فواصل

الفرصة الأخيرة!..

أسامة عجاج
أسامة عجاج

لن يرحم التاريخ كل القيادات الفلسطينية، إذا لم ينجح الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس محمود عباس، بمشاركة قادة الفصائل فى نهاية هذا الشهر، فالأمور لم تعد تحتمل هذا الانقسام، وذلك التشرذم، المستمر منذ عام ٢٠٠٧، الذى يدفع ثمنه، وجود وطن، واستقرار شعب، فى مواجهة احتلال شرس، آخر جرائمه العدوان على مخيم جنين فى الضفة الغربية، فى تكرار لما قام به ارييل شارون فى عام ٢٠٠٢، أثناء الانتفاضة الفلسطينية، فالمخططات الإسرائيلية ليست خافية على أحد، وتل أبيب تحكمها وزارة، هى الأكثر يمينية وتطرفا وعنصرية، باعتراف الجميع، حتى من أمريكا التى مازالت تقاطع رئيسها، وتمنع وزراءها من زيارة واشنطن، وأفضل تعبير عنها ما قاله يتسئيل سموتريتش وزير الماليه الإسرائيلى، (على الفلسطينيين الاختيار بين العيش فى دولة يهودية، بحقوق منقوصة، أو الهجرة، أو القتل لمن يصر على المقاومة، وهذا أمر غير قابل للتفاوض)، وقد كشف تقرير أخير عن تنفيذ قوات الاحتلال والمستوطنين ٤٠٧٣ انتهاكا، منذ أول العام حتى نهاية يونيو الماضى، لقد نجحت المقاومة الفلسطينية فى مواجهة العدوان على مخيم جنين، والذى كان بمثابة استعراض للقوة، فمساحته محدودة، ويسكنه ١٧ ألف نسمة، ومع ذلك شارك فى العدوان، بقوات برية وجوية، ودبابات وعربات مصفحة ومسيرات، وكانت النتيجة تشريد الآلاف، وسقوط العشرات من الشهداء والجرحى، ولكنها فى نهاية الأمر لم تستطع تحقيق أهدافها، سوى تدمير البنية التحتية، بل على العكس كشفت عن وحدة الفعل المقاوم، من كل الفصائل الفلسطينية، فى مواجهة العدوان، وكشفت - ثانيا - عن أن كل الأراضى الفلسطينية معرضة للعدوان، ولم يعد الأمر مقصورا على قطاع غزة، بعد أن دخلت الضفة ومدنها، ضمن بنك الأهداف الإسرائيلية، فماذا عن السياسيين؟ ألا يستدعى ذلك أن يعى الجميع، خطورة المرحلة القادمة والتوحد فى مواجهتها، وعدم السماح بفشل الحوار القادم، وضرورة التوافق على رؤية وطنية فلسطينية للمرحلة القادمة، توازن بين رؤية السلطة، والتى قامت بوقف كافة الاتصالات مع إسرائيل بما فيها التنسيق الأمنى، والانضمام إلى مزيد من المنظمات الدولية، ومطالب بعض الفصائل الأخرى، بتغيير طبيعة الصراع والمواجهة مع إسرائيل، والنظر فى إجراءات أخرى، ومنها إعادة النظر فى اتفاق أوسلو وكل نتائجه.