تاج

محمد وهدان يكتب: البلاء الإصطناعي!

محمد وهدان
محمد وهدان

اتصفح منصات السوشيال ميديا فى جولة روتينية عادية، إذا بى أقع وسط كم من المقاطع الصوتية المفبركة لفنانين عظام، أمثال أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهما، والذين يعتبرون من أعظم الفنانين فى تاريخ الموسيقى العربية.. ولكن للأسف، فإن أرواحهم لم تحترم بشكل كاف فى بعض التجارب الفنية الحديثة.. شباب عجيب يستخدمون تقنيات الصوت والتلاعب الرقمى لتحريف أصوات رموز وأصوات نجوم مصر، وذلك بهدف تأدية أغاني غريبة عن الأسلوب الذى كانوا يتبعونه من أجل عيون التريند.. تخيلوا معى أن أم كلثوم تغنى أغنية لحمو بيكا، والعندليب الاسمر يغنى لحسن شاكوش، نعم صدقوا ما تقرأونه فهذا العمل اللامسئول كارثة فنية وتلوث سمعى يؤذى تراث هؤلاء الفنانين العظام ويهين إرثهما الثقافى، وتشويه أصواتهم يعتبر تجاوزا على روحهم الفنية ويقلل من قيمتها ومعناها.. نعم ليس هناك مانع فى تنويع الموسيقى وتجديد الأغانى للاستماع بطرق جديدة ومبتكرة.. ومع ذلك، يجب أن يتم ذلك بأسلوب يحترم ويعزز الأصل الفنى للفنانين القدامى.. يجب أن يكون الهدف هو الابتكار والتعبير عن الفن وليس التشويه والتلاعب بأصواتهم، علينا أن نعتبر هذا أمرا غير مقبول ونرفض التلاعب بأصواتهم وتشويه تراثهم بالبلاء الإصطناعي.

● الخلاصة: «فى النهاية، لم يعد فى الإمكان وقف التقدم فى مجال الذكاء الاصطناعي، ولكن نحن بحاجة إلى إبقاء عيوننا مفتوحة، والبحث عن الطرق الأكثر مناسبة للاستفادة من التكنولوجيا فى الموسيقى دون الإضرار بأنفسنا وبالأجيال القادمة.. نحتفظ بذكراهم الفنية بكرامة ونساهم فى نشر إرثهم الرائع للأجيال القادمة لتستمتع بالفن الأصيل والجميل الذى قدموه لنا.. نتعلم كيفية التكيف مع تقنيات الذكاء الإصطناعي وتطبيقاتها، وتحديد كيفية استخدامها بطريقة أكثر إيجابية».

● فيسبوكيات: «فى اليوم الذى ستتجاوز فيه التكنولوجيا تفاعلنا البشرى.. سيكون للعالم وقتها جيل من البلهاء».