دبلوماسيون: مشاركة السيسي بقمة نيروبي يعزز استقرار إفريقيا وتنميتها

 الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي

استمرارا لجهود مصر في دفع عجلة التنمية بالدول الإفريقية وتعزيز سبل الاستقرار بالقارة، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، على المشاركة في أعمال الدورة الخامسة لاجتماع منتصف العام التنسيقي التابع للاتحاد الأفريقي، بالعاصمة الكينية نيروبي.

وأجمع دبلوماسيون، فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، على أن مشاركة الرئيس السيسى فى قمة نيروبى جاءت في إطار حرصه الشديد على حضور مختلف القمم الأفريقية؛ ترسيخا لدور مصر المحورى وريادتها بقارتها، وكذلك فى ضوء الأولوية المطلقة التى توليها القاهرة لتسريع وتيرة التنمية فى البلدان الأفريقية.

تعزيز دور التنمية كأحد أعمدة الدبلوماسية المصرية الخاصة بإفريقيا

ويقول السفير محمد العرابي، رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن مشاركة الرئيس بقمة نيروبى تنبع من سياسته الخاصة بالاهتمام بمستقبل القارة، وفى نفس الوقت استراتيجيته المعنية بتعزيز دور التنمية كأحد أعمدة الدبلوماسية المصرية الخاصة بإفريقيا.

اقرأ أيضا :- اقتصادي: مصر تبذل جهوداً كبيرة لتعزيز التكامل الاقتصادي بالقارة الأفريقية

وأضاف أن كلمة الرئيس أمام القمة حملت رؤية مسبقة لما تستطيع القارة أن تؤمنه من سياسات مشتركة تعزز نموا اقتصاديا حقيقيا قائما على إمكانيات أفريقيا ومبادرات دولها، مشددا على أن استراتيجية دفع المشروعات المشتركة القائمة على مبدأ المنافع المشتركة هي منهج مصري هام.

ونوه إلى أن مصر تسعى من خلال ترأسها اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الأفريقي للتنمية النيباد لعامي 2023 و2024، إلى دفع معدلات التكامل الاقتصادى واقتراح حلول لمواجهة التحديات القائمة، وذلك بالرغم من التحديات والظروف السياسية والاقتصادية الصعبة على المستويين الدولى والإقليمي.

الأولويات المصرية لرئاسة النيباد

ولفت إلى أن كلمة الرئيس الهامة أمام قمة نيروبى أبرزت الأولويات المصرية لرئاسة النيباد على مدار العامين المقبلين ومن بينها سرعة الانتهاء من الخطة العشرية الثانية لتنفيذ أجندة التنمية الإفريقية (2024-2034).

وتابع العرابي، أن الرئيس السيسي يولى اهتماما كبيرا للإسراع نحو تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية، وكذلك المضى قدما في حشد الموارد اللازمة، لبرنامج الرابطة الثلاثية بين السلم والأمن والتنمية.

وأشار إلى أن الرئيس نبه كذلك في كلمته المتعلقة بالبند الخاص بتغير المناخ والاقتصاد الأزرق بأن قارتنا الأفريقية من أكثر القارات تضررا، نتيجة لتغير المناخ وتأثيراته، ما يدعونا لضرورة إيجاد سبل مبتكرة للتعامل معها، نظرا لمحوريتها في استقرار المجتمعات وتحقيق التنمية المستدامة.

وأشاد وزير الخارجية الأسبق برؤية مصر التي عرضها الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام القمة بشأن المحاور التي يتعين التركيز عليها خلال الفترة القادمة، للتعامل مع التحديات المناخية.

نتائج قمة المناخ COP 27

وأكد السفير أحمد حجاج، الأمين العام لمنظمة الوحدة الأفريقية سابقا، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى، الرئيس الحالي لقمة المناخ COP27، استعرض أمام القمة التنسيقية للاتحاد الأفريقى فى نيروبى، نتائج قمة المناخ التى عقدت فى نوفمبر الماضى بشرم الشيخ، وخاصة التزام بعض الدول المتقدمة بمساعدة الدول الإفريقية التى تعانى من تغيرات المناخ ولا تستطيع التصدى لها بينما هى غير مسئولة عن تلك الظاهرة بل الدول المتقدمة.

وقال حجاج، إن الرئيس تحدث، فى كلمته حول النيباد، عن المشروعات التى تركز عليها مصر وخاصة تلك المتعلقة بإقامة مشروع الربط الملاحى بين البحر المتوسط وبحيرة فكتوريا، والطريق البرى الرابط بين القاهرة وكيب تاون فى جنوب إفريقيا؛ حتى يجمع الدول الأفريقية ويساعد على التبادل التجارى ليصب بالنهاية فى جهود جعل أفريقيا منطقة تجارة حرة.

وذكر، في هذا الصدد، بأن مصر دولة مؤسسة للشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا وتبرعت بمبلغ مالى فى بداية نشأة الوكالة التنموية النيباد لمساعدة السكرتارية العامة على القيام بأعمالها من أجل تحقيق التنمية لشعوب القارة.

وأشاد السفير أحمد حجاج، بتركيز الرئيس فى حديثه على ضرورة الاهتمام بالبنية التحتية للقارة حتى تصب فى جهود تسريع تنفيذ حلم منطقة التجارة الحرة للقارة الأفريقية.

أما السفير على الحفنى، نائب وزير الخارجية الأسبق، فشدد على أهمية مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى في قمة منتصف المدة التنسيقية الخامسة للاتحاد الأفريقى ، حيث جاءت فى توقيت تواجه فيه الدول الإفريقية تحديات كثيرة على إثر تداعيات وباء كورونا الذى أرهق اقتصاديات بلدان القارة، فضلا عن تأثير الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة على الدول النامية بسبب ارتفاع معدلات التضخم وأسعار المواد الغذائية والأساسية، وكذلك النفط الذى تستورده الدول الأفريقية لاسيما المستخدم فى عملية التنمية.

وأضاف أن انعقاد قمة منتصف المدة التنسيقية للاتحاد الإفريقى يعد فرصة هامة لتبادل الآراء وبحث الكثير من الأطروحات والتصورات والمقترحات ليتم رفعها للقمة الإفريقية الموسعة المقبلة والمقرر عقدها فى فبراير 2024.

ونوه بأهمية ما أكده الرئيس السيسى، بكلمته فى البند الخاص بدور وكالة الاتحاد الأفريقى الإنمائية (النيباد) فى تعزيز التكامل الإقليمى والقارى تحت مظلة أجندة 2063، حيث أبرز ضرورة استمرار جهود حشد الموارد المالية فى المجالات ذات الأولوية وتكثيف الجهود لإيجاد حلول فعالة لمعالجة أزمة الديون المتراكمة والتى تفاقمت خلال الآونة الأخيرة.

وتابع أن قمة نيروبى درست أيضا ما انتهت إليه الخطة العشرية الأولى لأجندة التنمية بالقارة الأفريقية 2063 وهو ما يعد ضمن الأمور الهامة التى ستعمل عليها مصر خلال فترة ترأسها النيباد للإعداد للخطة العشرية الثانية.

وأبرز نائب وزير الخارجية الأسبق حرص مصر على عملية التنسيق بين الاتحاد الإفريقى ومفوضية الاتحاد وبين المجموعات الاقتصادية الإقليمية ودون الإقليمية، وذلك بهدف ربط إيقاع التنمية المنشودة فى كافة ربوع القارة.

وتحدث السفير الحفنى عن الاهتمام الكبير الذى يوليه الرئيس السيسى لقضية تغير المناخ نظرا لتضرر قارتنا منها بشكل كبير، وكذلك فى ظل التحديات التى تواجهها إفريقيا فى هذا الشأن ومن بينها مشكلة تلوث البيئة التى تتحمل مسؤوليتها بشكل كبير الدول الصناعية، وهو ما أثر على مسار التنمية بالبلدان الإفريقية.

وثمن التنسيق المتواصل بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الكينى وليام روتو، فى ضوء رئاسة مصر للمؤتمر ال(27) للأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP27»، فى الوقت الذى تترأس فيه كينيا لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بالتغير المناخى.