مخاوف من أزمة غذاء عالمية بعد قرار روسيا الانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

باتت أزمة الغذاء العالمية تلوح بالأفق، عقب إعلان روسيا، يوم أمس الاثنين، عن انسحابها من صفقة الحبوب، وذلك بعدما زعمت موسكو، أن صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة تتضرر من جراء العقوبات الغربية.

وشهدت الصفقة التي أُبرمت في 22 يوليو عام 2022، مع ممثلي تركيا وروسيا وأوكرانيا بقيادة الأمم المتحدة، تصدير أكثر من 9 ملايين طن من الحبوب من أوكرانيا مثل الذرة والقمح ومنتجات عباد الشمس والشعير وبذور اللفت وفول الصويا، كما خفضت أسعار الغذاء العالمية في ذلك الوقت، ولكن بعد انسحاب روسيا من تلك الصفقة أصبحت هناك مخاوف عديدة من حدوث أزمة غذاء في العالم.

اقرأ أيضًا: الأمم المتحدة تعرب عن أسفها لقرار روسيا بالانسحاب من مبادرة البحر الأسود

وتوضح «بوابة أخبار اليوم» في السطور التالية، تأثير انسحاب روسيا من صفقة حبوب البحر الأسود على أزمة الغذاء في العالم؟

«أهمية صفقة الحبوب لتحقيق الأمن الغذائي»

في البداية، وُصفت هذه المبادرة بأنها بالغة الأهمية، وذلك لتحقيق الأمن الغذائي في شتي أنحاء العالم، وحال عدم حصول المزارعون على الغذاء والأسمدة في الوقت المُناسب، فسوف يُعرض بالتأكيد ذلك المحاصيل للخطر في جميع مناطق العالم فضلًا عن التأثير الكبير الذي سيحدث على إنتاج الغذاء وأسعاره في أنحاء العالم بين عامي 2023 و2024.

والجدير بالذكر، أن مبادرة الأمم المتحدة قد ساهمت في خفض أسعار القمح وبعض السلع الأخرى، التي ارتفعت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي سياق متصل، من المُتوقع أن ترتفع أسعار بعض الأطعمة الأساسية رغم أن الوضع يعتبر أفضل مما كان عليه في الأشهر التي تلت الحرب الروسية الأوكرانية، بسبب تحسن إمدادات الحبوب من منتجين آخرين مثل روسيا والبرازيل، كما أن أسعار القمح قد شهدت انخفاضًا بنحو 17٪ حتى الآن هذا العام بينما انخفضت أسعار الذرة بنحو 26٪.

وفي وقت سابق، صرح برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، بأن انعدام الأمن الغذائي لا يزال عند "مستويات غير مسبوقة".

وإذا تم إغلاق الممر، فسيؤدي ذلك إلى قفزة في الأسعار العالمية للحبوب عندما تواجه العديد من البلدان بالفعل ارتفاعًا حادًا في تكلفة واردات الغذاء والوقود.

وحذر الكرملين، اليوم الثلاثاء 18 يوليو، من مغبة محاولة الاستمرار في تنفيذ صفقة الحبوب دون مشاركة روسية، مشيرًا إلى أن ذلك ينطوي على مخاطر، كون ممر الحبوب يحاذي منطقة القتال وتستخدمه كييف لأغراض عسكرية.

وصرحت وزارة الخارجية الروسية، يوم الاثنين 17 يوليو، بأن روسيا ستكون مستعدة للنظر في استئناف صفقة الحبوب فقط إذا تم الحصول على نتائج ملموسة، وليس الوعود والتأكيدات.

وأكدت الوزارة الروسية، أنه بعد مرور عام، تبدو نتائج العمل في مجال تنفيذ مبادرة البحر الأسود مخيبة للآمال.

وشددت الخارجية الروسية، على أن تصدير المواد الغذائية من أوكرانيا، بقي حتى اللحظة الأخيرة يهدف إلى خدمة مصالح كييف ورعاتها الغربيين.