شفاهكِ ..
أُولى أولَوِيَّاتِ صَبوتي
فرَبِّي ليَ التوتَ الملوَّنَ حُلْوَتي
سيعجبُه جُوعي
وفرطُ تهوُّري
ويضحكُ لمَّا فيهِ أغمدُ لهفَتي
أعدِّيه لي
أحلى مُرَبَّى أذوقُها
وأعذبَ مُوسيقى، وأينعَ وَرْدَةِ
دَعي كبريَاء السُّكَّرِ الآن،
إنها..
تمُوء كعطرٍ في مواسمِ رغبةِ
دعي الروحَ
في رُوح القرنفلِ ترتمي
ليخضرَّ إيقاعُ الشَّذى المُتَفَتِّتِ
سدىً
تنطفِي النيرانُ في جبل الهوى
فلا تهربي! لن تستطِيعي حبيبَتي
سينفضِحُ المحمُومُ
في معبد الغِوى
ويصرخُ: ما أحلى شُيُوعَ الفضيحةِ
مِن النَّمَط العَالي
نبيذاً مطيَّباً
تراءَى بأحلامِي الظِّمَاءِ فَجُنَّتِ
فلو تركَ الياقوتُ لي
من عصِيرِه
كؤوساً،
ولو وَافَى بخمرٍ وقهوةِ
خليلةَ مَاءِ الوَرْدِ
طارتْ فراشَتي إليكِ
وليستْ غيرَ رُوحي فرَاشتي
إلى توتكِ البرِّيِّ
ضجَّ حنينُها
فكم ستُعاني من سَماءٍ قَصِيَّةِ؟!
سينتظرُ المَوَّالُ
يا أختَ مريمٍ
ويربكُ روحَ الليلِ طولُ التلفُّتِ
فليسَ عليكِ الآنَ
مِن حَيرَةِ المُنى مبارَكةً..،
فِي اللهِ نيرانُ حَيْرَتي!
وكنتُ خبيراً
بالقطيفةِ كلِّها
فضاعتْ أمامَ اللَّوزِ يُزهِرُ خِبرتي
لأنكِ أشهَى
ما تمنَّى مغامرٌ
عبرتُ صراطَ الكَون، واجتزتُ مُقلتي
وجاورتُ في التَّنهيد
عاصمةَ الربا
ودوَّتْ بقُمصاني حدائقُ لذَّتي
تشرَّستَ..
في ليل المساكينِ يا هَوى
فزِدني! أنا مجذوبُ تلكَ الحديقةِ
أنا مُصطفاها مِن زمانٍ،
دلالُها سرِيري..
فوَيلي من سَرير الجميلةِ
تراودُني شمسُ الشُّمُوسِ
بلا حيَا
لتنجبَ منِّي ألفَ طفلٍ وطفلةِ
ويعشقُ مِعراجي
تضاريسَ عرشِها
وطالَ استوائي في شَذاها كنخلةِ
حنانَيكِ!
ما سرِّي بمكتَتمِ الجَوى
فلا ترفُضي عَرضي، وذُوبي برَقصتي
علينا الغِنا عذباً
لتقتربَ السَّما
بهذا بُعِثنا في قُرىً جَاهليَّةِ
فإن جئتِ
زلزالاً من اللَّوْز والسَّنا
طلعتُ على التَّسبيحِ سربَ أهلَّةِ
وأنزلتُ فُرقَاني
بمحبرَةِ الشَّذَى
ودوَّيتُ فيها: يَا الَّتِي! ثُمَّ.. يَا الَّتي!
شفاهكِ..
يا بنتَ الرَّياحين والنَّدي
تهدِّدُني في قَعر بَيتي وخَلوتي
شفاهُكِ ..
رِزقي من حنَانَاتِ ربِّنا تعَالى..،
فكلُّ الضَّوءِ في وِرْد غِبطَتي
شفَاهكِ ..
عُنواني الأخيرُ!
فأسِّسِي مَعِي وَطَناً للمُعجزاتِ الأخيرةِ!
