بدون تردد

مصر.. وسلامة السودان

محمد بركات
محمد بركات

من الطبيعى.. والمسلم به عربياً وأفريقياً ودولياً، أن تكون مصر الدولة والشعب من أكثر الدول والشعوب حرصاً على استقرار السودان الشقيق،...، وأن تكون فى مقدمة الدول والشعوب فى المنطقة والعالم حرصاً على إحلال الوئام فى ربوع الأراضى السودانية.

تلك حقيقة ثابتة وراسخة فى الوجدان الرسمى والشعبى المصرى، تجاه الأشقاء فى السودان على مر العصور منذ نشأة المجتمعات والشعوب والدول فى هذه المنطقة من العالم.

والمؤكد أن هذه الحقيقة تزداد رسوخاً ووضوحاً فى كل يوم، بحيث أصبحت واقعاً ثابتاً على الأرض، مؤيداً بثوابت الجغرافيا ومسيرة التاريخ الإنسانى الممتد منذ فجر التاريخ ومولد الحضارة فى رحاب وادى النيل بشطريه الشمالى والجنوبى.

وفى هذا الاطار جاءت دعوة مصر بالغة الأهمية لقمة دول جوار السودان، التى عقدت بالقاهرة الخميس الماضى، بهدف حقن دماء الأشقاء فى السودان، والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى السودانية واستعادة السلام والأمن فى ربوع الدولة السودانية الشقيقة.

ومن هذا المنطلق جاء البيان الختامى لقمة دول جوار السودان، معبراً عن الأهداف المصرية، الحريصة على المصلحة السودانية الخالصة لشعب ودولة السودان.

ولهذا كان التوافق الجمعى بين قادة ورؤساء دول وحكومات الدول السبع «مصر» و»أفريقيا الوسطى» و»تشاد» و»أريتريا» و»أثيوبيا» و»ليبيا» و»جنوب السودان»، على مناشدة الأطراف المتحاربة فى السودان على الوقف الفورى والمستدام لإطلاق النار وإنهاء الحرب، وتجنب ازهاق أرواح المدنيين الأبرياء من أبناء السودان ووقف الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة.

كما تم التوافق الكامل بين قادة وزعماء الدول السبع، على عدم التدخل فى الشئون الداخلية للسودان الشقيق، والاحترام الكامل لسيادة دولة السودان ووحدة أراضيه، والحفاظ على مؤسساته الوطنية ومقدرات الدولة، ومنع تفككها أو تشرذمها ووقف كل مظاهر الفوضى بها.

وفى هذا الإطار أيضا جاء التأكيد من الدول السبع، على ضرورة التعامل مع النزاع فى السودان الشقيق، على أنه شأن خاص بالسودانيين وأمر داخلى سودانى، والتشديد على أهمية عدم التدخل من أى طرف خارجى فيه، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

وهكذا جاءت نتائج القمة لدول الجوار مؤيدة لرؤية مصر وسعيها للحفاظ على دولة السودان وشعبه قدر المستطاع .