها العنان لتنام حتى الصباح، وتنام لتحلم به، فلم يكن هناك ما تتمناه أكثر من هذا.