عشا أم العريس وهدايا العروس لحماتها وأخوات الزوج..

العادات والتقاليد في الزواج جزء أصيل من الموروث الشعبي

عادات الزواج في الشرقية
عادات الزواج في الشرقية

العادات والتقاليد هي جزء أصيل لا يتجزء من الموروث الشعبي لكل بلد، فلكل منا عادات وتقاليد في مختلف مناحي الحياة، تختلف من بلد لبلد، ومن مدينة ومحافظة لغيرها داخل البلد الواحد، ويعد الزواج واحد من الأمور التى تتباين وتتنوع عاداته، وفى بلدنا مصر المحروسة نجد الكثير من الطقوس والتقاليد المختلفة للزواج بين المحافظات، نستعرض في التقرير التالي اشهر وأغرب العادات في عدد من المحافظات...

اقرأ أيضأ:استمرار توريد القمح لصوامع وشون الشرقية 

محافظة الشرقية واحدة من أكبر محافظات الجمهورية، تضم بين ضواحيها الكثير من المدن والقرى والمراكز، وفي كل منهم العديد من العائلات، والتى مازالت بالرغم من التغير الذي يشهده المجتمع العالمي وليس المحلى فقط تتمسك بعدد من الطقوس والعادات في الزواج.

تختلف عادات وتقاليد الزواج وتتباين بين القرى والعائلات، فهناك بعض العائلات رغم ارتفاع أسعار الذهب مازالت تتمسك بموروثها من أن الشبكة لابد أن تكون كم محدد من الذهب لا يمكن التنازل عنه أو التفاوض فيه، حتى لو أنه سيتم التهاون في باقي متطلبات الزواج.

فيقول علي خليل أب لأربعة أولاد وبنتين، أنه عندما تقدم عريس لخطبة أبنته الكبرى اشترط أن يشترى لها ذهبا كما اشترت أبنة عمها التى سبقتها في الزواج، وهو الآن يعاني من هذا لأنه بصدد التقدم لخطبة إحدى بنات العائلة لأبنه، ولا يعرف كيف سيوفر ثمن الشبكة ومن ثم تجهيزات الشقة والفرح.

وتقول هالة محمد أنه من أهم عادات الزواج لديهم أن يتم شراء هدايا تقوم العروس بتقديمها لكل السيدات من أهل الزوج في الصباحية، سواء أمه أو أخوته أو عماته أو خالاته أو أى ممن يعيش معهم، وتختلف هذه الهدايا حسب الظروف المادية والاجتماعية لكل عروس، فهناك من تشتري ملابس، وهناك من تشتري قطعا ذهبية لافتة "إلا أنه منذ فترة من النادر أن يشترى أحدا ذهب نظرا لارتفاع أسعاره".

ويقول محمد خالد أنه كان المعتاد فى الماضي أن يكون الفرح في مختلف قرى ونجوع محافظة الشرقية من خلال الذبائح، فيقوم العريس بشراء عجل، ويتم الذبح ليلة الحناء بحضور الأقارب والأهل، والتجهيز لعمل الولائم في يوم الفرح قبل حضور العروس وأهلها، حتى يتسنى لأهل العريس الاهتمام بهم وتقديم واجب الغذاء لهم بشكل مناسب، متابعا أنه الآن أصبح إضافة لذلك فإنه يتم عمل الفرح في إحدى القاعات أو صالات الأفراح، الأمر الذي يضاعف تكاليف الفرح التى هى من الأساس باهظة.

ومن العادات التى باتت أساسية فى شراء الأجهزة كما أشارت صباح أحمد فإن العروس أصبحت ملزمة بالشاشة والتكييف والديب فريرز ومبرد المياه، هذا بالإضافة إلى الأجهزة التى كانت تشتريها من الأساس، وهى ثلاث غسالات "أتوماتيك ونصف أتوماتيك وأطفال" أو على الأقل غسالتين، وفرن غاز بجانب البوتجاز، وكذلك مختلف أجهزة المطبخ من آيرفرير ومايكروويف وغيرهم من الأجهزة، هذا بالإضافة أطقم الأواني والطهى التى لا تقل عن أربعة أو خمسة أطقم أطباق، ومثلهم أطقم حلل، بجانب باقى أدوات المطبخ، وفي بند المفروشات يجب أن تكون مفروشات غرفة الأطفال مختلفة عن غرفة العروس، ولكل منها ألحفة ومفارش قطيفة وكوفرتيات وبطاطين ومفارش الفرح، هذا بجانب المفارش الأساسية.

وعند ذهاب فرش العروس يكون فبل الفرح بعشرة أيام ويذهب الفرش "العزال" في عدد ليس بالقليل من السيارات، ويكون بصحبته عدد من أهل العروس لا يقل عن 30 فردا، ولهم جميعا واجب الغذاء لدى أهل العريس، وبعد ذلك ينصرفون جميعهم ويبقى عدد ممن سيقومون بالفرش، ولو لم ينتهو فيقومو بالذهاب بعد ذلك وفي كل مرة لهم واجب الغذاء.

ومن العادات الهامة التى توارثتها الأجيال في العديد من قرى ومراكز ولدى أغلب العائلات في محافظة الشرقية كما أوضحت محاسن محمد هى "عشاء أم العريس"، وهذا يقدمه البعض مطهوا ويكون عبارة عن صواني محملة بالطيور من أوز وبط وحمام ودجاج ورومي أحيانا، والمحاشى والمكرونى البشاميل، بجانب بعض المنتجات الجافة من زيت وسكر وخلافة، والبعض الأخر يقدم عشا أم العريس دون طهي من طيور لم تذبح وأنواع مختلفة من الخضروات، بجانب المواد الجافة من مكرونة وأرز وزيت وسمن، وهذا يتم الذهاب به من قبل عدة أفراد من أهل العروس قبل الفرح بليلة أو إثنين.

الذهاب كل يوم لمدة سبعة أيام للعروس بعد الزواج من العادات والتقاليد التى مازالت تتمسك بها أغلب عائلات محافظة الشرقية، فتقول بسمة أحمد أنه يتولى مسئولية كل يوم أبو العروس أو أحد أعمام أو أخوال أو أخوة العروس، ويذهب محمل بزيارة بها الكثير من الأشياء، من حبوب وسلع جافة مثل مكرونة وصابون وزيت وغيرها، وتكون جميعها بالدستة، بالإضافة إلى عدة أقفاص من الفاكهة، وطيور غير مطهية، ومن يكون لدية قدرة مادية فيكون يومه به نوع من المواشي "خروف أو عجل أو غيرهما".