كل يوم

بطولات لا تُنسى فى تاريخ مصر العسكرى «١/٢»

د. أحمد شيرين فوزى
د. أحمد شيرين فوزى

هذه السطور تسرد بعض مشاهد من بطولات، لعظماءٍ حفروا أسماءهم، فى تاريخ مصر العسكري.

الأسطورة البطل الشهيد إبراهيم الرفاعى:

بعد نكسة ١٩٦٧، الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب الجيش المصري، يستدعى إبراهيم الرفاعى قائلا له: «إسرائيل وضعت مدافع على الضفة الشرقية للقناة، ولازم نحصل على مدفع لنعلم مدى تأثيره علينا»، وبعد أيامٍ قليلة، عاد إبراهيم الرفاعى حاملا ٣ مدافع إسرائيلية.

الفريق عبد المنعم رياض يستدعى إبراهيم الرفاعى، ويطلب منه أسر ضابط إسرائيلى (وهو بطل مصارعة)، واختطافه من قلب قواته، لرفع الروح المعنوية للجيش. وبعد أيامٍ معدودةٍ، كان الأسير الإسرائيلى فى شوال أمام الفريق عبد المنعم رياض، ولنا أن نتخيل المشهد عن كيفية العبور، والعودة بالأسير وهو على بعد أكثر من ٢٠ كم داخل القوات الإسرائيلية.

استشهد الفريق عبد المنعم رياض فى موقع المعدية ٦ شرق القناة من دانة مدفع، فما كان من إبراهيم الرفاعى صباح اليوم التالى إلا أن يثأر فى ملحمة تاريخية، ويرفع أول علمٍ لمصر فوق الموقع بعد أن أباد كل من فيه، وكانوا ٤٤ إسرائيلياً.

إبراهيم الرفاعى كان هو الشبح المرعب بالنسبة لإسرائيل، فهو أول من أطلق النيران على العدو الإسرائيلى داخل سيناء بعد نكسة ١٩٦٧، وقام بتدمير خطوط السكة الحديد بالشيخ زويد، وتدمير مطار الطور، وشرم الشيخ، وآبار البترول على خليج السويس، ولم يترك شبراً فى سيناء إلا وكانت له عملية، كيف يذهب وكيف يرجع، فمن الصعب تصور هذا المشهد.

شارون عندما سمع أن إبراهيم الرفاعى وصل ثغرة الدفرسوار، ادعى المرض وهرب بهليكوبتر إلى مستشفى خوفاً من أسره فى شوال « مصادر إسرائيلية «.

إبراهيم الرفاعى هو من منع تقدم دبابات قوات الثغرة من التقدم على طريق الإسماعيلية - القاهرة، وودعته مصر شهيداً يوم ٢٣ رمضان صائماً طوال الحرب.

محافظ المنوفية الأسبق